تكنولوجيا

التكنولوجيا تهدم أهم قيمة في حياتنا

المال ليس كل شئ وقتك أهم بكثير” ، بالتأكيد سمعنا هذه العبارة من أبائنا و معلمينا ، وبمرور الوقت أدركنا صحتها ، و فى مرحلة ما من حياتنا ندرك أيضا أن المال وسيلة وليست غاية ، وفي الواقع ، فإن العلاقة بين المال والرفاهية تأتي من قدرة المال على توفير الوقت والراحة ، والحكمة السائدة تقر بأنه كلما توافر الوقت كلما توافرت فرص الاستمتاع و تحقيق الرغبات ، ولكن هل هذه قيمة الوقت فى حياتنا ! هناك رأى يخالف ذلك فالوقت ليس مهماً بقدر حاجتنا للوعى والإدراك ، فالقيمة ليست فى عدد الساعات المتوفره خلال النهار و لكن فى كيفية استغلاله ، فمنا من يعيش سنوات دون أن يحقق ما حققه غيره ممن عاش نصف عمره ، وعلى الرغم من أن الوقت محدود بالفعل ، لكن من خلال الوعى نستطيع استغلاله بأفضل الطرق ، وللأسف هذا أصعب مما يبدو.

هل العالم متعمد أن يصير عدوك !
يواجه هذا الجيل واحدة من أكبرالمشاكل ففى الوقت الذى أدرك فيه الجميع قيمة الوعى ، فإن العالم يسعى بقدر الإمكان لسرقته من خلال شبكات الإنترنت و شركات التكنولوجيا ، والطبع لا نستطيع أن ننكرالأثار الإيجابية للتكنولوجيا ، ولكن كل شئ بثمن ، فإدمان الهواتف الذكية حقيقية وكذا التوتر الناجم عن التكنولوجيا حقيقي ، إن شركات كجوجل و فيس بوك تخلق نظم بيئية ، وعن طريق المشاركة المتواصلة بها يُسلب إدراكنا ووعينا ، كما تؤثر فى سلوكنا دون أن ندرى كما أوضح تريستان هاريس ، وهو خبير أخلاقيات التصميم السابق في جوجل ، فكل إشعار تتلقاه ، وكل رسالة بريد إلكتروني تصلك ، وكل موقع تتصفحه مصمم بعناية لضمان مشاركتك فيه لأكبر وقت ممكن ، ونحن اليوم بحاجة إلى عقولنا أكثر من أي وقت مضى .

ولحسن الحظ هناك 3 طرق لاسترجاعه من أجل تحسين قيمة حياتنا:

التأمل
 يستخدم التأمل في التقاليد البوذية و طرق العلاج النفسي الحديث كوسيلة فى تنمية الوعى ، الفكرة هي أن تجلس بهدوء في مكان ما وتغلق عينيك و تبدأ بتركيز فى مراقبة ما يحدث في جسمك وفي عقلك ، وهى وسيلة للاسترخاء و تقليل التوتر والحد من الإجهاد ، فقط الجلوس و التركيز و مراقبة التنفس ، و مع مرور الوقت يصبح الأمر أسهل ، وقد يجد البعض نتائج ملحوظة في غضون 8 أسابيع. 

التركيز فى عمل واحد
خلافا لما يعتقده البعض ، نادرا ما يكون تعدد المهام وسيلة فعالة و منتجة ، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأعمال العقلية أو الحسابية ، ليس هذا فحسب ، بل إنه ضار أيضاً لعقلك فعند انتقالك من مهمة إلى أخرى أثناء إنغماسك في أكثر من عمل تسبب لعقلك ضغوط لا داعي لها  ، كما ترى صوفى ليروى أستاذ في كلية إدارة الأعمال ، إن التركيز مطولا فى عدة مهام يؤثر فى قدرتك على عمل شئ جديد ، بينما التركيز فى مهمة واحدة بعمق و لفترات طويلة يساعد على محاربة هذه الآثار الجانبية الضارة.

التخلص من الروتين
إن متابعة إشعارات الهاتف وتصفح الشبكة العنكبوتية غير الهادف يخلق نوعا من الروتين يسرق الوقت ، فالعشر دقائق تتحول إلى ساعات ، فيجب أن تنظم وقتك و تحرص على استغلال الأجهزة والتكنولوجيا بشكل أفضل ، تستطيع تخصيص وقت محدد لقراءة بريدك أو إشعاراتك و ستلاحظ الفرق .

إن التحكم بالوعى يحدد جودة حياتك ، ويمكنك من الشعور بالسعادة من خلال إدراكك للأشياء الصغيرة التى أهملتها خلال حياتك اليومية ، فالوعى يلهمك طرق أفضل لإستغلال الوقت المتاح ، و التركيز على تحقيق ما يهمك فعلا ، وتوجيه طاقتك الذهنية للإنتاج و تحقيق الذات ، لا شيء يمنعك من عيش الحياة التي تريدها.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى