عام

الملهمة ماري سيكل MARY SEACOLE

سنعود للوراء نحو 200 عام للقاء امرأة خاصة جدا – تحدت التوقعات والقيود والظروف الاجتماعية وقدمت الكثير من الأشياء الرائعة حقا لنفسها وللآخرين ، فلنتعرف سويا على ماري سيكل Mary Seacole

الاسم الكامل : ماري جين جرانت

الميلاد : 1805

مسقط رأسها : كينغستون – جامايكا

المهنة : ممرضة ورائدة أعمال

الوفاة : 14 مايو 1881

شهرتها : عملت في مساعدة المرضى والجرحى – خاصة خلال حرب القرم ، وعرفت أيضًا باسم Mother Seacole

من هي ماري سيكل؟
ولدت ماري في كينغستون في جزيرة جامايكا في البحر الكاريبي في عام 1805 ، وكان والدها جنديا في الجيش الاسكتلندي المتمركز على الجزيرة – في ذلك الوقت كانت جامايكا جزءا من الإمبراطورية البريطانية – وكانت والدتها ممرضة ومعالجة ، وكان لديها أخت تدعى لويزا وشقيق يدعى إدوارد .

غير معروف عن ماري إن كانت ذهبت للمدرسة أم لا ، لكن المعروف أنها من سن مبكرة جدا كانت تهوى تعلم فنون الطب والتمريض فقد بدأت تساعد والدتها في تمريض العديد من الجنود المرضى أو الجرحى .

تعلمت من والدتها الكثير عن العلاجات التقليدية الجامايكية وطرق إسعاف المرضى ، وتعلمت أيضا الكثير من أطباء الجيش الذين كانوا يعالجون المرضى .

حب ماري للسفر
أحبت ماري السفر جدا ، ولم يكن من المعتاد في ذلك الوقت أن تسافر النساء كثيرًا ، لكن ماري لم يعيقها ذلك ، فعندما كانت في سن المراهقة كانت قد سافرت مرتين إلى إنجلترا .

لقد كانت أيضاً سيدة الأعمال ، وسافرت في وقت لاحق بعد ذلك ‏ إلى جزر الباهاما وهايتي وكوبا ، حيث اشترت التوابل والمخللات والمربى لبيعها في جامايكا .

محطات في حياة ماري
في عام 1836 تزوجت ماري من رجل إنجليزي يدعى إدوين سيكل في مسقط رأسها في كينغستون ، لكن للأسف أصيب إدوين بالمرض وتوفي بعد بضع سنوات ، وفي عام 1844 بعد وفاة زوجها ركزت ماري على رعاية المرضى.

في عام 1850 لم تبخل بكل مجهوداتها و مهاراتها الطبية لأهلها ، عندما أصيب العديد من السكان في كينغستون بمرض الكوليرا .

ماري في بنما
في عام 1853 ذهبت ماري إلى مدينة كروسيس في بنما ، حيث كان شقيقها يدير فندقًا ومتجرًا ، وهناك فتحت ماري متجرًا لبيع المواد الغذائية والسلع إلى عمال مناجم الذهب ، ولم تنس أبدا عملها في الطب والتمريض ، حيث عالجت الأشخاص الذين يعانون من الكوليرا والأمراض الاستوائية مثل الحمى الصفراء .

ماري وحرب القرم
عادت ماري إلى كينغستون عام 1853 لكنها لم تبق طويلا ، فعند سماع أخبار الجنود البريطانيين الذين ذهبوا إلى روسيا للقتال في معارك حرب القرم أرادت المساعدة .

ذهبت إلى مكتب الحرب في لندن لطلب الانضمام إلى فلورانس نايتنغيل وفريقها من الممرضات الذين يعالجون الجرحى والمرضى في شبه جزيرة القرم! ، لكن للأسف تم رفض ماري مع العديد من الممرضات الأخريات .

لكن هذا لم يكن كافيًا لوقف همة وعزيمة ماري ، ففي عام 1866 ذهبت إلى شبه جزيرة القرم في سفينة مليئة بالإمدادات الطبية ، وصلت هناك لتجد الوضع هناك بحالة مزرية و رهيبة ، فالكثير من الجنود كانوا في حالة سيئة من الجوع والمرض والجراح ولم تقدم لهم أي رعاية وعناية صحية.

قررت ماري القيام بشيء ما ، فقامت بفتح فندقًا بالقرب من ساحات المعارك ، وقد كان عبارة عن كوخ مصنوع من صفائح معدنية ، حيث كان بإمكان الجنود الراحة هناك وشراء الطعام الساخن والمشروبات والمعدات ، استخدمت ماري الأموال التي ربحتها من هذا الفندق للمساعدة في علاج ورعاية الجنود المرضى والجرحى .

لم تكتفِ ماري بذلك بل خطت خطوة أبعد فقد ركبت على ظهور الخيل في ساحات المعارك و تحت النار لإسعاف الجرحى من كلا الجانبين في الحرب ، حتى أنها أصبحت معروفة بين الجنود باسم ” Sea Mother ” .

ماذا فعلت ماري بعد الحرب؟
بعد انتهاء حرب القرم ، عادت ماري إلى لندن بقليل من المال وفي حالة صحية سيئة ، لكن عملها الشاق لم يذهب دون أن يعترف به ، فقد روى العديد من الجنود إلى الصحف عن كل ما فعلته من أجلهم ، وفي حفل خيري ‏حضر 80 ألف شخص في عام 1857 لجمع الأموال من أجلها .

كما حصلت على عدد من الميداليات لشجاعتها من حكومات دول مختلفة ، في العشرين سنة الأخيرة من حياتها قضت ماري حياة هادئة ، وقضت وقتها بين لندن وجامايكا ، وتوفيت عام 1881 في كنسل جرين بلندن .

لماذا نتذكر ماري ؟
معظم ما نعرفه عن Mary Seacole يأتي من كتاب نشرته في عام 1857 عن حياتها ، وصفتها بأنها ” مغامرات رائعة للسيدة ” ، ولكن بعد وفاتها ، نسي اسمها بالكامل حتى 1970 عندما بدأ الناس في القراءة عن ماري سيكل والرغبة في معرفة المزيد عنها .

وباعتبارها امرأة مختلطة العرق تعيش في القرن التاسع عشر ، كانت حقا إمرأة ملهمة وقدوة رائدة ، فإن ما حققته ماري سيكل في حياتها كان رائعا ومثيرا للدهشة حقا ، لقد كسرت القواعد الاجتماعية والأحكام التقيدية للسفر حول العالم وإدارة الأعمال ومساعدة المحتاجين حتى في أخطر الأماكن .

المراجع:

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى