تاريخ وأهمية متحف “آيا صوفيا”

المنشأ :
آيا صوفيا والتي تعرف بكنيسة الحكمة المقدسة هي كاتدرائية بُنيَت في القسطنطينية (بإسطنبول بتركيا حاليا ) في القرن السادس بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول وتعتبر بالإجماع أهم مبنى بيزنطي وواحدة من أعظم آثار العالم ، وقد بنيت الكنيسة في وقت قصير يبلغ ٦ سنوات لينتهي بناؤها عام ٥٣٧ بعد الميلاد.
كيف صُمًمت تلك الكنيسة ؟
لقد صممها المهندسان المعماريان أنثيمياس أوف تريلز وإزيدورس أوف ميليتس اللذان اشتهرا بإلمامهما بعلم الميكانيكا والرياضيات ، وتمزج الكنيسة بين كاتدرائية طولية ومبنى مركزي بشكل إبداعي بالإضافة إلى قبة رئيسية ضخمة تبلغ ٣٢ مترًا تدعمها المقرنصات ، ونصفَيْ قبة آخرين على جانبي المحور الطولي.
إن المبنى مربع تقريبًا ويحتوي على ٣ ممرات تفصلها أعمدة تعلوها الأروقة والدعامات الرخامية العظيمة التي تقوي القبة ، كما توجد شرفات في الجدران التي تعلو الأروقة والتي إذا اخترقها وهج النهار تحجب الدعامات وتعطي انطباعًا بأن القبة تطفو في الهواء .
تاريخ المكان الذي بنيت فيه الكنيسة :
إن الكنيسة الأصلية التي كانت تحتل مكان آيا صوفيا قد أمر قسطنطين الأول ببنائها عام ٣٢٥ على بقايا معبد وثني ثم أتلفتها النيران التي اشتعلت خلال الفوضى التي تبعت نفي القديس يوحنا فم الذهب ثم بطريرك القسطنطينية عام ٤٠٤.
وأعيد بناؤها وتكبيرها بواسطة الإمبراطور الروماني قنسطنس ولكن تم هدم المبنى المرمم مرة أخرى بواسطة ثيودوسيوس الثاني عام ٤١٥ ، وأُحرِقت الكنيسة مرة أخرى في يناير عام ٥٣٢ مما أعطى جستينيان الفرصة لاستبدالها.
وقد تسبب زلزال في انهيار القبة جزئيًا تبعه انهياران آخران وتم بعد ذلك بناؤها على مدى أصغر وتقويتها من الخارج ، وتم ترميمها مرة أخرى في منتصف القرن الرابع عشر ، وظلت تلك الكاتدرائية تمثل البطريركية المسكونية للقسطنطينية لأكثر من ألف عام إلى أن نهبها الفينيسيون والصليبيون عام ١٢٠٤.
تحويل آيا صوفيا إلى مسجد :
بعد الغزو التركي للقسطنطينية حوّل محمد الثاني آيا صوفيا إلى مسجد مع إضافة مئذنة خشبية ومحراب وثريا كبيرة ومنبر ، وقد نصب ابنه بايزيد الثاني المئذنة البيضاء الضيقة التي تقع في شمال شرق المسجد بعد أن عجزت المئذنة الخشبية عن الصمود ، أما المئذنتان المتطابقتان في الجانب الغربي قد تم بناؤهما بواسطة المهندس العثماني الشهير سنان بأمر من سليم الثاني ومراد الثالث
تحويل آيا صوفيا إلى متحف :
لقد قام الحاكم التركي كمال أتاتورك عام ١٩٣٤ م بعَلْمَنَة المبنى ثم تم تحويله إلى متحف عام ١٩٣٥ م ، ويعتبر مؤرخو الفن الفسيفساء الجميلة الموجودة في المبنى المصدر الرئيسي لمعرفتنا عن حالة فن الفسيفساء في الفترة التالية لنهاية تحطيم الأيقونات في القرنين الثامن والتاسع .
كما تعتبر آيا صوفيا جزءًا من مواقع التراثية العالمية الخاصة باليونسكو والتي تعرف بالأماكن التاريخية في إسطنبول وتتضمن المواقع والمباني التاريخية الرئيسية الأخرى الموجودة في المدينة.