السباحة المتزامنة (رياضة أولمبية)

عرفت السباحة التنافسية منذ الأزل وتطورت إلى منافسات تشمل طرق سباحة و مسافات مختلفة ، ولكن هل تعلم أن هناك نوع آخر من السباحة التنافسية يخلط بين السباحة والرقص والموسيقى؟ إذا كنت من محبي متابعة الألعاب الأولمبية الصيفية ، فربما تعرف ما هى السباحة المتزامنة ، وإذا لم تشاهد إيقاع سباحة متزامن ، فكل ما عليك فعله هو تخيل أداءك حركات اكروباتيه رشيقة ، في الماء ومتزامنة مع الموسيقى ، مع حبس النفس والاستمرار بالتحرك لمدة خمس دقائق ، وإذا كنت ترغب فى ممارسة السباحة المتزامنة ، فستحتاج إلى إتقان العديد من المهارات ، ستحتاج أيضا إلى عضلات قوية للغاية والقدرة على حبس أنفاسك لفترات طويلة من الزمن .
يقضي سباحي هذه الرياضة المحترفون ما يصل إلى ست ساعات كل يوم فى ممارسة التمارين الرياضية ، سواء في المياه أو في صالة الألعاب الرياضية ، ومن المؤكد ضرورة إتقان مهارات السباحة المتقدمة حيث يتم تأدية الحركات في الماء ، كما يحتاج السباحون المتزامنون أيضا إلى مهارات الرقص ، لأن حركاتهم يتم تصميمها بعناية للتماشى مع الموسيقى.
وقد تسبب اسم “السباحة المتزامنة” في سؤء فهم على مر السنين ، حيث اعتقد العديد من الناس أنه يعني ضرورة تزامن حركة السباحين / السباحات مع بعضهم البعض ، وهذا الاعتقاد الخاطئ يحدث ببساطة لأن السباحين /السباحات يقومون غالبا بحركات مماثلة ، بينما يشير فى الواقع مصطلح “متزامنة” إلى حقيقة ضرورة تزامن حركة السباحين مع الموسيقى ، ولتوضيح هذا الالتباس ؛ قام اتحاد الفينا (الاتحاد الدولى للسباحة) ، وهي الهيئة العالمية التي تشرف على الرياضة ، بتغير اسمها رسميا إلى “السباحة الفنية” في عام 2017 ، وتسمى السباحة المتزامنة أيضا بالباليه المائي أو السباحة التشكيلية فى بعض الأحيان .
تأخذ عروض السباحة المتزامنة أشكال مختلفة اعتماد على عدد السباحين المتضمنين ؛ فهناك عروض فردية وثنائية وعروض تشمل مزيج مكون من سباح واحدة إلى عشرة ، وهناك مجموعة متنوعة من القواعد يستلزمها الأداء ، وأهم هذه القواعد والتي يجدها العديد من الناس مثيرة للاهتمام هو أن السباحين /السباحات لا يمكنهم لمس قاع حمام السباحة ، وفي معظم الحالات ، لا يمكنهم ارتداء نظارات واقية.
عرفت أنواع من الألعاب الأكروباتية المائية والسباحة الفنية منذ العصور الرومانية القديمة ، وبدأت هذه الرياضة تأخذ شكل جدي فعليا في بداية القرن العشرين بفضل جهود العديد من السيدات اللواتي تفوقن فى أداء الألعاب الأكروباتية المائية ، بما في ذلك أنيت كيلرمان وكاترين كورتيس ونجمة السينما الأمريكية إستر ويليامز ، وأصبحت السباحة المتزامنة رياضة أولمبية في عام 1984 ، وعلى الرغم من السماح للرجال بالمنافسة في عروض السباحة المتزامنة في المسابقات ذات المستوى الأقل ، إلا أن المنافسة فى العروض الأولمبية تظل مقتصرة على النساء فقط.