دليل الأهل للتعامل مع مرحلة المراهقة

تعد مرحلة المراهقة من المراحل التي يحدث فيها نمو بدني وعاطفي بدرجة كبيرة ، وهو سن يتميز بالحيرة وصعوبة التعامل وبالرغم من إنها مرحلة الجدال والنزاع بين المراهق والأهل ، إلا أنه يمكن لتلك الفترة ان تكون تمهيد للطفل ليكون شخص ناضج ويتمتع بصفات رائعة .
فهم سنوات المراهقة :
لابد أن نفرق بين البلوغ والمراهقة ، فالبلوغ هو حدوث تغيرات هرمونية وجسمانية في جسم الطفل مثل تغير حجم الثدي وحدوث الدورة الشهرية وظهور الشعر في أماكن مختلفة من الجسم .
ويبدأ البلوغ من عمر 8-14 عام وفي تلك الفترة تحدث المراهقة ، وفي تلك الفترة يصبح الصديق أهم من الوالدين في حياة الشخص المراهق فيسعى الطفل لتقليد صديقه ومحاولة إرضاءه ، وقد نندهش عندما يظهر المراهق بشكل مختلف في تلك الفترة تقليدًا لأصدقائه ، ومن مظاهر المراهقة هو انعزال الطفل عن والديه واستقلاليته عنهم ، وهو الأمر الذي يشكل ضغط للأهل .
– من عوارض المراهقة انفصام الشخصية :
فيعاني المراهق في تلك الفترة من صراع داخلي بين شخصيتين هما الطفل الذي بداخله والمراهق الذي ينمو تجاهه ، ويعاني من تقلبات مزاجية كبيرة صعودًا وهبوطًا ، ويكون الهدف الأساسي للمراهق في تلك المرحلة هو إثبات استقلاليته .
بل وإنه قادرًا على الانعزال عن والديه ، وهذا يسبب خلاف بين المراهق ووالديه خاصًة عندما يكون الوالدين قريبين من الطفل ، فيفرضون فكرة استقلاليته وانعزاله عنهم ، بل وعادًة نجد أن قرارات الطفل في تلك المرحلة خارجة عن السيطرة ويصعب تقيمها .
لذا يجب أن يعيد الأهل نظرتهم حول طريقة تعاملهم مع المراهق ، وأن تسأل نفسك بعض الأسئلة مثل :
– هل أنا مسيطر ومتحكم في المراهق ؟
– هل أنا استمع جيدًا إلى طفلي ؟
– هل أنا أتيح للمراهق فرصة أن يعبر عن رأية حتى لو كان مختلفًا عني ؟
– نصائح للأهل للتعامل مع المراهق :
– ثقف نفسك :
يجب على الأهل قراءة كتب عن فترة المراهقة ، ويستعيدوا فترة مراهقتهم ، ليتقبل الأهل فكرة إنزعاج المراهق من شكل حب الشباب على سبيل المثال ، أو من التغيرات المزاجية التي يعاني منها ، وكلما زادت ثقافة الأهل عن تلك المرحلة كلما كان الأمر سهل عليهم في التعامل مع المراهق بمرونة .
– التحدث مع الطفل باكرًا وباستمرار :
يجب أن يتحدث الأهل مع الطفل عن علامات البلوغ مثل الدورة الشهرية والمشاعر التي يتعرض لها في فترة المراهقة ، حتى يتم تمهيد نفسية الطفل لعلامات البلوغ وما سيواجهه في تلك المرحلة .
وجاوب على أسئلة الطفل حيال الفرق بين جسم الولد وجسم البنت ، ويمكن أن ندخل بعض المعلومات الجنسية للطفل لكن دون استفاضة مثل :
– التغيرات الجسمانية التي تظهر لدى الطفل .
– المشاعر الغريبة التي يواجهها في تلك الفترة .
– شعوره بالحزن بعض الأوقات دون سبب واضح .
وعندما تتأخر في تثقيف الطفل عن فترة المراهقة ستكون تلك الفترة بها العديد من التحديات الكبيرة لطفلك ، وقد يشعر الطفل بالخوف حيال تغيراته الجسدية والنفسية التي سيتعرض لها في تلك الفترة ، وكلما سعيت لبناء جسور تواصل باكرًا كلما ضمنت علاقة قوية بطفلك عند المراهقة ،.
– درب نفسك على إظهار التعاطف مع ابنك أو ابنتك في تلك المرحلة ، وتفاعل مع طريقة تفكير المراهق ومشاعره دون ان تهزأ منها .
– أربح المعركة :
قد تندهش عندما تعلم أن ابنك او ابنتك المراهقة تريد أن تغير لون شعرها ونوعية ملابسها وتضع طلاء الأظافر ، فقبل أن ترفض الفكرة قم بتوضيح المظهر النهائي الذي سيبدو عليه ابنك أو ابنتك بعد فعل ذلك ، وأجعله يفكر جيد ًا في الأمر ووفر الرفض لأشياء أكثر أهمية مثل التدخين والكحول والمخدرات .
– ضع توقعات جيدة :
توقع دائمًا الأمور الجيدة من طفلك المراهق ، ولا تشعر طفلك بإنك تفقد الأمل فيه بل دعه يشعر إنه جيد وسيحصل على درجات جيدة وسيفعل الصواب دائمًا ، سيجد طفلك يفعل الصواب دائمًا .
– علم المراهق المباديء والصواب من الخطأ :
عندما يكون طفلك لديه خلفية سلوكية ووعي كافي بالصواب والخطأ ، سيسهل ذلك تحديات تلك المرحلة ويجب التعرف على أصدقاء الطفل وأهاليهم ويتشارك الأهل في مساعدة أولادهم على تجاوز تلك المرحلة
– راقب العلامات التي تثير القلق :
هناك علامات وتغيرات طبيعية في حياة المراهق وأخرى تستدعي للقلق ، مثل زيادة شديدة في الوزن أو نقص شديد في الوزن والتغيب عن المدرسة والتحدث عن الانتحار والتغيب عن المدرسة .
– احترام خصوصية الطفل :
من الخطأ التدخل الكامل في كل شئون طفلك بل لتمهد لمراهقة جيدة ، يجب أن تحترم خصوصية طفلك ، فيجب أن تحترم غرفة طفلك ورسائل البريد ومكالماته الهاتفية .
– مراقبة وضبط ما يقوم طفلك بقراءته أو مشاهدته :
فيجب أن تكون مطلعًا على ما يقوم طفلك بقراءته أو مشاهدته على التلفاز أو في مجلات أو عبر الأنترنت ، وأن تحد عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام تلك الأجهزة ويجب أن لا توضع تلك الأشياء في غرفة خاصة بل في مكان عام .
– وضع قواعد مناسبة :
أحرص أن ينام المراهق عدد ساعات نوم كافية ونظم له مواعيد لذلك ، وكافيء المراهق على التزامه بتلك القواعد .
– هل سيستمر ذلك الوضع ؟
قد يكون الأمر به كثير من التحدي في السنوات الأولى من المراهقة ، لكن كلما كبر ابنك أو ابنتك ستزداد استقلاليته ومرونته ويصبح أكثر تواصلًا .