الكعب العالي صنع في الأصل من أجل الجنود

يُنظر إلى الكعب العالي على أنه عنصر موضة وجاذبية وسمة للأزياء النسائية ، ونادراً ما ينظر إليه كحذاء عملي ، كما إنه يعتبر إضافة غير مريحة لخزانة الملابس ، ومع ذلك يروي تاريخ هذه الأحذية الغريبة الشكل قصة مختلفة .
تعود أقدم السجلات لوجود الكعب العالي إلى أواخر القرن السادس عشر ، وهما لوحتين تم رسمهما بين عامي 1591 و 1593 ، وتصور هاتين اللوحتين المحاربين الفارسيين على ظهور الخيل وهم يرتدون حذاء الموضة الحالية ، ويمكن العثور على القطعتين الفنيتين في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن ، وهما يلقيان الضوء علي الأصول الحقيقية لأحذية الكعب العالي .
محتويات
الكعب العالي للجنود
يعتقد المؤرخون حاليا أن الكعب العالي قد صنع بهذ الشكل لجعل مهمة ركوب الخيل أكثر سهولة ، ولم يكن الغرض من هذه الأحذية السفر سيرًا على الأقدام ولكنها صنعت بدلا من ذلك لتناسب وضع القدم بشكل مريح في ركاب الخيل ، وقد ثبت فعالية هذه الأحذية للجنود ، الذين تمكنوا من استخدام الكعبين للوقوف على ركابهم بأمان أكثر فوق الخيول ، وساعدهم الوقوف والاستقرار بمساعدة الحذاء علي استخدام القوس والسهم بكفاءة أكبر .
تم استخدام هذه الطريقة في ارتداء الكعب العالي لتقوية الجيش من قبل الإمبراطورية الفارسية ، وقد أثبتت نجاحها بشكل كبير ، وبحلول نهاية القرن السادس عشر ، أصبح الجيش الفارسي هو الأكبر في العالم ، وكانت الإمبراطورية الفارسية على وشك توسيع أراضيها تحت حكم الشاه عباس الأول ، الذي جاء إلى السلطة في فترة كانت البلاد فيها في حالة فوضي وضعف ، وهزمت الإمبراطورية الفارسية الأوزبكيين وأعادت ترسيم حدود البلاد واستمرت في التوسع إلى العراق بعد هزيمة العثمانيين ، وساعد هذا التوسع عباس الأول على السيطرة الكاملة على التجارة في المنطقة ، حيث وصلوا إلي النجاح من خلال استخدام الكعب العالي .
الكعب العالي زي رجالي للطبقة الأرستقراطية في أوروبا
فكيف تحولت إذن أحد أدوات الحرب العملية إلى واحدة من أكثر مظاهر الموضة انتشارَا ؟ لقد طلب عباس المساعدة من قوى أوروبا الغربية من أجل هزيمة العثمانيين ، وفي عام 1599 أرسل الدبلوماسيين الفارسيين إلى روسيا وألمانيا وإسبانيا ، مما أدى إلى تحول ثقافي في أوروبا ، حيث زاد الاهتمام بالأزياء الفارسية وخاصة أحذية الركوب ذات الكعب العالي ، وسرعان ما انتشرت موضة ارتداء الكعب العالي بين الطبقة الأرستقراطية الأوروبية ، ليصبح رمزا للقوة والذكورة ، وفي أوائل القرن السابع عشر أصبح الكعب العالي زي عصري للرجال للأثرياء .
الكعب العالي للنساء
وفى ثلاثينات القرن السابع عشر ، أصبح رائجا للمرأة تبني اتجاهات الموضة الذكورية ، فبدأت العديد من النساء بقص شعرهن ، واستعمال أنابيب الدخان وبالطبع ارتدين الكعب العالي ، وفي وقت لاحق خلال عصر التنوير ، اتجهت موضة الذكور إلي الأزياء والمظهر الأكثر عملية ، مما يعني تخلي الرجال عن المجوهرات والألوان الزاهية ، والكعب العالي .