ألكسندر فليمنج

اكتشف ألكسندر فليمنج البنسلين في عام 1928، وعلى الرغم من أنه لم يدرك الأهمية الكاملة لاكتشافه لعقد آخر على الأقل، إلا أنه حصل في نهاية المطاف على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب في عام 1945.
منذ القرن التاسع عشر ، لوحظ وجود علاقة بين بعض البكتيريا والعفن، وأُعطي اسم لهذه الظاهرة وهو “التضاد” ، ولكن لم يتم الإهتمام ا بهذه الملاحظات ، ففي عام 1928 اكتشف ألكسندر فليمنج البنسلين المصنوع من الفطر المعروف باسم Penicillium notatum ، لكنه لم يحصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لاكتشافه الرائع حتى عام 1945 ، ولم يدرك فليمينج نفسه مدى أهمية اكتشافه ؛ و بعد عقد من الزمن ، ركز فليمنج على استخدام البنسلين المحتمل كمطهر موضعي للجروح والالتهابات السطحية وكوسيلة لعزل بعض البكتيريا في المعمل ، وقد قاما هوارد فلوري وإرنست تشين بإستكمال اكتشافاته ، ففي عام 1940 اكتشفا أن البنسلين يمكن استخدامه كمضاد حيوي في عدد كبير من الأمراض البكتيرية.
الطريق إلى سانت ماري
ولد فليمينج في اسكتلندا ، وكان ترتيبه السابع من بين ثمانية أطفال ، وتوفي والده عندما كان عمره سبع سنوات ، وترك والدته تدير مزرعة لديهم ، وتلقى تعليمه في المدرسة المحلية، ولقد أمضى سنواته المراهقة في حضور فصوله في ريجنت ستريت بوليتكنيك ، ثم عمل كموظف في أحدى شركات الشحن ، وخدم لفترة وجيزة في لندن في الجيش خلال حرب البوير (1899-1902) ، ثم في عام 1901 حصل على منحة دراسية من كلية الطب في مستشفى سانت ماري في بادينغتون ، لندن ، والتي بقيت منزله المهني لبقية حياته.
كيفية مكافحة الأمراض المعدية
قبل فليمنج وظيفة كطبيب بكتريولوجي في سانت ماري بعد الانتهاء من دراسته ، وفي عام 1906 انضم إلى قسم التلقيح تحت إشراف السير المروث رايت، وكان يعتقد رايت بقوة في تعزيز نظام المناعة في الجسم من خلال العلاج باللقاح ، وليس عن طريق العلاج الكيميائي ، ومع ذلك ، أعطى رايت عينات من دواء جديد لفليمنج ، وهذا الدواء يدعى سالفارسان ، وقد تم تركيبه من قبل العالم بول إيرليك وزملاؤه لعلاج مرض الزهري ، و كانت تجربة فليمينج في تعاطي الدواء من قبل المرضى إيجابية ، و خلال الحرب العالمية الأولى ، عمل فليمينج في مختبر أبحاث خاص بالجروح في بولون بفرنسا برئاسة رايت ، وهناك بدأ البحث الذي أنتج نتائج أكثر تماشيا مع تفكير رايت ، بأن المطهرات الكيميائية الشائعة الاستخدام مثل حمض الكربوليك لا تعقم الجروح ، وتم اكتشاف أن الصديد نفسه يعمل كمضاد للبكتيريا.
بعد الحرب العالمية الأولى ، واصل فليمينج العمل على كريات الدم البيضاء والمطهرات ، و في عام 1921 اكتشف مادة في مخاط الأنف تسبب تفكك البكتيريا ،اكتشف فليمنج وزميل آخر في وقت لاحق هذه المادة والتي تسمى lysozyme ، وتوجد في الدم والدموع ولبن الأم واللعاب وفي كثير من السوائل التي في الجسم ، وهذه المادة لها خواص مضادة اللأمراض البكتيرية وخاصة البكتريا الهوائية.
اكتشاف البنسلين عن طريق الصدفة
تم اكتشاف فليمنج للبنسلين في عام 1928 بينما كان يجري أبحاثه على نوع من أنواع البكتريا العنقودية staphylococcus ، وهو نوع شائع من البكتيريا التي تسبب عدوى كارثية في المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة،و قبل أن يغادر فليمينج لعطلة لمدة أسبوعين ، ترك طبق بتري يحتوي على بكتريا staphylococcus ولم يضعه في الحاضنة اللازمة لنمو البكتريا بالطريقة اللازمة ، وبالمصادفة تم إدخال نوع من أنواع البنسليوم عن طريق الخطأ في الوسط – ربما من خلال النافذة ، وكانت درجة الحرارة الموجودة في غياب فليمنج ملائمة لنمو الفطر و البكتريا أيضًا ، وبعد عودته ، وجد فلمنج أنّ دائرة فارغة لا تنمو فيها البكتيريا قد ظهرت حول العفن الموجود في هذا الطبق، وكأنّ الأمر يبدو أن العفن قد أفرز مادة منعت نموّ البكتيريا وتكاثرها ، وقد كانت هذه الملاحظة جديرة بلفت انتباه فلمنج لتحليل الفطر الموجود ومعرفة نوع هذا الفطر .
اكتشف فيلمنج أن مادة مضادة للجراثيم والبكتيريا تنتج بواسطة بعض سلالات البنسيليوم ، وهي البنسيليوم نوتاتوم ، وعلى الرغم من أنه لم يستطع عزلها ، فقد أطلق عليها المادة الفعالة “البنسلين”، ودرس طرق إنتاج المنتج الجديد وحدد ثباته في درجات حرارة مختلفة وعلى مدى فترات زمنية مختلفة.
وقد واجه فليمنج صعوبات كثيرة في عزل البنسلين ، بالإضافة إلى مشاكل إنتاج كميات كافية للتجارب السريرية ، مما أدى إلى عدم تحقيق ثمار أبحاثه بالكامل.