الرياضة

تعرف على بداية لعبة الملوك “كرة التنس”

لا يستطيع أحد معرفة متى بدأت لعبة التنس بالتحديد فالبعض يعتقد أن المصريين القدماء واليونانيين والرومان القدماء لعبوا نسخًا مختلفة من كرة التنس ، ولكن لم يتم العثور على أي رسومات أو أوصاف لأي ألعاب قديمة تشبه التنس ، ولكن هناك عدد قليل من الكلمات المصرية التي تعود إلى العصور القديمة وتم اتخاذها كدليل على ممارسة المصرين القدماء للعبة التنس ، فتقول النظرية أن اسم التنس مشتق من اسم مدينة تنيس المصرية والتي كانت تقع على ضفاف النيل وكلمة المضرب”راكيت” تطورت من الكلمة العربية التي تعبر عن راحة اليد “راحة” ، وبصرف النظر عن هاتين الكلمتين لا يوجد أي دليل أخر على ممارسة أي لعبة تشبه التنس قبل سنة 1000 ميلادية .

ولكن معظم المؤرخين يرجعون أصول اللعبة  للرهبان الفرنسيين الذين عاشوا في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر ، والذين بدءوا في اللعب بكرة يد خشنة وكانوا يلقونها على جدران ديرهم أو على حبل معلق عبر فناء الدير ، وقد أطلق على هذه اللعبة اسم jeu de paume  وهو ما يعني “لعبة اليد” ، وهناك الكثير ممن يدعون أن كلمة تنس مشتقة من الكلمة الفرنسية  tenez وهي تعني “خذ هذا”

عندما أصبحت اللعبة أكثر شعبية بدأ تطوير ساحات اللعب ولكنها ظلت ملاعب داخلية ، وكانت الكرة لا تزال تُلعب ضد الجدران ، ولكن هذه اللعبة كانت غير مريحة لليد ولذلك بدأ اللاعبون باستخدام القفازات أثناء اللعب ، ثم ظهر بعد ذلك شكلان من القفازات أحدهما قفاز مع فواصل بين الأصابع والأخر قفاز مُصمت ثم تلا ذلك ظهور قفازات بحزام يتم ربطه على المعصم ، ولكن كرات المطاط لم تكن ظهرت بعد في تلك الحقبة ولكن كانت الكرة عبارة عن حشوة من الشعر أو الصوف أو الفلين ملفوفة بالخيط والقماش أو الجلد ، ثم في سنوات لاحقة تم استخدام كرات من اللباد تشبه كرات لعبة البيسبول الحديثة.

تعلم النبلاء اللعبة من الرهبان ، وبعض التقارير تشير إلى أنه بحلول القرن الثالث عشر أصبحت فرنسا تضم ما يقرب من 1800 ملعب للتنس ، وبعد الشعبية الكبيرة التي حظيت بها اللعبة حاول كل من البابا والملك لويس الرابع منعها ولكن محاولاتهما باءت بالفشل ، وسرعان ما وصلت اللعبة إلى إنجلترا ، حيث كان كل من الملك هنري السابع والملك هنري الثامن عاشقين للعبة التنس وقد قاموا بإنشاء العديد من ملاعب التنس بإنجلترا .

استمرت اللعبة في التطور وبحلول عام 1500 أصبح المضرب يصنع من إطار خشبي مغزول حوله أمعاء الماعز ، كما كان يتم صنع الكرة من الفلين وكان وزنها يبلغ ثلاثة أونصات ، وبالطبع كانت الملاعب تختلف كثيرًا عن الآن ، حيث كانت الملاعب في تلك الفترة عبارة عن حجرات ضيقة ، وكان ارتفاع الشبكة يبلغ حوالي خمسة أقدام من الأطراف وثلاثة أقدام من المنتصف .

تضاءلت شعبية اللعبة خلال القرن الثامن عشر حتى كادت أن تختفي ، ولكن في عام 1850 م ابتكر الكيميائي الأمريكي تشارلز غوديير طريقة لتقوية المطاط  تسمى عملية فلكنة المطاط ، وخلال الخمسينيات من القرن التاسع عشر بدأ اللاعبون بتجربة استخدام كرات المطاط واللعب في الهواء الطلق في الملاعب العشبية .

وبالطبع كان اللعب في الهواء الطلق يختلف تمامًا عن الملاعب الداخلية ، ولذلك تم صياغة مجموعة جديدة من القواعد للعبة .

وفي عام 1874 ، حصل الرائد والتر سي وينجفيلد على براءة اختراع من  لندن لقواعد لعبة مشابهة للغاية للتنس الحديث ، وفي نفس العام ظهرت أول ملاعب تنس في الولايات المتحدة ، وبحلول العام التالي تم بيع مجموعات من معدات التنس لاستخدامها في روسيا والهند وكندا والصين .

كانت لعبة الكروكيه تحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت ، وقد جد اللاعبون أن ملاعب الكروكيه ناعمة بحيث تسمح بلعب التنس بسهولة ، وقد كان الملعب الذي اخترعه وينجفيلد يشبه الساعة الرملية إلى حد كبير وأقصر من الملاعب الحديثة ، ولذلك حظي بانتقادات كثيرة ، وقد قام وينجفيلد بعمل مراجعات لشكل الملعب وقواعد اللعبة في عام 1875م ، ولكنه سرعان ما ترك أعمال تطوير اللعبة لأشخاص آخرين .

وفي عام 1877 م ، عقد نادي عموم إنجلترا أول بطولة للتنس في مدينة ويمبلدون ، وتم لعب هذه البطولة في ملعب مستطيل مع استخدام مجموعة جديدة من القواعد وهي نفس القواعد التي نعرفها الآن ولكن ظل شكل الشبكة كما هو ، وبحلول عام 1882م تم تطوير مواصفات الشبكة لنصل إلى الشكل الحالي .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى