هل هناك رائحة تنبعث في الفضاء !

يحتوي كوكبنا على بعض الروائح المميزة التي قد تتعرف عليها فور شمها ؛ مثل رائحة الأمطار المنعشة أو الأعشاب المقطوعة حديثًا أو نسيم البحر أو المياه الراكدة ، ولكن فى الفضاء يبدو الأمر مبهم .
محتويات
ماذا يعتقد رواد الفضاء ؟
في حين أنه من الواضح أن رواد الفضاء لا يستطيعون إدراك حقيقة الرائحة في الفضاء أثناء وجودهم به ، فقد ذكروا أن هناك رائحة تلتصق ببدلهم وتلحق بهم لدى عودتهم إلى داخل المحطة الفضائية أو الكبسولة ، ويذكر رواد الفضاء أنها تشبه رائحة شئ محروق مثل معدن ساخن ، شرائح لحم محروقة ، أبخرة الديزل أو أبخرة اللحام .
وتأتي هذه الرائحة في الغالب من شيء يسمى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات ، أو بمعني أخر أقل علمية النفس الأخير لبعض أكبر النجوم في المجرة ، فمع انهيار النجوم ، يحدث الكثير من التفاعلات الكيميائية والاحتراق داخلها ، وينتج عن هذه التفاعلات جزيئات ذات رائحة ، لكن ليس عليك الذهاب إلى الفضاء لإكتشافهم ، حيث تواجد على الأرض وخاصة في الفحم والنفط .
رائحة الأقمار والمذنبات
ووجد أيضا أن الكواكب المختلفة ، والأقمار ، والكويكبات ، والمذنبات لديهم أيضا روائح فريدة خاصة بهم تعتمد على ما يوجد في غلافهم الجوي ، وقد اقترب مسبار روزيتا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية مؤخرا من مذنب وكانت بلا شك تجربة لا تنسى وغير سارة ، واستناداً إلى عناصر الأمونيا ، وكبريتيد الهيدروجين ، والفورمالدهيد ، وثاني أكسيد الكبريت ، وسيانيد الهيدروجين ، والميثانول التي وجدها المسبار ، تمكن الباحثون من تحديد رائحته كشيء يشبه بول القطة ، والبيض الفاسد ، واللوز المر ، كما أنهم لاحظوا أن الجزيئات التي تسبب الرائحة تكون منخفضة التركيز ، لذا فمن غير المحتمل أن يتمكن البشر من رصد الرائحة فعليًا .
وعندما درست ناسا أحد أقمار زحل ، تيتان ، من خلال سلسلة من الاختبارات الطيفية ، وجدوا أنه يمكنهم محاكاة الرائحة على كوكبنا ، فقد أتاحت القراءات الدقيقة التي سجلها المسبار كاسيني معرفة ماهية الجزيئات في الضباب الكثيف الذي يحيط تيتان ، ووفقا لوكالة ناسا ، فإن رائحة تيتان مثل البنزين ، وهذا ليس مفاجئًا تمامًا ، نظرًا لأن أحد المكونات الرئيسية لجو تيتان هو البنزين ، وهو أحد العناصر الأكثر فتكًا في دخان السجائر ، وتركيزه العالى هو ما يعطي جو تيتان هذه الرائحة الخانقة والمسممة .
رائحة الرام أو التوت في الفضاء
وقد أشار معهد ماكس بلانك أيضًا إلى أن الفضاء كله لا يشبه رائحة الانبعاثات الجسدية أو الدخان القاتل أو البنزين فقط ، فقد رُصدت رائحة تشبه الرام أثناء دراسة سحابة غبار بالقرب من مركز المجرة ، أو التوت ، حسب وجهة نظرك ، حيث تحتوي السحابة على كمية عالية من فورمات الإيثيل ، المسؤولة عن إصدار قدر كبير من النكهة المميزة للرام والتوت ، في حين أن هناك جزيئات أخرى كافية لتخفيف الرائحة أو ربما لتغييرها تمامًا .