الطريقة الصحيحة للتعامل مع مشاعر الطفل الأكبر عند ولادة شقيقه

من الطبيعي أن يكون قدوم طفل جديد للعائلة سبب حدوث تغيرات عديدة داخل الأسرة ، وتبذل الأسرة قصاري جهدها استعدادًا لاستقبال ذلك المولود الجديد ، بل وتبذل الأسرة جهود أكبر عند قدوم ذلك المولود الجديد إلى الأسرة للعناية به ، وتلك التغيرات التي تحدث بمجرد وصول الطفل الجديد قد لا يستوعبها شقيق ذلك الطفل ، وقد يرفض ذلك التغيير الأسري ويبدأ الطفل الأكبر بالشعور بالغيرة من الطفل الجديد .
وبالرغم من أن ذلك الشعور الذي يصيب الطفل الأكبر أمر وارد ، لكن يجب أن يعمل الوالدين على تعديل الوضع ومساعدة الطفل في التغلب على ذلك الشعور حيال شقيقه الأصغر .
وسنتعرف في هذا المقال على طرق تهيئة نفسية الطفل الأكبر لاستقبال شقيقه دون غيرة منه .
1- أثناء فترة الحمل :
قبل أن تخبر طفلك بخصوص وجود حمل ومعناه قدوم أخ له ، يجب مراعاة درجة ومستوى وعي الطفل ونضجه لاستيعاب ذلك الأمر ، فمثلًا الأطفال في عمر ما قبل المدرسة لا تعي فكرة الحمل ونتائجه .
لذا لن يكون من المجدي التحدث مع الطفل في فترة الحمل عن مجيء أخ له ، لكن يمكن الاكتفاء بتحديد الفترة الزمنية التي سيصل فيها أخيه الصغير مثل أن تخبره بأنه عندما يحل فصل الشتاء سيكون هناك أخ صغير في المنزل .
وقد يتسائل البعض عن قدر المعلومات التي يجب أن نوفرها للطفل بخصوص هذا الأمر ، والحقيقة لا يوجد قدر محدد للرد على الطفل ، لكن دع أسئلة الطفل وفضوله حول هذا الأمر يكون مرشدك لقدر المعلومات التي يجب أن تزوده بها .
فقد يتسائل الطفل ذات 4 سنوات عن كيف تأتي تلك الأطفال الجدد ؟ ، وبالطبع لن تكون إجابتنا لذلك السؤال بشرح عملية التزاوج ، لكن نكتفي أن نخبر الطفل بأن الأطفال الجدد تأتي من بطن الأم .
ولكي نشجع الطفل التعايش في الأمر نقترح الأفكار التالية :
– إطلاع الطفل على صور الجنين .
– قراءة كتب أو قصص عن ولادة الأطفال بصورة مبسطة وتناسب عمر الطفل.
– زيارة أصدقاء لديهم أطفال رضع .
– حزم حقيبة المستشفى معًا .
– التفكير في اسم للمولود الجديد .
– اصطحاب الطفل معك للاستماع إلى دقات قلب الجنين .
– حضور الطفل دروس تهيئة لاستقبال الأشقاء والتي قد تنظمها المستشفيات ، ويتعلم الطفل في تلك الحصص طريقة حمل الرضيع وشرح كيفية ولادة الرضع ، وتسمح تلك الدروس أن يعبر الطفل عن مشاعره الحقيقية حيال قدوم شقيق له .
التخطيط للولادة :
عند اقتراب موعد الولادة يفضل مناقشة تفاصيل اليوم مع طفلك ، وتخبره بأنه في المستشفى ستلد الأم شقيقًا له ، كما يفضل الحرص على زيارة الأخ الاكبر للمستشفى بعد عملية الولادة مباشرة لرؤية أخيه الأصغر ودعم الترابط بينهما .
كما يجب أن تحرص على استمرار الروتين اليومي في الأيام الأولى والتي تسبق الولادة والتي تليها مباشرة ، لنحافظ على استقرار نفسية الطفل الأكبر ، وإذا كنت تريد أن تنقل الطفل الأكبر لغرفة منفصلة يفضل أن تقعل ذلك وتدربه على الأمر قبل قدوم الطفل الجديد حتى لا ينعكس عليه الأمر سلبيًا ويشعر بالنبذ ، ومثلها الأحداث الحياتية الهامة مثل تدريب الطفل الأكبر على ترك الحفاض ، فكلها تغيرات يجب التركيز عليها والاهتمام بها قبل الولادة .
إحضار الطفل الجديد إلى المنزل بعد الولادة :
بمجرد وصول الطفل إلى المنزل يجب أن نعود أشقائه على قبول تلك التغيرات العائلية ، ويجب أن نشاركهم في أوقاتنا وأنشطتهم اليومية حتى لا يشعروا بالنبذ عند الاهتمام بالطفل الجديد .
ويمكنك أن تدع الأطفال الأكبر يشاركونك العناية بالمولود الجديد ، مثل تغيير الحفاض وتغيير ملابسه واستحمامه ، فأسمح لطفلك الأكبر بذلك ولا ترفض مساعدته لك ، وهناك أوقات معينة يزيد فيها شعور الطفل الأكبر بالغيرة من أخيه الأصغر ، مثل وقت الرضاعة الطبيعية ، حيث تحتضن أخاه وتطعمه بينما هو متروكًا بمفرده ، لذا قم بإمساك ألعاب بيدك الأخرى ، وشارك طفلك اللعب بها وأجعله يجلس بجوارك ويشعرك بعنايتك له أيضًا
ومن المهم جدًا أن يشعر الطفل الأكبر بأن له وقت خاص به ، لذا عندما ينام المولود الصغير أجلس مع طفلك كوقت خاص بمفرده ، فهذا يعزز نفسيته ويشعره بالاهتمام ، ومن المهم الحفاظ على الروتين اليومي للطفل الأكبر ، وأستمر في إرسالة للحضانة أو المدرسة حتى رغم شعوره بالغيرة ، لأنك ستجلس مع الرضيع بمفردكما ، لكن يجب أن يدرك الطفل الأكبر أن المولود الجديد لن يفسد روتين الأسرة المعتاد ، وعندما يعود الطفل من المدرسة خصص وقت له .
التعامل مع المشاعر :
دع الطفل يعبر عن مشاعره بحرية سواء إيجابية أو سلبية ، حيث يصارع بعض الأطفال في التأقلم على الوضع الجديد ، لكن يمكننا مساعدة الطفل في التغلب على تلك المشاعر السلبية ونعلمه التعبير عنها بطريقة صحيحة ليتجاوز الأمر .