يعود الفضل للمخترع الأسطوري توماس إديسون في إنجاز العديد من الاختراعات منها الفونوغراف والمصباح الكهربائي والشبكة الكهربائي والصور المتحركة ، وسوف نلقي نظرة على أهم اختراعاته :
الفونوغراف :
كان أول اختراع عظيم لتوماس إديسون هو الفونوغراف الذي يحتوي على القصدير ، وقد اخترعه أثناء العمل على تحسين جهاز التلغراف ، حيث لاحظ أن شريط الآلة عندما يلعب بسرعة عالية فإنه يصدر صوتًا يشبه الكلمات ، وقد دفعه ذلك إلى أن يتساءل عما إذا كان بإمكانه تسجيل رسالة هاتفية .
وقد بدأ يجرب طبلة الهاتف من خلال ربط إبرة به ، وقد افترض أن الإبرة يمكن أن تقوم بثقب شريط ورقي لتسجيل رسالة ، وأثناء تجاربه قام بتجربة قلم على اسطوانة لامعة ، ومما أثار دهشته أن الجهاز قد أعاد الرسالة القصيرة التي سجلها على الاسطوانة والتي تقول ” كان لدى ماري حمل صغير” .
وقد أطلق على جهاز إديسون اسم الفونوغراف وقد استخدم فيه اسطوانات بدلًا من الأقراص ، وكان الجهاز يحتوي على إبرتين أحدهما للتسجيل والأخرى للتشغيل ، وكان التسجيل يعتمد على اهتزازات الفم أثناء الكلام والتي كانت تعمل على تحريك إبرة التسجيل ، وكان هذا الفونوغراف أول جهاز يمكنه تسجيل الصوت وقد جلب شهرة عالمية لإديسون .
وكان من المفترض أن ينتهي هذا الجهاز في 12 أغسطس 1977 ولكنه على الأرجح لم ينتهي سوى في شهر نوفمبر أو ديسمبر ، لأن اديسون لم يتقدم بطلب الحصول على براءة الاختراع سوى في 24 ديسمبر 1877م .
وقام بتأسيس شركته الخاصة لتصنيع وبيع الفونوغراف في عام 1878م ، واقترح عدة استخدامات أخرى له مثل كتابة الخطابات والإملاء وكتابة النصوص للمكفوفين والساعات التي تعلن عن الوقت والاتصال بالهاتف لذلك يمكن تسجيل الاتصالات ، وعمل صناديق الموسيقى ولعب الأطفال .
وقد أدى الفونوغراف إلى ظهور اختراعات أخرى مثل الكينوفون الذي حاول إنتاج صور متحركة مزامنة مع بعض الأصوات المسجلة على الفونوغراف .
مصباح الضوء العملي :
على عكس الاعتقاد الشائع فإن توماس إديسون لم يخترع المصباح الكهربي ، ولكنه قام بتطوير فكرة ظهرت قبل اختراعه ب50 عام ، فقد استطاع باستخدام كرة زجاجية مفرغة وسلوك كربونية إنتاج مصدر موثوق لضوء طويل الأمد وذلك في عام 1879م .
وفكرة الإضاءة الكهربية كانت قديمة وقد عمل العديد من الأشخاص عليها ، ولكن ما فعله إديسون هو تطوير مصباح مع نظام إضاءة كامل عملي وآمن ويصلح للمنازل ، وقد استطاع مصباح إديسون أن يتوهج لمدة ثلاثة عشر ساعة ونصف .
وقد اخترع إديسون عدة عناصر في نظام الإضاءة لا تقل أهمية عن المصباح وهي :
الدوائر الكهربية المتصلة على التوازي .
مصباح كهربائي دائم .
دينامو محسن .
شبكة توصيل كهرباء تحت الأرض .
صمامات أمان ومواد عازلة أجهزة للحفاظ على الجهد المستمر .
مقابس إضاءة لفتح وإغلاق الدوائر .
وقبل أن يحقق إديسون ملايين من وراء اختراعه كان عليه أن يختبر كل عنصر على حدا ، وكان أول عرض عام لنظام الإضاءة المتوهجة في مجمع مختبر مينلو بارك في ديسمبر من عام 1879.
أنظمة الكهرباء الصناعية :
بدأ عصر الكهرباء في 4 سبتمبر 1882 ، حيث بدأت أول محطة طاقة تجارية في شارع بيرل في مانهاتن السفلى بالعمل لتوفير الطاقة الضوئية والكهربائية للعملاء في منطقة تبلغ مساحتها ميل مربع واحد ، وقد خدمت شبكة إديسون نحو 59 عميل مقابل حوالي 24 سنت لكل كيلوواط / ساعة .
واستمر إديسون في تطوير شركته ، وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر تغير الطلب على الطاقة للمحركات الكهربائية الصناعية بشكل كبير ، وقد انتقلت الشركة من توفير الإضاءة الليلية لتصبح الخدمة على مدار 24 ساعة بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء لتلبية احتياجات النقل والصناعة ، وفي النهاية وصل إديسون لقمة شهرته ونجاحه بعد انتشار الكهرباء على مستوى العالم .
الصور المتحركة :
بدأ اهتمام إديسون بالصور المتحركة بعد أن زاره المصور الإنجليزي إيدويرد موي بريدج عام 1888 واقترح عليه دمج جهاز الفونوغراف مع جهاز آخر يسمى Zoopraxiscope لعرض الصور المتحركة ،لم يكن إديسون يرى أن جهاز Zoopraxiscope عمليًا .
ولكنه أعجب بفكرة إنتاج صور متحركة ، وقدم أفكاره عن جهاز أخر لعمل صور متحركة لمكتب براءات الاختراع في 17 أكتوبر 1888 وأطلق على الجهاز اسم كينتوسكوب ، وفي عام 1981 ظهرت أول صور متحركة لإديسون .
ولكن المشكلة في ذلك الوقت كانت أن أفلام الصور في ذلك الوقت لم تكن جيدة ، ولكن إيستمان كوداك حل المشكلة حين وفر مجموعة من أفلام الصور الجيدة ، مما مكن إديسون من إنشاء أستوديو متحرك لتسجيل الصور المتحركة ، وكان الأستوديو قابل للنقل والتحريك وكان سقفه يفتح ويغلق بحيث يسمح بدخول الضوء ، وتم عرض الصور المتحركة للجمهور لأول مرة في أمريكا عام 1896 على مسرح السينما بمدينة نيويورك ، وتم ذلك باستخدام جهاز عرض طورته شركة إديسون وأطلق عليه اسم بروجيكتوسكوب .
