لمَ لا يُسمح لك بالأكل أو الشرب قبل الخضوع لجراحة ؟

إذا كنت تخطط للخضوع لجراحة فربما تم إخبارك أنك لا يجب أن تأكل أو تشرب لمدة ٨-١٢ ساعة قبل الجراحة ولا حتى رشفة ماء وإلا سيتم إلغاء أو تأجيل الجراحة ، وفي بعض الحالات الخاصة يتم إجراء عملية تجهيز الأمعاء لإزالة الطعام والبراز من الجهاز الهضمي إلا أن معظم المرضى قادرون على تجنب تناول الطعام بعد الغداء أو العشاء.
لماذا يُمنع الأكل والشراب قبل الجراحة؟
هناك العديد من الأسباب منها المضاعفات الخطيرة الناتجة عن تواجد الطعام في المعدة خلال التخدير.
١- الشفط Aspiration :
يحدث ذلك عندما تتناول شيئًا ويدخل في المسار الخاطئ وإذا حدث ذلك وأنت في وعيك ، ستكح أو تتقيأ لإخراجه من مجرى التنفس ، أما إذا كنت تحت التخدير العام فلا يمكنك فعل ذلك لأن عضلاتك مشلولة ، ويمكن أن يحدث الشفط أيضًا إذا كان المريض تحت تأثير مهدئ أو مريض للغاية.
٢- ستفشل عملية تجهيز الأمعاء :
إذا كانت الجراحة في الجهاز الهضمي يمكن أن يتسبب الطعام في حدوث مضاعفات وعدوى ، كما أن الأكل والشرب بعد عملية تجهيز الأمعاء يسبب فشل كل الجهود التي بذلت لتفريغ الجهاز الهضمي.
٣- غثيان وقيء :
هما أكثر مضاعفات الجراحة شيوعًا ، ومنعهما من البداية عن طريق الامتناع عن الأكل أسهل بكثير من علاجهما .
فوجود الطعام أو السوائل في معدتك قد يجعلك تتقيأ وأنت تحت التخدير مما قد يسبب استنشاق القيء ليدخل الرئتين مسببًا عدوى رئوية تعرف بالالتهاب الرئوي الاستنشاقي ، لذا فإن أفضل طريقة لمنع ذلك من الحدوث هي أن تحرص على أن تكون معدتك فارغة قبل الجراحة.
الأكل الذي يجب تناوله في الأيام السابقة للجراحة :
إذا كنت ستخضع لجراحة في غضون بضعة أيام أو أسابيع حاول أن تجعل الأطعمة الغنية بالبروتين كالدجاج والطعام البحري والتوفو والمنتجات اللبنية منخفضة الدهون جزءًا من نظامك الغذائي ، فالبروتين مهم للالتئام التالي للجراحة.
واشرب الكثير من السوائل لا سيما الماء حتى يصبح البول صافيًا وعديم اللون ، فإن ذلك سيقلل شعورك بالعطش أثناء الصيام السابق للجراحة ، وسيساعدك في تخطي المرحلة بشكل أفضل.
آخر وجبة قبل الخضوع للجراحة :
تناول وجبة خفيفة كالحساء والسلطة قبل الصيام ، فالوجبات الثقيلة تتطلب وقتًا أطول لهضمها وتعارض تأثير الامتناع عن الطعام والشراب السابق للجراحة ، وإذا أخبرك جرّاحك بتناول الدواء في صباح يوم الجراحة يجب أن تتناوله مع رشفة صغيرة من الماء ، وأيضًا احرص على ألا تبتلع الماء أثناء تنظيف أسنانك.
مرضى السكري :
قد يتسبب الصيام في مشاكل إضافية لبعض المرضى خاصة مرضى السكري ، تحدث إلى جراحك حيال كيفية تعاملك مع انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الصيام والمشاكل الناتجة عنه.
تطوّر الإرشادات :
في الماضي لم تكن قاعدة ال٨-١٢ ساعة مبنية على أساس علمي بل كانت مجرد تخمينًا حيال الوقت المطلوب لتفريغ المعدة مع بعض الوقت الإضافي للتأكد ، ثم أسفر بحث علمي في العِقد الماضي عن نتائج مثيرة للاهتمام ، حتى أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن شرب السوائل الخفيفة حتى قبل التخدير بساعتين أكثر فاعلية من الصيام في تفريغ المعدة.
وحتى وقتنا هذا ما زال معظم الجراحين وأطباء التخدير يوصون بالصيام لمدة ٦ ساعات على الأقل قبل التخدير ، ومن المتوقع أن تتغير تلك الإرشادات مستقبلًا بناءً على أدلة قوية.