شخصيات

تشارلز بابيج الأب الروحي للكمبيوتر

يعرف تشارلز بابيج (1791-1871) بأنه أبو الكمبيوتر حيث كان واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تطوير تكنولوجيا الحوسبة الآلية ، وذلك بفضل عمله على تطوير نماذج أولية لآلات حوسبة ميكانيكية قابلة للبرمجة ، كما أنه كان كاتبًا غزير الإنتاج ، وكان له عدد كبير من الاهتمامات منها الرياضيات والهندسة والاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا ، كما كان له العديد من الاختراعات منها النظام البريدي الحديث في إنجلترا .

سنواته المبكرة

ولد تشارلز بابيج في 6 ديسمبر 1791 في ساري وكان الابن الأكبر بين أربعة أطفال ، ولكنه نجا هو وأخته ماري آن فقط من مرحلة الطفولة ، وكان والده بنجامين بابيج يعمل مصرفيًا ، وكانت عائلة بابيج ميسورة ، لذلك أرسلوا ابنهم الوحيد تشارلز إلى أفضل المدارس منها مدرسة إيكستير وإنفيلد وأكسفورد وفي النهاية التحق بكلية Trinity College بكامبريدج عام 1810 .

وفي الكلية قرأ بابيج عن الرياضيات ، وفي عام 1812 انضم إلى كلية بيتر هاوس في جامعة كامبريدج ، حيث أصبح عالمًا في الرياضيات ، وأثناء وجوده في بيتر هاوس شارك في تأسيس جمعية التحليل وهو مجتمع علمي غير رسمي ، وتخرج بابيج من بيتر هاوس في عام 1814

حياته الشخصية

تزوج بابيج من جورجيانا وايتمور في تيغنماوث في 2 يوليو 1814 ، ولكن والده كان يريده أن ينتظر حتى تتحسن أموره المالية ، وبالرغم من ذلك وعده بمنحه مبلغ 300 جنيه استرليني مدى الحياة ، وقد أنجب بابيج ثمانية أطفال ، ولكن توفي منهم خمسة قبل سن البلوغ

اختراع “محرك الفرق “

بعد تخرج بابيج من الجامعة أصبح محاضرًا في المعهد الفلكي ، وتم انتخابه لزمالة الجمعية الملكية عام 1816 ، وفي أوائل القرن التاسع عشر كانت الجداول الملاحية والفلكية مزدهرة مع ازدهار العصر الصناعي ، وكان يتم استخدامه لحساب الوقت والمد والجزر والتيارات البحرية ومواقع الشمس والقمر والرياح وغيرها .

وقد كانت الجداول تنشأ باليد ، لذلك كان إنشاؤها يعتبر عمل شاق ، كما أن الجداول غير الدقيقة كانت تؤدي لحدوث تأخير كبير في مواعيد السفن وحتى فقدان بعض السفن .

لذلك بدأ بابيج بإنتاج آلة تعمل على إنشاء تلك الجداول بشكل ميكانيكي في عام 1819 ، وبحلول عام 1923 أعلن أنه توصل لاختراع ألة تستطيع الحساب حتى 20 منزلًا عشريًا .

وفي عام 1827 توفت زوجته وأيضًا والده واثنين من أولاده ، وقد ورث من والده مبلغ 100 ألف جنيه استرليني ، وبهذا المبلغ استطاع بابيج أن يكرس حياته لآلته .

الدعم الحكومي

أراد بابيج أيضًا أن يبني ألة حسابية تتحرك بالبخار أو بمكرنك يدوي ، وبعد أن قام ببناء النماذج الأولية لمحرك الفرق في عام 1823 ، قامت الحكومة بتمويل مشروعه .

قام بابيج ببناء عدة نماذج من محرك الفرق ، ولكن بالرغم من النجاحات الجزئية التي حققها ، فقد توقفت الحكومة عن تمويل المشروع في عام 1832 ، ثم توقف المشروع نهائيًا في عام 1842 بعد مرور عقد دون أن يحقق بابيج أي تقدم ملحوظ .

 المحرك التحليلي

توقف بابيج عن العمل في محرك الفرق بحلول عام 1834 ، وبدأ بالتخطيط لعمل آلة أكبر وأكثر شمولية ، تسمى المحرك التحليلي ، وكانت آلة بابيج الجديدة بمثابة خطوة هائلة للأمام ، حيث كانت قادرة على عمل أكثر من مهمة رياضية ، وبمعنى أخر ما نسميه اليوم البرمجة .

ولكن الإمكانيات التكنولوجية والهندسية المتاحة في تلك الفترة لم تكن كافية لإنتاج آلة أكثر دقة ، لذلك لم ينتج بابيج إصدارات مختلفة من المحرك التحليلي .

لقاء أدا لوفلايس

قابلت بابيج أدا بايرون (1815-1852) ، ابنة الشاعر لورد بايرون وكونتيسة لوفليس في 5 يونيو 1833 ، وكانت حينها تبلغ من العمر 17 عامًا ، وقد حضرت آدا ووالدتها إحدى محاضرات بابيج ، وبعد بعض المراسلات ، دعاها بابيج لرؤية نسخة صغيرة من محرك الفرق ، وكانت آدا مفتونة باختراعاته ، وطلبت منه أن تحصل على نسخ من مخططات إنشاء محرك الفرق .

 وفاته

توفي بابيج في منزله بلندن في 18 أكتوبر 1871 ، واستمر ابنه هنري في استكمال عمله ، ولكن هنري لم يكن قادرًا على أن ينتج آلة تعمل بشكل كامل .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى