عام

الدول الأكثر تضرر من الاحتباس الحراري

أثبتت إحدى الدراسات أن الدول التي تساهم بقدر أقل  في تغير المناخ سوف تتأثر أكثر من غيرها ، كما قد تعاني العديد من الدول الفقيرة في العالم من عواقب اجتماعية واقتصادية وبيئية كبيرة ، فعلى الرغم من أن المناطق الاستوائية الفقيرة تساهم بقدر أقل في انبعاثات الغازات الدفيئة التى تؤدي إلي ظاهرة الاحتباس الحراري ، إلا أن الأبحاث الجديدة وجدت أن هذه المناطق أكثر عرضة للتغيرات المناخية المتطرفة ، والتي قد ينتج عنها عواقب سيئة.

قام البحث ، الذي نشر في مجلة Science Advances  في 2 مايو 2018 ، بتحليل 37 من نماذج محاكاة المناخ ، و توصل العلماء من خلاله إلى هذه الاستنتاجات حول تفاوت معدلات التغيرات المناخية بين الدول ، وكان الهدف الأصلي من البحث مختلف ؛ فكان تركيز العلماء الأساسي على تغير المناخ المفاجئ ، وكيف يمكن الاستفادة من العوامل المناخية كإشارات تحذيرية مبكرة للتقلبات المناخية المفاجئة ، كذلك معرفة معدل تغير المناخ ​​في المناطق المختلفة ، إلا إن ما لفت أنظارهم هو ارتفاع معدل التقلبات في درجات الحرارة في الدول الفقيرة الاستوائية وتراجعه في أماكن أخرى” .

ويقصد بهذا الانخفاض في الأماكن الأخرى أى انعدام توقع حدوث تقلبات مناخية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وبالقرب من ساحل القطب الشمالي ، فبينما تزيد انبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى ؛ إلا إن العواقب ستكون عالمية ، وتكون الدول الاستوائية أكثر تضررا ، وتكون الخطوة البديهية التى يمكن أن تتخذها دول مثل الولايات المتحدة للمساعدة في تصحيح ذلك التفاوت كما ينصح العلماء ؛ هي تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري ، وبالطبع مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الآثار السلبية التي ستحدث رغم ذلك ، وقد يستطيع السياسيين ادراج إجراءات مساعدة الدول الاستوائية التي تعاني من موجات الحر والجفاف في جداول أعمالهم ، لكن حقيقة تأثر الدول الفقيرة بالتقلبات المناخية بقدر أكبر لم يتم الاعتراف بها حتى الآن.

وقد استخدم فريق البحث نماذج المحاكاة لمعرفة معدل التغيرات في درجات الحرارة كل شهر وعلاقة تلك التغيرات بالنشاط البشري ، فوجد أن الدول خارج نطاق المناطق الاستوائية ستشهد انخفاض فى التقلبات المناخية إلى معدل متوسط ، بينما من المتوقع أن تشهد مناطق مثل الأمازون والنصف الجنوبى من قارة إفريقيا زيادة كبيرة ، تصل نحو 15 ٪ لكل درجة من الاحتباس الحراري العالمي في مناطق الأمازون والنصف الجنوبي من قارة أفريقيا ، و لهذه الزيادة آثار مدمرة على هذه المناطق ، وأخطرها علي سبيل المثال فقدان رطوبة التربة خاصة بمنطقة الأمازون ، والتي من المتوقع أن تصبح أكثر جفافا نتيجة للانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري ، وما يؤكد هذا التنبؤ هو موجات الجفاف القوية التي حدثت في المنطقة في عامي 2005 و 2010 .

وعندما تصبح التربة أكثر جفافا ، فإنها لن تستطيع أن تقلل من تأثيرات تقلبات درجات الحرارة ، حيث تتجه الطاقة المتاحة بشكل أساسي إلى تسخين الهواء بدلا من تبخير الماء ، أى أن التربة الجافة لن تكون قادرة على تبريد جو الأرض بكفاءة كالتربة الرطبة ، ولهذا السبب تميل التقلبات في درجات الحرارة إلى الزيادة خاصة في منطقة الأمازون.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى