عام

أهم المعلومات عن حرب فيتنام

كانت حرب فيتنام صراع طويل ومؤلم للغاية استمر منذ إرسال مجموعة من المستشارين التابعين للولايات المتحدة في 1 نوفمبر 1955 إلى فيتنام الجنوبية وانتهى بسقوط سايجون في 30 أبريل 1975م ، وقد بدأت هذه الحرب بمجموعة صغيرة من المستشارين وانتهت بتورط ما يزيد عن 2.8 مليون جندي أمريكي في هذه الحرب ، وفيما يلي بعض النقاط الأساسية لفهم حرب فيتنام :

1- بداية التدخل الأمريكي في فيتنام :
بدأت أمريكا في إرسال مساعدات عسكرية للقوات الفرنسية التي تحارب في فيتنام وبقية الهند الصينية منذ أواخر الأربعينيات ، وكانت فرنسا تقاتل المتمردين الشيوعيين بقيادة هوشي منه ، لكن لم تتدخل أمريكا فعليًا في الحرب إلا بعد أن هزم هوشي منه الفرنسيين في عام 1954م ، وبدأ التدخل بإرسال مجموعة من المستشارين العسكريين ومساعدات مالية “للفيتناميين الجنوبيين” الذين كاوا يقاتلون “الشيوعيين الشماليين” وعمدت الولايات المتحدة  إلى تشكيل حكومة منفصلة في الجنوب .

2- نظرية الدومينو :
بعد سقوط فيتنام الشمالية في يد الشيوعيين أوضح الرئيس أيزنهاور موقف الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي ، وعندما سئل عن أهمية الهند الصينية بالنسبة لأمريكا ، أجاب أن الولايات المتحدة “لديها اعتبارات أوسع أو ما يطلق عليه مبدأ سقوط الدومينو “، أو بمعنى أخر فقد كان يخشى إذا سقطت فيتنام في يد الشيوعيين فإن ذلك سينتشر بسرعة في البلدان المجاورة وهذا هو السبب في تدخل الولايات المتحدة في فيتنام .

3- حادثة خليج تونكين:
استمرت مشاركة أمريكا في فيتنام في الزيادة حتى فترة رئاسة ليندون جونسون بالتحديد في أغسطس 1964 حين ورد أن الفيتناميين الشماليين هاجموا السفينة الأمريكية مادوكس في المياه الدولية ،ولا يزال هناك جدل حول التفاصيل الفعلية لهذا الحدث ولكن النتيجة لا يمكن إنكارها ، فقد أقر الكونجرس قرار يسمى “قرار خليج تونكين” الذي سمح لجونسون بزيادة المشاركة العسكرية الأمريكية في فييتنام ، وسمحت له “باتخاذ جميع التدابير اللازمة لصد أي هجوم مسلح ومنع المزيد من العدوان” ، وقد استخدم جونسون ونيكسون بعده هذا الأمر كتفويض للقتال في فيتنام لسنوات قادمة.

4- عملية الرعد المتداول:
شنت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام (فييت كونج) في أوائل عام 1965م هجوم عل ثكنات المارينز وقتلت ثمانية وأصابت أكثر من مائة جندي وأطلق على هذه العملية Pleiku Raid وسرعان ما استخدم الرئيس جونسون “قرار خليج تونكين” وأمر القوات البحرية والجوية بشن هجوم بالقنابل وأطلق على العملية اسم “الرعد الدوار” ، وكان جونسون يأمر أن تدرك الجبهة عزم أمريكا على الفوز وإيقاف مسارها في الحرب ، ولكن يبدون أن تلك الضربة كان لها تأثير معاكس حيث قامت الجبهة بالتصعيد فأمر جونسون بإرسال مزيد من القوات إلى فيتنام وبحلول عام 1968 كان هناك أكثر من 500 ألف جندي في فييتنام .

5- اعتداء تيت :
شن الفيتناميون الشماليون و جبهة فييت كونج هجمات كبيرة على الجنوب في 31 يناير 1968م خلال احتفالات السنة الفيتنامية الجديدة (تيت) ، وقد نجحت القوات الأمريكية في صد الهجوم ، ولكن كان تأثير هذا الهجوم شديد داخل الولايات المتحدة ، حيث انتشرت مظاهرات ضد هذه الحرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة .

6- معارضة الحرب داخل أمريكا :
تسبب حرب فيتنام في انقسام كبير داخل الولايات المتحدة ، ومع انتشار أخبار هجوم تيت زادت المعارضة وتظاهر الكثير من طلاب الجامعات ضد الحرب في الحرم الجامعي ، وكانت أسوأ هذه المظاهرات التي حدثت داخل جامعة أوهايو في 4 مايو 1970 حيث قتل أربعة طلاب في المظاهرة على يد الحرس الوطني ، كما ظهرت المشاعر المعادية للحرب في جميع وسائل الإعلام مما زاد من الغضب والمظاهرات ، كما تم تأليف العديد من الأغاني الشعبية المناهضة للحرب مثل أغنية ” أين ذهبت جميع الزهور ” .

7- أوراق البنتاجون:
في يونيو 1971 ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تسريب لوثائق سرية للغاية تخص وزارة الدفاع الأمريكية المعروفة باسم “أوراق البنتاغون” ، وأظهرت هذه الوثائق أن الحكومة كذبت في تصريحات علنية حول كيفية التدخل العسكري والتقدم العسكري في فيتنام ، وقد أكد هذا مخاوف الحركة المناهضة للحرب ،كما زاد من حجم الغضب الشعبي ضد هذه الحرب ، وبحلول عام 1971 ، كان أكثر من ثلثي الشعب الأمريكي يريد أن يقوم الرئيس ريتشارد نيكسون بإصدار أمر بسحب القوات من فيتنام.

8- اتفاقية باريس للسلام :
أرسل الرئيس نيكسون هنري كيسنجر للتفاوض مع الفيتناميين الشماليين على وقف إطلاق النار واستمرت هذه المفاوضات خلال معظم عام 1972 ، وتم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في أكتوبر 1972 ، وقد ساعد ذلك على إعادة انتخاب نيكسون لفترة رئاسية ثانية .

وبحلول 27 يناير 1973 قامت الولايات المتحدة وشمال فيتنام بالتوقيع على اتفاقية باريس للسلام التي أنهت الحرب ،  وشمل الاتفاق الإفراج الفوري عن السجناء الأمريكيين وسحب القوات الأمريكية من فيتنام في غضون 60 يومًا ، وكان من المقرر أن تتضمن هذه الاتفاقات انتهاء الأعمال العدائية في فيتنام من الطرفين ، ومع ذلك ، بعد وقت قصير من مغادرة القوات الأمريكية ، اندلع القتال مرة أخرى وفي نهاية المطاف انتصر الفيتناميين الشماليين على الجنوبيين في عام 1975 ، بعد أن خلف القتال أكثر من 58000 قتيل أمريكي في فيتنام وأكثر من 150 ألف جريح.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى