قصة الوفاة الغامضة لكاتب الرعب إدجار آلان بو

يعود الفضل لإدجار آلان بو في إنشاء الروايات البوليسية عندما قام بتأليف روايته التي ترجع إلى عام 1841م وتحمل عنوان “جرائم قتل في شارع المشرحة” مما مهد الطريق أمام نانسي درو لتأليف رواية شيرولوك هولمز ، ومن الغريب أن وفاة الكاتب نفسه في عام 1849 تظل أحد الأسرار الكبيرة التي لم تحل حتى الآن .
في يونيو 1849 شرع الكاتب بو في عمل جولة لجمع الأموال لتمويل مجلة أدبية كان يأمل في إصدارها ، وكان من المفترض أن يسافر الكاتب بالعبارة في 27 سبتمبر 1849 من ريتشموند إلى فيرجينيا إلى بالتيمور إلى ميريلاند ثم إلى نيويورك.
ولكنه في الليلة السابقة لرحلته زار طبيب في ريتشموند بسبب أصابته بالحمى ، أما الأيام القليلة التالية في حياة الكاتب فلا أحد يعرف عنها شئ على وجه اليقين ، وصل بو إلى بالتيمور في 28 سبتمبر ، لكنه لم يذهب إلى نيويورك وظهر في حانة في بالتيمور في 3 أكتوبر وكان في حالة سيئة ،حيث كان غير مستجيب تقريبا لمن حوله وافترض المتفرجون أنه يعاني من ذهول بسبب الكحول .
تم استدعاء طبيب محلي ، وسرعان ما أُدخل بو إلى المستشفى ، وأحد التفاصيل الغريبة التي رواها من شاهدوه هو أن الملابس التي كان يرتديها بو لم تبدو وكأنها ملكه ، فبدلا من ارتداؤه بدلته الصوفية السوداء المعتادة ، كان يرتدي حلة رخيصة غير ملائمة وقبعة من القش .
وفي المستشفى واصل بو الهلوسة والتحدث بهراء وأخذ يفقد الوعي حتى فارق الحياة في 7 أكتوبر وأشارت صحيفة بالتيمور إلى أنه توفي بسبب ” احتقان الدماغ” ولكن لم يكن هناك سبب منطقي لذكر ذلك .
اقترح البعض أن بو قد تفي من مضاعفات شرب الكحول ، ولكن بو اعتاد على الإسراف في شرب الخمر طوال حياته ولم يصل أبدًا لمرحلة الهذيان ، كما أنه في أيامه الأخيرة كان يشرب باعتدال ، كما أن الطبيب الذي فحصه عند وصوله للمستشفى أكد أنه لم يكن في حالة سكر عندما وصل إلى المستشفى .
ظهرت العديد من النظريات حول وفاة بو منها مرض السكري وأمراض القلب والصرع وحتى السل ، وأحد الاحتمالات المثيرة للاهتمام هو ما أقترحه طبيب في جامعة بالتيمور بأن بو مات بداء الكلب ، حيث أن حالة الهذيان التي أصابت بو قد تحسنت ثم عادت أسوأ وهذه الأعراض تظهر على مرضى داء الكلب في مراحله المتأخرة وعلاوة على ذلك ، أشارت سجلات مستشفى بو إلى أنه واجه صعوبة في شرب الماء ، وقد يكون هذا أحد مظاهر أعراض داء الكلب المميزة ، وهو الخوف من الماء .
وهناك نظرية أخرى تشير إلى أن بو قد توفي نتيجة لجريمة عنف ، حيث أن الحانة التي وجد فيها بو كانت تستخدم في تلك الأيام من قبل بعض العصابات التي تعمل لصالح السياسيين الفاسدين لإجبار الناس على التصويت في الانتخابات ، وكانت تلك العصابات يخطفون المارة من الشوارع ويضربوهم أو يجبروهم على شرب الخمر بكثافة من أجل أن يصوتوا لصالح مرشح معين ، وكثيرًا ما كانوا يستخدمون التنكر للسماح للضحايا بالتصويت عدة مرات لنفس المرشح ، وربما هذا يفسر الزي الغريب الذي كان يرتديه بو عندما وجدوه .
وبالرغم من كل تلك الاحتمالات مازالت وفات بو تمثل لغزًا حتى الآن .