مخترع مثبت السرعة

يعود الفضل في اختراع مثبت السرعة الحديث إلى المخترع رالف تيتور ، وهو رجل لم يتمكن من القيادة مطلقا بسبب فقده للبصر ، وقد جاءت الفكرة لرالف تيتور بينما كان يركب مع محاميه في الأربعينيات ، وقد لاحظ قيام المحامي بإبطاء السرعة أثناء التحدث والإسراع أثناء التحدث معه ، مما أزعج تيتور ، الذي قرر التوصل إلى جهاز للتحكم في سرعة السيارة بشكل أوتوماتيكي ، وفي عام 1948 قدم طلب للحصول على أول براءة اختراع لتلك الأداة .
استغرق الأمر منه عقدًا آخر تقريبًا لتطوير جهازه الأصلي ، وليأتي أخيراً بنسخة يتم تركيبها على سيارة معروضة للبيع ، وكانت أولى السيارات التي تميزت بهذه التقنية الجديدة هي طرازات 1958 من كرايسلر إمبريال ونيو يوركير وويندسور ، وبحلول عام 1960 كان نظام تثبيت السرعة ميزة قياسية في جميع السيارات الكاديلاك .
وكان لمثبت السرعة مسميات عدة في البداية ، حيث كان يطلق عليه “Speedostat” و”Touchomatic” و”Auto-Pilot” ، وكانت شركة كرايسلر هي التي جاءت أخيراً باسم “مثبت السرعة” ، وتم اختراع إصدارات مختلفة من نظام التحكم بالسرعة من قبل أشخاص متعددة ، حيث لاقت تلك الأنظمة شعبية كبيرة بفضل أزمة النفط في السبعينيات ، لقدرتها علي توفير الوقود ، ولا تزال أنظمة التحكم فى السرعة تتطور حتى الوقت الراهن ، وشمل التطور دمج بعض مزايا القيادة الذاتية الأكثر تقدمًا مثل الكبح التلقائي .
وقد فقد تيتور بصره فى حادث عندما كان في الخامسة من عمره ، ولكنه لم يدع ذلك يشكل عائقا أمامه ، ففي الواقع كتبت صحيفة نيويورك هيرالد عام 1902 عن سجل اختراعاته الرائع ، وكان يبلغ من العمر 12 عامًا آنذاك ، فقد أنشأ دينامو مصغر وآلات أخرى في سن العاشرة ، وصنع سيارة ذات أسطوانة واحدة ، بمساعدة ابن عمه ، باستخدام محرك قديم ، ثم قام بتشكيل الأجزاء الضرورية لإعادة بناء المحرك وسرعان ما أصبح لديه سيارة وهو فى الثانية عشرة من عمره .
وقد حصل هذا الميكانيكي العبقرى الفاقد للبصر على شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة بنسلفانيا في عام 1912 ، وكان من أوائل صفه ، وبعد بضع سنوات قام بتطوير تكنولوجيا محركات التوربينات التي كانت تستخدم في مدمرات الطوربيد خلال الحرب العالمية الأولى ، وأصبح تيتور مهندسًا ميكانيكيًا لشركة تمتلكها عائلته ، وهي شركة Light Inspection Car في هاجرزتاون بولاية إنديانا ، في ثلاثينيات القرن العشرين ، وسرعان ما ترقى تيتور إلى نائب رئيس قسم الهندسة بالشركة ثم عين في النهاية رئيساً للشركة .
في هذه الأثناء ، طور تيتور أيضًا آلة جز العشب التي تعمل بالغاز ونوعًا جديدًا من مقابض سنانير الصيد تتيح للصياد حملها بشكل مريح ولف البكره بسهولة ، وبالإضافة إلي قيامه بالعديد من الاختراعات ، فقد تم انتخابه رئيسًا لجمعية مهندسي السيارات في عام 1936 ، ثم قامت جمعية مهندسي السيارات في عام 1963 بإطلاق اسمه على أحد الجوائز ، وهى جائزة “Ralph R. Teetor Educational “، وفي عام 1965 حصل تيتور على درجتين فخريتين ، واحدة من معهد إنديانا للتكنولوجيا (دكتوراه في الهندسة) ، وواحدة من كلية إيرلهام (دكتوراه في القانون) من بين العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى ، وتوفي عن عمر يناهز 91 عاما في 15 فبراير 1982.