“مهاتير محمد” مؤسس ماليزيا الحديثة

مهاتير بن محمد هو سياسي ماليزي ، قاد ماليزيا وهي دولة نامية فقيرة وخلال فترة قيادته التي استمرت 22 عامًا تحولت ماليزيا لدولة حديثة ، وهو أيضًا أطول رئيس وزراء حكم ماليزيا وأطول رئيس وزراء منتخب ديمقراطيًا في آسيا ، تولى مهاتير محمد رئاسة وزراء ماليزيا منذ أن فاز حزبه في الانتخابات عام 1981م وقد فاز الحزب خمس مرات متتالية حتى 30 أكتوبر 2003 عندما تنازل محمد عن المنصب طواعية ، ولكن الزعيم الماليزي شارك مرة أخرى في الانتخابات وفاز في 2018م .
حياته المبكرة :
ولد مهاتير محمد في 10 يوليو 1925م في ألور سيتار ، في ولاية كيدا في شمال ماليزيا ، كانت أسرته من الطبقة المتوسطة وكان مهاتير هو الطفل الأصغر بين عشرة أطفال ، وكان والده محمد اسكندر يعمل مدرسًا ثم عمل بعد ذلك كموظف حكومي أما والدته فقد كانت سيدة متعلمة دينيًا وقد علمته القرآن الكريم في المنزل .
بدأ مهاتير الدراسة في المدرسة المتوسطة الإنجليزية في ماليزيا ، ولكن خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1942 ، احتلت اليابان ماليزيا وأغلقت مدرسة اللغة الإنجليزية المتوسطة وأنشأت بدلا منها مدرسة يابانية ، لم يكن مهاتير محمد يرغب في الذهاب إلى المدرسة اليابانية ، وتركها وبدأ في بيع الموز في السوق المحلي ولكنه في النهاية عاد إلى المدرسة اليابانية بضغط من والده ، واستمر الحكم الياباني لماليزيا لأكثر من ثلاث سنوات .
وفي عام 1947 ، التحق بكلية الملك إدوارد السابع للطب في سنغافورة وهناك التقى بزوجته المستقبلية سيتي حسمه محمد علي وكانت طالبة في المعهد ، وبعد الانتهاء من دراسته عاد إلى ماليزيا في عام 1953.
مهاتير محمد والتدرج الوظيفي :
بدأ مهاتير محمد رحلته المهنية بعد عودته من سنغافورة عام 1953م كطبيب حكومي ، ثم ترك الحكومة وافتتح عيادته الخاصة في مدينته ألورسيتار واستمر في ممارسة مهنة الطب حتى أصبح وزيرًا في عام 1974م .
ولكن علاقة مهاتير محمد بالسياسة بدأت في سن مبكر منذ كان عمره 20 عامًا ، وقد شكل حزب سياسي أسماه منظمة ماليزيا الوطنية الموحدة ، وفي عام 2006 أنشأ حزبًا سياسيًا أخر ، وتم انتخاب مهاتير محمد كعضو في البرلمان لأول مرة عام 1964م وهو في الـ39 من عمره ، ثم تم انتخابه مرة أخرى في عام 1969م وفي تلك المرة فاز حزبه بالأغلبية البرلمانية وشكل الحكومة .
تم طرد مهاتير محمد من الحزب على أثر وقوع أعمال شغب حادة بين الصينيين والمالايا في ماليزيا عام 1969م فانتقد مهاتير محمد بشدة أداء رئيس الوزراء في التعامل مع تلك الأزمة ، كما غادر مهاتير محمد من ماليزيا وعاش في المنفى الثلاثة سنوات التالية ، ولكن في عام 1972 عاد مجددًا كعضو في البرلمان وسيناتور .
أصبح مهاتير محمد وزيرًا للتعليم في عام 1974موبعد عامين شغل منصب نائب رئيس الوزراء ومن خلل منصبه حاول تغيير ماليزيا ولكن حدود منصبه منعته من ذلك وفي 18 يوليو 1981م أصبح رئيس الوزراء وشرع فورًا في تنفيذ خططه لتنمية ماليزيا .
ماليزيا الحديثة :
يعتبر مهاتير محمد هو مؤسس ماليزيا الحديثة ، حيث أنه بعد أن أصبح رئيس وزراء أعاد النظر في جميع السياسات وقام بالتخلص من جزء كبير من الروتين الحكومي للموظفين وكل الإجراءات البيروقراطية التي كانت تعيق التقدم وقام بعمل مخطط دقيق لتنظيم عمل الموظفين الحكوميين .
وقام بعمل برنامج تنمية بعيد المدى حدد فيه دور كل مؤسسة بالتفصيل ، وفي عام 1990 تجاوز معدل النمو السنوي في ماليزيا 8% ووصل الاقتصاد إلى مرحلة الازدهار .
الحياة الشخصية :
تزوج مهاتير محمد من زميلته في الدراسة سيتي حسمه محمد وقد كانت ثاني امرأة ماليزية تحصل على منحة لدراسة الطب في سنغافورة ، وأنجب الزوجين سبعة أولاد .