عام

الصيام لفترة أطول: تحدي شهر رمضان في أوروبا

يراقب المسلمين في جميع أنحاء العالم مجئ  شهر رمضان المبارك كل عام ، كما يحرصون على الصيام و ما يصحبه من ضبط النفس ، و تمتد فترة الصيام من شروق الشمس حتى غروبها طوال شهر رمضان ، وحيث أن التقويم الإسلامي يتبع دورة القمر ، فيتراجع شهر رمضان 11 يوم كل عام ، ونتيجة لذلك أصبح يأتى مع أيام الصيف الطويلة ، و أصبح رمضان أكثر صعوبة بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في الدول الأوروبية الأقرب إلى دائرة القطب الشمالي ، ففى عام 2013 فى دول مثل فنلندا والنرويج ، استمر الليل لمدة ثلاث ساعات فقط ، وهذا يعني أن على المسلمين أن يصوموا لأكثر من 20 ساعة ، وبعد ذلك لا يكون لديهم سوى ساعات قليلة لتناول الطعام والشراب والاستعداد لفترة طويلة أخرى من الصيام.

يقول ياسر جاويد ، طالب الهندسة الكهربائية في السويد: “تعد ساعات الصيام الطويلة تحديا بالنسبة لي بطرق عديدة”. “بما أنني طالب وعامل بدوام جزئي ، يصعب عليّ طهي الطعام لنفسي ، والدراسة وإنجاز عملي أثناء الصيام حتى الساعة التاسعة مساء” ، وعلى الرغم من التحديات ، أضاف جاويد إنه لم يفقد الدافع للصيام لأن شهر رمضان المبارك يأتي مرة واحدة فقط في السنة ، وهى فرصته لتقوية معتقداته الدينية ، ويشاركه الشعور إبراهيم أفريدي – طالب في النرويج– “أشعر بالسعادة لتحقيق هدف ضبط النفس ، وما يحفزني علي الصيام هو أنه عبادة لله وحده “.

و قد أثار بعض المسلمين مخاوف بشأن إمكانية وجود استثناءات للسماح لهم بالصيام وفقا لساعات الصيام بمكة المكرمة ، حيث يتم الصيام لمدة حوالي 13 ساعة ، فطبقا للباحث المسلم المعروف إمام زيد شاكر ، ما دام هناك شروق للشمس وغروبها ، فينبغى على المسلمين الصوم وفقا لتوقيت الدولة التي يعيشون فيها ، كما أن الصيام يكون لمدة 29 أو 30 يوم فقط فهناك قدرة على الاحتمال خاصة مع البرودة النسبية بشكل عام خلال أشهر الصيف فى تلك الدول .

ويشكل الصوم لساعات طويلة تحدي خاصة للرياضيين المسلمين ، حيث يجب عليهم الخضوع لساعات من التدريب ، والعناية بالوجبات و النظام الغذائي ، فأثناء الدورات الأولمبية ، ظهر الكثير من الجدل حول إمكانية إعفاء الرياضيين المسلمين من الصيام.

واختلفت الإجابة على هذا التساؤل من عالم إلى آخر ، فصرح البعض بجواز إفطار الرياضيين المسلمين  طالما يدفعون الفدية من إطعام 60  مسكين عن كل يوم ، و نفى آخرون كالإمام شاكر ، حيث قال: “لا يجوز للرياضي المسلم كسر صومه لأسباب المنافسة الرياضية” ، وقدم أمثلة للاعبى سلة فى الولايات المتحدة  مثل ؛ حكيم أولواجوان  ومحمود عبد الرؤوف (كريس جاكسون) و تجاربهم الناجحة مع الصيام فى رمضان ، ثم طرح الإمام شاكر سؤالاً لمساعدة الرياضيين وغيرهم من المسلمين على حد سواء على اتخاذ قرار: “من الذي ترغب في إرضاءه؟” نفسك ورغباتك ، أم بلدك أم الله؟ .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى