فلورانس نايتنجل florence nightingale

كانت فلورانس نايتنغل ممرضة ومصلحة اجتماعية بريطانية وقد أصبحت أشهر امرأة تعمل في مهنة التمريض ، كما عُرفت باسم “السيدة ذات المصباح” ، وقد كانت ذات دور فعال في مساعدة الجنود الإنجليز المصابين خلال حرب القرم في أوائل القرن ال١٩ ووضعت حجر الأساس للتمريض الحديث ، كما تطوعت مع ممرضات أخريات لمداواة الجنود المصابين خلال الليل مستخدمة مصباحًا.
حياتها الأولى:
ولدت فلورانس نايتنغل في ١٢ مايو عام ١٨٢٠ في مدينة فلورانس الإيطالية وقد سُميت تيمنًا بها ، وكانت الابنة الثانية لويليام إدوارد نايتنغل وفرانسيس نايتنغل ، وقد كانت طالبة بارعة خلال طفولتها وتفوقت في اللغات والرياضيات ، فقد كان باستطاعتها القراءة والكتابة بلغات أجنبية عديدة من ضمنها الألمانية واليونانية واللاتينية.
مسيرتها المهنية:
على الرغم من مواجهتها للكثير من المقاومة من قِبل عائلتها إلا أن فلورانس تمكنت من تعلم مهنة التمريض في مؤسسة الشماس البروتستانت في ألمانيا في الفترة بين عامي ١٨٥٠-١٨٥١ حيث اكتسبت مهارات التمريض الأساسية وتعلمت أهمية ملاحظة المرضى وفائدة التنظيم الجيد داخل المستشفى.
ثم عادت نايتنغل إلى بريطانيا بعد تدريبها وعملت لصالح مؤسسة السيدات المرضى تحت ظروف بائسة وهناك أصبحت المشرفة ، إلا أنها شعرت أن خدماتها ستكون ذات قيمة أكبر داخل مؤسسة تسمح لها بتدريب غيرها من الممرضات ، ففكرت في أن تصبح مشرفة الممرضات في مستشفى كلية الملوك في لندن إلا أن السياسة كان لها رأي آخر.
ففي عام ١٨٥٣ أعلنت الإمبراطورية العثمانية الحرب على روسيا مما أجبر الفرنسيين والبريطانيين على مساعدة الإمبراطورية العثمانية في حملتها ومن ثم بدأت حرب القرم.
وقد جلبت الحرب معها العديد من المصابين الإنجليز وأشارت الصحافة البريطانية إلى صعوبة الوصول إلى رعاية طبية كافية ، فطُلِب من نايتنغل قيادة فريق من الممرضات إلى سكوتاري.
إسهاماتها الأساسية:
وصلت فلورانس نايتنغل برفقة فريقها من الممرضات المتطوعات إلى سكوتاري في ٥ نوڤمبر ، فوجدن المستشفى في حالة بائسة تعاني من نقص في الإمدادات الطبية وكانت الردهات قذرة ومزدحمة بشدة ، فابتاعت نايتنغل على الفور -مستخدمة الأموال التي حصلت عليها من لندن تايمز- إمدادات طبية كافية للمعسكر وعملت على تحسين نظافة المستشفى.
كانت نايتنغل مسئولة عن تقليل نسبة الوفيات إلى ٢% مما جعلها مشهورة للغاية في إنجلترا من خلال وسائل الإعلام وخطابات الجنود ، ورغم انتهاء حرب القرم في مارس عام ١٨٥٦ إلا أن فلورانس بقيت لمعالجة المصابين ولم تغادر سكوتاري إلا في أغسطس عندما كانت كل المستشفيات مستعدة للإغلاق.
التحديات التي واجهتها:
عندما كانت في مستشفى سكوتاري واجهت نايتنغل مقاومة من ضباط الصحة في الجيش ، كما تعرضت في المعسكر إلى نكسة شخصية عندما أصيبت بما اعتقدت أنه الحمى المتموجة والتي ألزمتها الفراش لفترات طويلة من الوقت.
موتها وإرثها:
استمرت نايتنغل في تقديم واجبتها في الإصلاح الاجتماعي إلى أن ماتت أثناء نومها في ١٣ أغسطس ١٩١٠ وتم دفنها في كنيسة القديسة مارجريت في هامبشاير ، بعد أن تركت تراثًا غنيًا يتضمن إنشاء أول مدرسة تمريض مدنية ، كما تم إنشاء ميدالية فلورانس نايتنغل تشريفًا لها وهي أعلى تميز يمكن أن تحظى به أية ممرضة ، ويتم الاحتفال بيوم مولدها باعتباره يوم الممرضات العالمي.