الثقافة

الشخصية الحقيقية وراء هانيبال ليكتر

يعد هانيبال ليكتر واحدًا من أكثر الشخصيات الخيالية الشريرة والمرعبة علي الإطلاق ، وقد أرعب رواد السينما وعشاق الكتب لأكثر من 30 عامًا ، ومع ذلك فإن ما يثير الخوف حقا هو أن شخصية أكل لحوم البشر كانت مقتبسة عن شخصية لقاتل حقيقي ؛ هو ألفريدو بالي تريفينو – طبيبًا مكسيكيًا – التقى بتوماس هاريس في الستينيات وترك انطباعًا قويًا لدى الكاتب الشاب .

في عام 1981 نشر توماس هاريس روايته الثانية “التنين الاحمر” ، وقدم إلي العالم هانيبال ليكتر في ثلاث روايات أخرى ، وخمس أفلام ، ومسلسل تلفزيوني ، وأصبح العالم مهووسًا بالشخصية الساحرة لهذا القاتل آكل لحوم البشر ، وظل هناك سؤال واحد يطارد المعجبين لفترة طويلة جدًا ، هل كانت شخصية هانيبال ليكتر مستوحاة من قاتل واقعي ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فمن هو ؟ تم طرح العديد من الأسماء على مر السنين ، و بالطبع كان هناك رجل واحد يعرف الإجابة ، لكن توماس هاريس فضل كتمان الأمر لتزداد المناوشات بين القراء .

مقدمة جديدة تكشف الشخصية الحقيقية

وكل ذلك تغير في عام 2013 ، عندما تم إصدار طبعة خاصة من رواية “صمت الحملان” بمناسبة مرور 25 عاما عليها ، وضمّ توماس هاريس مقدمة جديدة أثارت عشاق هانيبال ، ذكر فيها الكاتب أن شخصية ليكتر مستوحاة من قاتل مكسيكي غير معروف أُطلق عليه د.سالازار ، وقد التقى الاثنان في أوائل الستينيات عندما كان هاريس صحافيًا يكتب قصة عن ديكس أسكو سيمونز ، وهو قاتل أميركي يقضي فترة عقوبة في سجن مونتيري ، وأثناء زيارته إلى السجن المكسيكي ، علم هاريس أن سيمونز أُطلق عليه الرصاص أثناء محاولته للهرب ، وتم نقل الأمريكي إلى الدكتور سالازار الذي أجرى عملية جراحية لإنقاذ حياته ، وأراد هاريس مقابلة الجراح معتقدًا أن سالازار هو طبيب السجن ، فقد تلقّى تدريب طبي ولديه مكتب خاص داخل السجن .

عندما التقى الاثنان أخيراً ، صافح هاريس رجل صغير من ذوي الشعر الأحمر الداكن واثق وأنيق نوعًا ما ، بدأ الرجلين الحديث ، لكن سرعان ما فقد هاريس السيطرة على الحوار ، وبدأ سالازار التحقيق حول الصحفي ، وطرح أسئلة حول ضحايا سيمونز وإلقاء محاضرات حول طبيعة التعذيب ، وعندما انتهت المقابلة ، سأل هاريس المأمور عن المسار المهني لسالازار ، أجاب المسؤول مذهولا : إن الطبيب قاتل ! ويمكنه كجراح وضع ضحيته في صندوق صغير بشكل مدهش كما أنه مجنون و لن يغادر هذا المكان أبدًا .

من هو الدكتور سالازار؟

وبقي سؤال أخير رغم ذلك ؛ من هو الدكتور سالازار؟ فوفقًا لجريدة التايمز والمؤلف المكسيكي دييجو إنريكي أوسورنو ، كان اسم سالازار الحقيقي هو ألفريدو بالي تريفينو ، وكانت الأدلة قاطعة ، فقد كان تريفينو جراحًا وقاتلًا مدانًا ، وكان في السجن خلال الستينيات ، والأهم من ذلك ، أنه عالج ديكس أسكو سيمونز أثناء وجوده في السجن ، ولكن ماذا فعل الطبيب لينتهي أمره وراء القضبان ؟

في 9 أكتوبر 1959 تصارع تريفينو وصديقه كاستيلو رانجل ، ويقال إن رانجيل رفض إعطاء تريفينو المال رغم احتياجه الشديد ، ويزعم آخرون أن رانجل أراد إنهاء علاقتهم ، فضرب تريفينو رانجل وعندما فقد الوعي قطع حنجرته بمشرط ، وقطّعه إلى قطع صغيرة ووضع القطع في صندوق ، وقام تريفينو بدفن البقايا ، ولكن تم اكتشاف أمره في النهاية وحكم عليه بالإعدام ، ولحسن حظ تريفينو تم تخفيف عقوبته وغادر السجن في عام 2000 ، وواصل ممارسته الطبية كرجل حر ، وقام بمساعدة الفقراء حتى وافته المنية في عام 2009 ، وعلى الرغم من أعماله الجيدة ، فهناك احتمالات كبيرة أنه أحب تبادل القصص وتناول المشروبات مع آكل لحوم البشر المفضل للجميع .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى