“الأرنب أوزوالد” أول شخصية ينتجها والت ديزني

يُطلق أحيانًا على إمبراطورية الترفيه التي أنشأها والت ديزني اسم “بيت الفأر” وذلك اعترافًا بالدور الرائد الذي يؤديه أشهر الشخصيات التي ابتكرها ديزني ” ميكي ماوس” ، بعد أن أصبحت آذان ميكي المستديرة واحدة من أكثر شعارات الشركات تميزًا في العالم ، ولكن لو كانت اختلفت بعض القرارات التجارية في العشرينات من القرن الماضي لكانت آذان الأرانب هي التي حققت هذه الشهرة.
ففي منتصف العشرينات من القرن العشرين ، كان ديزني صانع رسوم متحركة شاباً ينتج سلسلة تدعى “كوميديا أليس” ، وهي أفلام قصيرة جمعت لقطات حية لممثلين حقيقيين مع صور متحركة حتى يبدو للمشاهدين أن الممثلين البشريين يتفاعلون مع الشخصيات الكرتونية ، ولكن ديزني سئم من هذه السلسلة وأراد الانتقال إلى صنع أفلام الرسوم المتحركة.
وفي عام 1927 ، حصل على رغبته بعد أن توصل إلى صفقة مع شركة Universal لإنتاج مسلسل جديد يعتمد على مغامرات شخصية تسمى Oswald the Lucky Rabbit ،وقد تم اختيار كل من اسم الشخصية وسماتها بواسطة شركة يونيفرسال ، وعلى ما يبدو أن اسم أوزوالد تم انتقاؤها من بين الكثير من الأسماء ، وتم اختيار شخصية الأرنب لأنه كان هناك بالفعل الكثير من شخصيات القطط في سوق الرسوم المتحركة في ذلك الوقت.
وقد عمل ديزني ومعه مساعد مسئول عن تحريك الرسوم يسمى “أوب إيوركس” على شخصية الأرنب أوزوالد الأولى ولكن فيلمهما الأول كان مخيب للآمال ورفضت شركة يونيفرسال أن تنتجه ، ففي الغالب كان رؤساء الأستوديو هم من استحوذوا على تصميم شخصية الأرنب أوزوالد وقد كانوا قديمي الطراز لذلك لم تكن الشخصية ناجحة .
عاد ديزني وإيوركس للعمل على الشخصية مجددًا ولكنهم هذه المرة أنتجوا أرنب أكثر أناقة ونشاط ، وقد كان يحمل تشابه كبير مع أحد شخصية والت ديزني الأكثر شهرة والتي أتت في وقت لاحق “ميكي ماوس” ، وقد بذل والت ديزني جهودًا كبيرة لخلق شخصية مميزة لأوزوالد ، وقد ظهر أوزوالد كأرنب مؤذِ ومندفع ولكنه محبوب .
ظهر أول فيلم لـ Oswald بعنوان Trolley Troubles ، في 5 سبتمبر 1927 ، وفيه ظهر أوزوالد وهو يقود عربة ترام محملة بأبنائه الأرانب وغيرهم من المخلوقات المتنوعة ، حيث كان يتخطي مجموعة متنوعة من السيارات بطرق تتحدى قوانين الفيزياء على سبيل المثال : عند ظهور بقرة على الطريق كان يعبر من أسفلها ، وقد حقق الفيلم نجاحًا ، وبدأ والت ديزني وإيروكس في إنتاج أفلام جديدة لأوزوالد .
وكان أوزوالد بمثابة مقدمة لمنح حق استخدام أسماء شخصيات ديزني في بعض البضائع ، حيث تم إنتاج مجموعة من الحلوى تحمل اسم أوزوالد وكانت تباع مقابل خمسة سنتات للقطعة .
لم يكن ديزني يملك حقوق ملكية شخصية أوزوالد ولكنه كان يملك حق امتيازها لفترة محدودة ، وقد اختلف ديزني مع موزع الشخصية تشارليز منز حول بعض الأمور المادية والإبداعية ، وبمجرد ظهور شخصية أوزوالد للعامة قام منز بتعيين رسام أخر ، وشكل أستوديو جديد وقلص من سلطة والت ديزني وهو على يقين أن ديزني لن يقبل ذلك ، وبالفعل انسحب ديزني من الشركة .
ولكن ديزني قد تعلم درس ثمينا وهو أن يملك حقوق ملكية شخصيته التالية “ميكي ماوس” التي ظهرت لأول مرة في نوفمبر 1928.
استمر أوزوالد في الظهور لأكثر من عقد من الزمان بعد رحيل ديزني عن الشركة ، على الرغم من أن شخصيات ديزني الجديدة قد طغت عليه ، ومؤخرًا وبالتحديد عام 2006 وفي خطوة مفاجئة اشترت شركة ديزني حقوق شخصية أوزوالد من شركة يونيفرسال ويظهر أوزوالد حاليًا في بعض وسائل الترفيه التي تنتجها ديزني منها لعبة فيديو تم إنتاجها عام 2010 ويلعب الأرنب أوزولد فيها دور البطولة .