عام

أسطورة حرب طروادة

تعددت الروايات الكلاسيكية لأسطورة حرب طروادة في الأدب اليوناني واللاتيني ، فوُضعت الخطوط الرئيسية للقصص فى ملحمة هوميروس “الإلياذة والأوديسة ” ، وهى أقدم دليل أدبي متوفر ، ثم تطورت الموضوعات الفردية فيما بعد وخاصة في الدراما اليونانية ، وقد أثارت قصة أصل طروادة من خلال بطلها اينياس ، حماسة الرومان ؛ تحديدا فى المجلد الثاني من “الألياذة” لفرجيل والذى يحتوي على أشهر وصف لملحمة طروادة ، كما يوجد سجلات زائفة لكتاب وروائيين آخرين تتحدث عن تلك الأسطورة.

بداية الأسطورة:
نشأت حرب طروادة بين الإغريق والطرواديين ، حيث كان “بريام” ملك طروادة غنيا وقويا ، وكان لديه 50 ابنا و 12 ابنة من زوجته “هيكوبا ”  ومحظياته ، ودُعى ابنه “باريس” ليقرر أى من الآلهة “أفروديت” أو “هيرا” أو “أثينا” أحق بالحصول على التفاحة الذهبية ، التى خصصتها الإلهة “إيريس” (ربة الخصام ) لأجمل آلهة .

فوعدت أفروديت باريس بأن يحصل على أجمل امرأة في العالم ، لذلك منحها التفاحة وذهب إلى اليونان ، حيث فاز بحب “هيلين”، زوجة “مينيلوس” – ملك اسبرطة – وهرب معها.

ومن أجل استعادة هيلين ، أرسل الإغريق حملة استكشافية عظيمة تحت قيادة “أجاممنون ” وهو شقيق مينيلوس وملك أرجوس أو مسيني ، ولكن رفض الطرواديون إعادة هيلين للإغريق .

فقام الإغريق بطرد سكان المدن الصغيرة داخل أو بالقرب من منطقة “Troad” ، ولكن طروادة صمدت أمام الحصار الإغريقي لمدة 10 سنوات بمساعدة حلفاء من آسيا الصغرى وتراقيا ، كما انحازت الآلهة لكل فريق ، فأخذت الآلهة خاصة هيرا وأثينا وبوسيدون جانب الإغريق ، أما أفروديت (التى كان لها ابن “اينياس” من الطروادى “أنتشيسيس”) ، وأبولو ، وآريس فقد اتخذوا جانب الطرواديين .

وتحكى ملحمة الإلياذة ، والتي تمثل السنة العاشرة للحرب ، عن الشجار بين أجاممنون وأخيل – الذي كان أفضل محاربى الإغريق – وما تبعه من وفيات في المعركة كمقتل “باتروكلس” صديق أخيل و “هيكتور” ابن بريام الأكبر ، وآخرين.

بعد وفاة هيكتور انضمت طروادة إلى حليفين ، “بنثيسيلا ” ملكة الأمازون ، و “ميمنون” ، ملك الإثيوبيين وابن إلهة الفجر “إيوس”، فقتل أخيل كلاهما ، لكن باريس تمكن من قتل أخيل بسهم.

وقبل أن يتمكن الإغريق من الاستيلاء علي طروادة ، كان عليهم أن يسرقوا من القلعة اللوحة الخشبية لإلهة الحكمة (البلاديوم) ، ويجلبون سهام هرقل ورامى السهام المريض “فيلوكتيتس” من جزيرة “ليمني” ، ونجل أخيل” نيوبتوليمس” (بيروس) من جزيرة “سكيروس” ؛ و نجح أوديسيوس وديوميديس فى تحقيق ذلك .

وأخيرًا ، وبمساعدة أثينا ، بني “إبيوس” حصان خشبي ضخم ، واختبأ العديد من المحاربين الإغريق بداخله ، وأبحر باقى الجيش الإغريقي بعيدا إلى جزيرة “تينيدوس” المجاورة ، متظاهرين بالتخلي عن الحصار وعلى الرغم من تحذيرات “كاساندرا” ابنة بريام ، اقتنع الطرواديين برغبة “سينون” ، الإغريقى الذي تظاهر بترك المعركة ، فى إدخال الحصان داخل أسوار طروادة ، كهدية إلى الإلهه أثينا ، وقد قُتل الكاهن “لاكوون” ، الذي حاول أن يدمر الحصان ، على يد ثعابين البحر.

و في أثناء الليل عاد الأسطول الإغريقي ، وفتح المحاربين الإغريق – بداخل الحصان- أبواب طروادة  وفي مجمل الأحداث الذي تلت ذلك ، تم ذبح بريام وأبناءه المتبقين ؛ وأُسرت النساء الطرواديات ونقلوا إلى مدن مختلفة من اليونان .

أما عن مغامرات القادة الإغريق أثناء عودتهم إلى الوطن فقد ذكرت فى ملاحمتين ، هما “العودة” و”الأوديسة” ، فكان اينياس ضمن العدد القليل من الناجين الطرواديين ، واستمر أحفاده في حكم الطرواديين بعد ذلك ، ثم نقلت الأساطير قصة اينياس و الطرواديين إلى روما و اعتبروا كأجداد للرومان.

المراجع:

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى