تعرف على عادة السوتي الهندية

الساتي أو السوتي هي عادة قديمة يتم ممارستها في الهند ونيبال ، حيث كانوا يقومون بحرق الزوجة التي يتوفى زوجها في يوم جنازته أو يقوموا بدفنها حية مع جثته ، وهذه الممارسة مرتبطة بالطقوس الهندوسية حيث أن هذا الاسم مأخوذ من الألهة ساتي زوجة شيفا والتي قامت بإحراق نفسها احتجاجًا على سوء معاملة والدها لزوجها ، وأصبحت كلمة ساتي تطلق على الأرملة التي ترتكب هذا الفعل ، وكلمة ساتي مشتقة من الكلمة السنسكريتية (sati) والتي تعني “إنها حقيقية أو إنها نقية” ،وعلى الرغم من أن هذه العادة كانت شائعة في الهند ونيبال إلا أنها كانت تحدث في مناطق أخرى مثل روسيا وفيتنام وفيجي .
ينظر إليها كخاتمة مناسبة للزواج :
وفقًا للعقيدة الهندوسية فإن السيدة التي تمارس هذه العادة يجب أن تمارسها باختيارها ، حيث كان ينظر لذلك بأنه النهاية المناسبة للزواج ، وأن ذلك علامة على إخلاص الزوجة التي تريد أن تتبع زوجها إلى الحياة الآخرة ، ولكن بالرغم من ذلك هناك الكثير من السيدات اللاتي أجبرن على ممارسة هذا الطقس ، وهناك من كان يتم تخديرهن أو تقيدهن قبل رميهن في المحرقة أو في القبر .
وفي أوقات أخرى كان يمارس ضغط قوي على النساء من محيطهن الاجتماعي للقبول بالحرق مع أزواجهن ، وخاصة إذا لم يكن لديهن أطفال على قيد الحياة لدعمهن ، كما أن السيدات الأرامل لم يكن لهن أي مكانة أو احترام في المجتمع وكان ينظر إليها على أنها تعيق الموارد ، كما أنه كان من غير المسموح لها أن تتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجها ، ولذلك كان من المتوقع للأرملة أن تقتل نفسها حتى لو كانت في سن صغير جدَا .
تاريخ ساتي :
يظهر في السجل التاريخي أن عادة ساتي حدثت لأول مرة في عهد الإمبراطور جوبتا في الفترة من 320 إلى 550 م وهذا يعني أن هذا الطقس حديث نسبيًا بالنسبة لتاريخ الديانة الهندوسية ، وفي عهد جوبتا تم تدوين ساتي لأول مرة على الأحجار ، كما تم تدوينها لأول مرة في نيبال عام 464م ، كما بدأت هذه العادة في مادهيا برادش منذ عام 510 م ، كما انتشرت إلى راجستان وقد تم إجراء هذا الطقس بشكل متكرر على مدار قرون .
ويبدو أنه في البداية كان يتم ممارسة هذا الطقس في العائلة الملكية وبين النبلاء فقط أو الأمراء والمحاربين والتي كان يطلق عليهم Kshatriya ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الطبقات الدنيا ، وفي مناطق مثل كشمير يبدو أن هذا الطقس كان يتم تطبيقه على مختلف الناس ، ولكن الظاهر تاريخيًا أنه انتهى هناك في الفترة من عام 1200 إلى عام 1600 م .
ويبدو أن طرق التجارة في المحيط الهندي كما نقلت الديانة الهندوسية إلى دول جنوب شرق آسيا ، فإنها نقلت طقس ساتي أيضًا إلى تلك الدول في الفترة مابين عامي 1200 إلى 1400م ، فقد سجل حد الرحالة الإيطاليين ممارسة النساء لطقس ساتي في مملكة شامبا والتي تعرف اليوم باسم فييتنام في أوائل القرن الرابع عشر ، كما تم تسجيل ممارسة هذه العادة في كامبوديا وبورما والفلبين وبعض أجزاء من أندونيسيا وعلى وجه التحديد في بالي وجافا وسومطرة ، أما في سريلانكا فقد تم ممارسة هذه العادة من قبل الملكات فقط .
حظر ساتي:
تم حظر ساتي عدة مرات ، حيث تم حظرها لأول مرة أثناء في عهد الأباطرة المغول المسلمين ، حيث قام الإمبراطور أكبر العظيم بمنع هذه الممارسة لأول مرة في عام 1500 ؛ كما حاول أورنجزيب أن ينهيها مرة أخرى في عام 1663 ، بعد أن شاهد الناس يمارسونها في رحلة له إلى كشمير .
خلال الفترة الاستعمارية الأوروبية ، حاولت كل من بريطانيا وفرنسا والبرتغال القضاء على ممارسة الساتي حيث حظرتها البرتغال في غوا فقط في عام 1515م ، كما فرضت شركة الهند الشرقية البريطانية حظرا على ساتي في مدينة كالكوتا في عام 1798 م ، ولمنع الاضطرابات في ذلك الوقت لم تسمح شركة الهند الشرقية للمبشرين المسيحيين بالعمل داخل أراضيها في الهند ، ومع ذلك ، أصبحت قضية ساتي نقطة التقاء للمسيحيين البريطانيين ، الذين دفعوا بالتشريعات من خلال مجلس العموم في عام 1813 م للسماح بالعمل التبشيري داخل الهند وتحديدًا لإنهاء ممارسة الساتي.
و بحلول عام 1850 أصبحت المواقف الاستعمارية البريطانية ضد الساتي أكثر صلابة ، وهدد مسئولون مثل السير تشارلز نابيير بشنق أي كاهن هندوسي يدعو إلى حرق أرملة ، كما وضع المسئولون البريطانيون ضغوطا شديدة على حكام الولايات الأميرية في الهند لحظر وتجريم ساتي .
وقد أصدرت الملكة فيكتوريا إعلانًا يحظر ساتي في جميع أنحاء المستعمرات الهندية التي تخضع لسيطرتها في عام 1861م ، كما تم حظرها رسميًا في نيبال في عام 1920.
قانون منع ساتي:
تم حظر ساتي في الهند بموجب قانون رسمي منذ عام 1978 م حيث يتم تجريم أي شخص يرتكب هذا الطقس أو يدعو إليه أو يشجع عليه ويمكن أن يعاقب بالموت ، وبالرغم من ذلك لا يزال عدد صغير من الأرامل يخترن الانضمام إلى أزواجهن في الموت ؛ حيث تم تسجيل أربع حالات على الأقل بين عامي 2000 و 201م .