ما أصل تسمية أوروبا بهذا الاسم!

صنفت أوروبا كقارة ذات كيان منفصل قبل أن يبدأ الجغرافيون الجدال حول ما إذا كان هناك سبع قارات فى العالم أو ست قارات فقط (يعتبرالبعض أوروبا وآسيا قارة واحدة)، لقد قسم اليونانيون القدماء العالم إلى ثلاث أجزاء رئيسية: أوروبا وآسيا وليبيا ، وليبيا كانت تعنى الجزء الشمالي المعروف من قارة أفريقيا ، وتلك كانت الأقسام التي استخدمها بطليموس عندما وضع خريطته للعالم في دليل الجغرافيا (Geōgraphikē hyphēgēsis) في القرن الثاني الميلادي ، إذن كلمة أوروبا موجودة منذ القدم ، ولكن من أين جاء الاسم؟
هناك عدد من النظريات اللغوية ، فيعتقد بعض العلماء أن اسم أوروبا هو في الأساس صفة ، وآخرون تتبعوا مصدر الكلمة من خلال التحليل اللغوى لليونانية القديمة ، فالمقطع الأول من كلمة أوروبا تعنى “واسع” باليونانية ، والمقطع الأخير يعنى “الوجه” أو “العين” ، ليصلوا إلى عبارة “التحديق الواسع” ، كوصف مناسب للساحل الأوروبي الواسع كما يُرى من جهة سفن الأسطول البحري اليوناني، بينما رأى البعض أن هذه العبارة تعني “البر الرئيسي” أو الأرض الواسعة ، فقد ذكر المغامرون الذين وصلوا فى رحلاتهم إلى الأراضي الشمالية وجود مناطق جبلية وأحواض لأنهار أكبر بكثير من تلك الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى المناخ الذى اختلف تماما عن الذى اختبره اليونانيون ، والغابات و المراعى الواسعة.
وقد أعزى باحثون آخرون أصل اسم أوروبا إلى اللغة الآكادية و هى لغة سامية ظهرت قديما في بلاد الرافدين ، وأشاروا تحديدا إلى كلمة أكادية تعنى “غروب الشمس” ، والسبب هو اعتقاد أهل الرافدين ، أن الشمس وقت الغروب تتجه إلى أوروبا ، وبالتالى ،فإن أسم آسيا فى اعتقادهم مستمد من كلمة آخرى باللغة الأكدية تعنى “شروق الشمس” ، حيث تشرق الشمس من جهة من آسيا بالنسبة لبلاد الرافدين.
وتُرجع نظرية أخرى سبب تسمية اسم أوروبا إلى الأساطيرالقديمة ، وخاصة في النسخ العديدة من القصص حول الإلهة “أوروبا” ، والتى يعود بعضها إلى آلاف السنين ، و أحد أقدم هذه النسخ يُعرف كلمة أوروبا كواحدة من الحورائات ، وهي حوريات البحر الـ3000 التي احتلن أدنى درجة في التسلسل الهرمي للميثولوجيا الإغريقية.
كان اسم أوروبا يطلق على واحدة من 41 من هؤلاء الحوريات الدنيا، اللاتى اُعتقد أنهن يستحقن التسمية، ونسخ أخرى من قصص الأساطير تربط أوروبا ب “ديميتر” ، ألهة الأرض والزراعة ، على الرغم من أنه ليس من المؤكد أي اسم جاء أولاً ، فقد تم افتراض أن “أوروبا” كان اسمًا محليًا لإلهة أرضية قبل وجود اللغة اليونانية ، في حين أن ديميترهو اسم يوناني لإلهة إقليم أكبر ، و في أفضل النسخ المعروفة من أسطورة أوروبا اُختطفت أوروبا ، وهي ابنة فينيكس أو آجينور ملك فينيقيا من قبل زيوس ، الذي كان يتخفى في شكل ثور أبيض ، وقد حملها زيوس بعيدًا عن فينيقيا إلى كريت ، حيث أنجبت له ثلاثة أبناء: مينوس ورادامانثيس وساربيدون.
لا أحد يعرف على وجه اليقين أصل اسم أوروبا ، لكنه بالتأكيد لن يتغير.