حقيقة احتفال يوم الصمت في بالي

يعد احتفال العام الجديد في بالي غير أي احتفالات بالسنة الجديدة على الإطلاق ، فهو من أهم الاحتفالات في بالي ، وتعد بالي على عكس باقي الدول الآسيوية في الاحتفال بالعام الجديد ، حيث يحتفل الشعب البالي بالعام الجديد في جو من الهدوء والصمت ، وهو ما يجعل ذلك الاحتفال مختلف تمامًا عن باقي الاحتفالات الخاصة بالعام الجديد .
وتتكون السنة في بالي من 12 شهر ، وبداية كل شهر هو اليوم الذي يلي ظهور قمر جديد ، وآخر يوم في العام يعرف باسم Tawur Agung Kesang ، وهو ما يعني في بالي بيوم التضحيات الكبرى .
ويكون هدف سكان بالي في ذلك اليوم هو طرد كل الأرواح الشريرة الموجودة على الجزيرة ، ويتم طرد تلك الأرواح الشريرة بعمل تماثيل من الوحوش الضخمة ذات أشكال مرعبة ، وتسمى تماثيل ogoh-ogoh .
وهي وحوش مصنوعة من الورق ، تمثل الأرواح الشريرة المنتشرة في بالي ، وعندما يحل المساء في ذلك اليوم يتم الطواف بمسيرات كرنفالية مع المشاعل المضيئة ، ومع تلك التماثيل المرعبة التي تمثل الأرواح الشريرة .
وفي جو من الضوضاء ، يتم حرق تلك التماثيل لتمثل حرق وطرد تلك الأرواح الشريرة ، ويقام ذلك الاحتفال عادة في شهر مارس وتبدأ مسيرة الطواف بالوحوش بعد أن تبقى المدينة 24 ساعة في صمت كامل ، يبدأ من الساعة 6 صباحًا .
وغير مسموح لأحد من سكان أو زوار الجزيرة بالسفر أو العمل في يوم الصمت ، ويجب على الناس أن تبقى داخل منازلها ، بل ويكون معدل الإضاءة ضعيف يكاد يصل إلى الحد الأدنى .
وغير مسموح بممارسة أي سبل للترفيه والتسلية على الإطلاق ، ويسود الظلام الجزيرة في ذلك اليوم ، حتى تظن الأرواح الشريرة أن تلك الجزيرة غير مأهولة بالسكان .
فتقرر تلك الأرواح عدم البقاء على الجزيرة ، وترحل عنها ولا تسكنها ، ويعتبر شعب بالي هذا الاحتفال هو فرصة للتأمل الذاتي والتفكير فيما فعلوه من أخطاء في العام الماضي .
واليوم التالي لذلك اليوم هو يوم الغفران والمسامحة ، ويسمى في بالي بيوم Ngembak Geni ، حيث يزور الناس الأهل والأصدقاء وبالنسبة للزوار والسياح ، فيمكنهم المشاركة في احتفال الصمت ، لكن يتم تعيين رجال سرية من بالي لضمان الالتزام بقواعد ذلك اليوم من الهدوء وعدم الخروج وتظل المتاجر مغلقة حتى الساعة 6 صباح اليوم الذي يلي الاحتفال .