الصخور المشتعلة : موقع سياحي حار في تركيا !

تعد صخور كمير المشتعلة فى تركيا موقع فريد من نوعه حيث تحترق الأرض حرفيًا ، وتقع في جنوب غرب تركيا على بعد حوالي 50 ميلاً إلى الغرب من مدينة أنطاليا فى منطقة جبلية صخرية وخارج بلدة صغيرة تدعى سيرالي ، وتشتعل هذه الصخور منذ 2500 عامًا على الأقل ، ومن المحتمل أنها ستظل مشتعلة لعدة أجيال قادمة .
وتمتد صخور كمير المشتعلة فى تركيا على مساحة تزيد عن ثلاثة أميال مربعة ( حوالى 5000 متر مربع ) ، وهى شعلة طبيعية توقد نتيجة انبعاثات الغاز الذى يرتفع خلال الفراغات الموجودة في الصخور التي تشكل حافة جبل أوليمبوس ، ويتكون الغاز الذي ينبعث من هذه الفتحات – والتي يطلق عليها “يانارتاس” باللغة التركية بينما “كمير” هو الاسم الإغريقي – بشكل أساسي من غاز الميثان ، ويعتبر غاز الميثان أخف من الهواء وينشأ عادة نتيجة تحلل المواد العضوية ، ولكن يعتقد العلماء أن الغاز داخل هذه الصخور يتولد بشكل تلقائي غير عضوي – وهو نوع نادر من الميثان ينشأ من عمليات طبيعية أخرى ، كما تم اكتشاف وجود غاز الهيدروجين يرتفع من نفس الفتحات في الصخور المشتعلة ، وكلاهما من الغازات السريعة الاشتعال .
وقد استعان البحارة لسنوات عديدة بتلك النيران لإرشادهم أثناء الإبحار بالمياه القريبة كنوع من المنارات الطبيعية ، وفى الوقت الحاضر يزور المتنزهون والسياح الصخور المشتعلة لعمل الشاي وطهي وشي الطعام ، وتبدو ألسنة اللهب أكثر اشتعالا خلال فصول الشتاء الباردة ، ويعزى ذلك إلى التغيرات في الضغط الجوي والضغط الأرضي ، والذى يتأثر بالمياه الجوفية وعوامل أخرى .
وتوجد بعض الأساطير المثيرة للاهتمام حول سبب تكون صخور كمير المشتعلة ، حيث يقال أنها نشأت نتيجة قيام وحش أسطوري – يسمى “كمير” – بنفث النار أثناء تنفسه ، ويقال إن الوحش كمير له جسم ورأس أسد مع رأس عنزة على ظهره ، كما أن له ذيل ينتهي برأس ثعبان ، وتحكي أسطورة أخري أن الوحش كمير قتل على يد البطل الأسطورى “بيليروفون” الذى اعتلى ظهر الحصان المجنح “بيجاسوس” وقصف كمير بالرصاص المنصهر .
كما يوجد أيضا مكان يسمي جبل كمير في مدينة فاسيليس القديمة التابعة لإقليم ليقيا التركي ، وقد أطلق البعض على صخور كمير المشتعلة اسم جبل كمير الحديث ، إن صخور كمير المشتعلة لا تنطفئ أبدا ، فهي تشتعل باستمرار يوم تلو الأخر منذ مئات السنين ، ويحيط فتحات النار رماد وصخور وأنواع نباتية تبدو أنها أحترقت منذ فترة طويلة ، لذلك لا ينتشر الحريق إلى الغابة المحيطة ، وإذا كنت ترغب في تجربة التخييم في هذه المنطقة ، فستندهش بمشهد مبهر وساحر أثناء الليل حيث تضيء تلك النيران الظلام .