“سولومن نورثوب” مؤلف كتاب 12 عام من العبودية

كان سولومون نورثوب مزارع وعامل وموسيقي أمريكي ولد في 10 يوليو 1807م بشارون (تسمى الآن مينرفا) بولاية نيويورك وقد توفي بعد عام 1857م ، وقد اختبر سولومون الرق بعد أن تم اختطافه في ولاية واشنطن وبيعه كعبد في عام 1841م ، وتم إنقاذه عام 1853م من داخل أحد مزارع القطن بالقرب من النهر الأحمر بولاية لويزيا ، وقد حكى عن تجربته مع العبودية في كتابه “12 عام من العبودية” .
ولد نورثوب كشخص حر في مينرفا بنيويورك ، وقد كان والده “مينتوس” عبدًا ولكن تم تحريره بعد وفاة سيده الكابتن “هنري نورثوب” والذي اشترط في وصيته تحرير عبيده بعد وفاته ، ثم حصل منتوس بعد ذلك على مزرعته الخاصة والتي كانت ملكيتها كافيه لتجعل له حق التصويت في الانتخابات الأمريكية .
وقد حصل سولومون على بعض التعليم وعمل في مزرعة أسرته ، ثم تزوج من آن هامبتون عام 1828م ، ثم انتقل مع زوجته في عام 1834م إلى ساراتوجا سبرينجز بنيويورك بعد بيع مزرعة عائلته ، وعمل هو وزوجته في عدة وظائف حتى يستطيعا تربية أطفالهما الثلاثة ، كما اشتهر سولومون بأنه عازف كمان موهوب .
قابل سولومون اثنين من الرجال وأدعيا أنهما من فناني السيرك وعرضا عليه المال مقابل أن يعمل معهما كعازف كمان ، وعند وصولهم إلى العاصمة واشنطن في أوائل إبريل قاما بتخديره ، واستيقظ سولومون ليجد نفسه مقيد بالأغلال وملقى في زنزانة تحت الأرض .
تم نقل سولومون بعد ذلك إلى ريتشموند بفرجينيا ثم تم إرساله بالسفينة إلى نيوأورليانز ليباع في سوق العبيد وتم تغيير اسمه إلى بلات هاميلتون ، أمضى سولومون الـ12 عامًا التالية من حياته كعبد في مزرعة تقع في منطقة بايو بوف في وادي ريد ريفر ، وسط لويزيانا .
تم بيع نورثوب في البداية إلى ويليام برنس فورد وقد كان رجلًا عطوفًا ، ولكن فورد أُجبر بسبب الدين على إعطاء سولومون لرجل أخر يدعى جون .إم .تيوبات ، ولكن قيمة ديون فورد كانت أقل من سعر سولومون ، ولذلك أصبح سولومون ملكية مشتركة بين فورد وتيوبات .
كان تيوبات رجل قاسي ، ولم يكن يملك عبيد إلا سولومون وقد حاول جلد سولومون في أحد الأيام فقاومه ودخل معه في شجار فاستعان تيوبات بجيرانه وحاولوا إعدام سولومن ولكن فورد تدخل وأنقذه ، وقد تورط سولومون في قتال مع تيوبات مرة أخرى فهرب واستغاث بفورد فطلب فورد من تيوبات أن يبيع سولومون أو يُأجره .
وفي أبريل 1843 تم بيع سولومون إلى إيدوين إيبس ، وقد استغل إيبس سولومون كعازف وعبد وعامل في الأرض وكان في بعض الأوقات يأجره لأصحاب مزارع قصب السكر ، كان إيبس يملك ميول سادية وكان يهوى استخدام السوط ولذلك حاول سولومون الهرب عدة مرات ولكنه فشل .
وفي يونيو عام 1852م زار المزرعة نجار كندي يدعى صموئيل باس فأعطاه سولومون خطابات حتى يرسلها لأصدقاؤه في نيويورك ليحاولوا إنقاذه ، وقد وصل أحد الخطابات لزوجته آن التي استعانت بصديق مقرب له وهو أحد أبناء الرجل الذي حرر “مينتوس” في الماضى و يدعى هنري .ب. نورثوب .
أستطاع هنري نورثوب حشد دعم كبير لسولومون من مواطني ساندي هيل وإدوارد فورت بنيويورك ، وفي نوفمبر 1852م وكله حاكم واشنطن لإنقاذ سولومون ، فاصطحب هنري معه الوثائق التي تثبت حرية سولومون وخطاب من قاض المحكمة العليا وسافر إلى لويزيانا واستأجر محاميًا واستعان بالنجار الكندي حتى يستطيع العثور على صديقه ، وبالفعل حصل سولومون على حريته بشكل قانوني في 4 يناير 1853م .
تم لم شمل سولومون مع عائلته في وقت لاحق من ذلك الشهر ، وقد تم الإعلان عن إنقاذه على نطاق واسع ، وفي طريقه إلى نيويورك توقف نورثوب في واشنطن ليوجه اتهامات إلى تاجر العبيد الذي سجنه “جيمس ه. بيرش “، لكن سولومون لم يستطيع أن يشهد في المحكمة بسبب عرقه ، وتم رفض القضية بعد أن أدلى اثنان من تجار الرقيق الآخرين بشهادتهما لصالح بيرش ، وفي نفس العام كتب نورثوب مذكراته بمساعدة الكاتب المحلي ديفيد ويلسون واسماها “12 عاما من العبودية” ، وقد باع هذا الكتاب حوالي 30000 نسخة في السنوات الثلاثة التي تلت ذلك ، واستخدم نورثوب العائدات لشراء عقار في شمال نيويورك حيث عاش مع عائلته .
أصبح سولومون شخصية وطنية واشترك في نقاشات موسعة حول العبودية ، وقد تم تحديد الشخصين اللذين قاما باختطافه من نيويورك واعتقلوا في عام 1854م ، ولكن بعد الكثير من المناورات القانونية تم رفض الاتهامات ضدهما في مايو 1857م .
اختفى نورثوب بعد ذلك من الساحة العامة ، ولكن الأدلة تشير إلى أنه قضى سنواته التالية في نيو إنجلند لمساعدة العبيد الفارين إلى كندا ، وحتى تاريخ وفاته لا يعرفه أحد بالتحديد ولكن من المرجح أنه توفي قبل زوجته آن التي توفيت عام 1876م .
ويبقى كتاب “اثنا عشر عامًا من العبودية ” أحد أهم روايات العبيد الأمريكية ، وهو مصدر قيم للمعلومات المتعلقة بالحياة اليومية للعبيد في وسط ولاية لويزيانا ، كما تم تحويل القصة إلى فيلم سينمائي عام 2013 ، كما يقام احتفال سنوي في مدينة ساراتوجا يسمى ” يوم سولومون نورثوب” .