سيرة حياة الكاتبة “جين أوستن”

ولدت جين أوستن في ستيفنسون بمقاطعة هامبشاير في 16 ديسمبر 1775م ، وكانت الابنة السابعة لعائلة من الطبقة المتوسطة وتضم ثمانية أطفال ، وكان والدها جورج أوستن كاهنًا ، وكان دخل الأسرة معقول حوالي 600 جنيه إسترليني في العام ولكنهم لم يكونوا أغنياء ، ولذلك لم يكن الوالد قادر على إعطاء أي مبالغ لبناته بعد الزواج .
وقد تبنت أحد الأسر الغنية التي لم تنجب أحد أشقاء جين ويدعى إدوارد وذهب للعيش معهم ، بينما عاشت جين وسط باقي إخواتها وكانت قريبة منهم وخاصة أختها الكبرى كاسندرا ، وقد تبادل الأختين على مدار حياتهما عدد كبير من الرسائل ، وقد عُرف من خلال هذه الرسائل معلومات كثيرة عن حياة جين فيما بعد ولكن للأسف قامت كاسندرا بحرق بعض هذه الرسائل أثناء جنازة جين .
تلقت جين تعليمها في جامعة أكسفورد ، ثم التحقت بمدرسة داخلية في ريدينغ في وقت لاحق ، وفي أوائل القرن التاسع عشر انضم اثنان من أشقاء جين إلى البحرية البريطانية وذهبا للقتال في الحروب النابليونية وقد حصلا فيما بعد على رتبة أدميرال ، ولذلك نجد تأثر جين بالبحرية واضح في بعض رواياتها مثل مانسفيلد بارك .
عادت جين مرة أخرى مع والدتها إلى هامبشاير بعد وفاة والدها في عام 1805م ، ثم دعاهما أخوها إدوارد في عام 1809م ليعيشا معه في منزل ريفي كان قد ورثه من الفارس الذي رباه ويقع هذا المنزل في شاوتون ، وفي ذلك المنزل قامت جين بكتابة أعظم رواياتها .
روايات جين أوستن :
كانت روايات جين تمثل انعكاسًا لنظرتها للمجتمع الذي تعيش فيه ، حيث أمضت جين معظم حياتها في وسط قطاعات محدودة من المجتمع ، وكان أصدقاؤها المقربون منحصرون في أسرتها والأسر القريبة منهم اجتماعيا ، ولذلك ليس من المستغرب أن تركز جين في رواياتها على عائلتين أو ثلاثة من الطبقة الوسطى ، كما أن معظم رواياتها كانت تركز على إظهار جمال المنازل الريفية والتي كانت جين مولعة بها .
كما كانت تركز في رواياتها أيضًا على مسألة حصول الفتاة على زوج مناسب في فترة القرن التاسع عشر ، حيث أن الزواج في ذلك الوقت كان أمر معقد وصعب بالنسبة للنساء والرجال أيضًا ، وكان مبنى في الأساس على الاعتبارات المالية ، على سبيل المثال كانت جين تسخر من الأم في رواية “كبرياء وتحامل” والتي كانت تسعى لتزويج بناتها من أي رجل غني .
وقد ظلت جين نفسها بلا زواج حتى نهاية حياتها ويبدو أنها لم تكن مهتمة كثيرًا بوجود زوج في حياتها على عكس شخصيات رواياتها ، وقد كانت قوة تأثير روايات جين تأتي من قدرتها على التعمق في الشخصيات وطبيعة العلاقات الإنسانية فيما بينهم على الرغم من أنها تركز على بيئة وشخصيات محدودة .
وقد ساعدت جين بأفكارها في تغيير تطلعات النساء اللاتي ينتمين للطبقة المتوسطة وتحرير أفكارهن من خلال نقدها البارع للحياة الاجتماعية في الحقبة التي عاشت فيها ، وقد اكتسبت روايات جين شعبية معقولة خلال حياتها ، وكان السير والتر سكوت من أشد معجبيها .
ولكن لم يكن يسمح للنساء في أوائل القرن التاسع عشر بالتوقيع على العقود أو نشر كتب بأسمائهن ، ولذلك لجأت جين لشقيقها حتى يوافق الناشر توماس إيجرتون على نشر رواياتها ، وقد باعت الرواية بشكل جيد ، على الرغم من أن شراء الروايات في ذلك الوقت كان قليل بسبب تكلفة الورق المرتفعة ، ولذلك كان عدد النسخ التي تم طباعتها من رواية “الإحساس والعاطفة ” 750 نسخة فقط ، ولكن تم إعادة طبعها في وقت لاحق ، وقد حصلت جين على دخل معقول من بيع رواياتها ولكنها حققت شهرة قليلة لأن اسمها لم يطبع على الرواية .
وفاة جين أوستن :
حققت جين نجاح متواضع كمؤلفة ولكنها بعد سنوات قليلة بدأت تشعر بالتعب ، وعلى الرغم من محاولاتها الاستمرار في الكتابة إلا أن صحتها تدهورت بسرعة حيث أصيبت باضطراب في الغدة الكظرية يطلق عليه اسم مرض أديسون وتوفيت في عام 1816م عن عمر 41 عام ، ودفنت في كاتدرائية وينشستر .
وقد تم إنشاء متحفين باسم جين أوستن أحدهما هو مركز جين اوستن في باث و الأخر متحف دار جين أوستن الذي يقع في منزل ريفي في تشاوتون بهامبشاير حيث عاشت هناك في الفترة بين عامي 1809 و 1816م ، وفي عام 2005 تم اختيار رواية “كبرياء وتحامل” كأفضل رواية بريطانية في استفتاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، كما تم اختيار جين ضمن أفضل 100 كاتب بريطاني .
روايات جين اوستن :
العقل والعاطفة 1811م.
كبرياء وتحامل 1813م.
مانسفيلد بارك 1814م .
إيما 1815م .
دير نورثانجر 1818م (نشرت بعد وفاتها).
الإقناع 1818م (بعد وفاتها).
السيدة سوزان 1871م ( بعد وفاتها).
أعمال غير مكتملة :
عائلة واتسون 1804م .
ساندتون 1817م .