ماهو الفرق بين الصابون والمنظفات الصناعية ؟!

عادة ما يستخدم المستهلكون مصطلح الصابون والمنظفات بالتبادل أو يتم اعتبار الصابون من المنظفات الصناعية ، ولكن في الواقع هناك اختلاف كبير بين المركبين .
لمحة تاريخية :
أقرب دليل تاريخي على استخدام الإنسان للصابون يعود لعام 2800 قبل الميلاد ، حيث وجد المؤرخون أن البابليون كانوا يستخدموا الصابون ، كما وجدوا أيضًا طريقة لصنع الصابون في الوثائق الرومانية القديمة والتي يعود تاريخها لأوائل عام 70 بعد الميلاد .
ثم تطورت صناعة الصابون بسرعة في أوروبا خلال العصور الوسطى وأصبح يتم تصنيعه في كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ، وخلال تلك الفترة كان استخدام الصابون يعد رفاهية كبيرة لايقدر عليها سوى الأثرياء ، ولم تكن قوالب الصابون المصنعة موجودة تجاريًا إلا في أواخر القرن الثامن عشر وقد انتشرت في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحملات الإعلانية التي كانت تربط بين النظافة الشخصية والصحة الجيدة .
أما المنظفات الصناعية فقد ظهرت حوالي عام 1916م خلال فترة الحرب العالمية الأولى حيث كان هناك نقص كبير في مكونات تصنيع الصابون مما شجع المصنعين على استخدام مواد أخرى لتطوير المنظفات الصناعية لتعويض النقص في الصابون ، وبحلول عام 1950م كانت هذه المنظفات قد تجاوزت قوالب الصابون التقليدية من حيث استخدامها داخل المنازل الأمريكية .
واليوم أصبحت هذه المنظفات تستخدم من أجل غسيل الأطباق وغسيل الملابس والسجاد وغيرها من أنواع التنظيف الأخرى .
كيمياء الصنع:
يصنع الصابون من مكونات طبيعية مثل الزيوت النباتية (زيت جوز الهند – زيوت النخيل -زيوت الخضروات – زيت الصنوبر ..وغيرها ) أو الأحماض المشتقة من الدهون الحيوانية ، أما من ناحية أخرى نجد أن المنظفات هي مشتقات صناعية من صنع الإنسان ، ولكن في حين أن الصابون محدد في استخدامه نجد أن المنظفات تستخدم لجميع أغراض التنظيف ، وذلك بسبب المركب الرئيسي الموجود بها وهو المواد الخافضة للتوتر السطحي للماء .
التوتر السطحي للماء :
تساعد المواد الخافضة للتوتر السطحي التي تدخل في تصنيع المنظفات على تخفيف التوتر السطحي للماء (التوتر السطحي صفة تميز الطبقة السطحية لجزيئات السوائل حيث تلتحم وكأنها ورقة واحدة ) مما يساعد الماء على التوغل داخل الأنسجة بشكل أفضل ويقوم بإزالة الأوساخ والأتربة ، وقد تحتوي الطبقة السطحية للمواد الخافضة للتوتر السطحي أيضًا على شحنات موجبة أو سالبة حتى ينجذب أحد أطرافها للماء والطرف الأخر يمسك بالأوساخ فيفتتها ويترك الماء لينظفها .
السلوك في الماء :
أحد أهم أسباب انتشار المنظفات اليوم هو أنها لا تترك بقايا أما الصابون إذا لم يتم شطفه جيدًا فسوف يترك طبقة على الملابس أو الأيدي ، والماء العسر هو أحد أعداء الصابون حيث أن الصابون في ظروف الماء العسر يُكون زبد ، ومشكلة هذا الزبد تتجاوز موضوع النظافة فهو يؤثر على جودة الأقمشة ويؤدي إلى تدهورها ، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للمنظفات الصناعية حيث أنها تتفاعل بنسبة أقل مع المعادن الكثيرة الموجودة في الماء العسر .
كما أن الصابون لا يعمل بشكل جيد إلا في الماء الدافئ أما المنظفات تعمل بنفس المستوى في أي درجة حرارة ، وهذا الذي يجعلها مناسبة في كل الأغراض ابتداءً من الشامبو وسائل غسيل اليدين وحتى مزيل البقع .
المنظفات التجارية :
تستخدم المنظفات حاليًا في مختلف أشكال التنظيف بشكل شبه حصري وذلك بسبب خصائصها ، ويوجد منها أنواع حمضية أو قلوية و متعادلة ، ويمكن أن يضاف إليها بعض الإنزيمات لتستخدم في أغراض معينة .
وكملاحظة إضافية مازالت كثير من المنظفات الصناعية تباع تجاريًا تحت مسمى صابون “مثل صابون غسل اليدين السائل ” ولكن في الحقيقية فإن معظم هذه المنتجات لا تعتمد على الصابون في تركيبها .
التأثير البيئي :
يعتقد البعض أن الصابون يسبب ضرر أقل بالبيئة ولكن في الحقيقة فإن لهما تقريبًا نفس التأثير على البيئة بالإضافة إلى أن الماء يستهلك الكثير من المنتجات الطبيعية ويحتاج الكثير من الماء من أجل الشطف .