عام

الكانيون (الأخدود) أحد الظواهر الطبيعية المدهشة

تُطلق كلمة  كانيون على الوادي العميق الضيق ذات الجوانب شديدة الانحدار ، وكلمة كانيون مشتقة من الكلمة الإسبانية cañon  والتي تعني الأنبوبة أو الماسورة .

من أهم العوامل التي تعمل على تكوين هذه الظاهرة الطبيعية وتعمل على نحت هذه الأودية هي حركة الأنهار وعوامل الجو والطقس والتعرية ، والنشاط التكتوني لطبقات القشرة الارضية .

كانيون ( وادي ) الأنهار

النوع الأكثر شيوعاً من هذه الأودية هو على الأرجح كانيون النهر أو  الوادي النهري ، حيث يُمكن أن ينخفض ​​ضغط المياه في النهر إلى قاع النهر ، فيتم نقل الرواسب من قاع النهر إلى أسفل ، مما يخلق قناة عميقة وضيقة .

وتُعرف الأنهار التي تقع في أسفل الوديان العميقة باسم الأنهار الراسخة ، فهي متحصنة لأنها على عكس الأنهار في السهول الواسعة المُسطحة ، فلا تتعرقل ولا تُغير مسارها .

تم تشكيل جراند كانيون الصيني أو الأخدود العظيم العصيني منذ ملايين السنين وهي منطقة تقع في جنوب غرب الصين بواسطة نهر يارلونغ زانجبو ، وهذا الوادي هو الأعمق في العالم ، حيث أنه يمتد في بعض الأماكن إلى أكثر من 300 متر من الأعلى إلى الأسفل ، ويعتبر هذا الوادي أيضًا واحدًا من أطول الأودية في العالم ، حيث يبلغ طوله حوالي 500 كيلومتر أي 310 ميل .

عوامل الطقس والتعرية

عوامل الطقس والتعرية يسهمان بشكل كبير في تكوين الأودية ، في فصل الشتاء  يتسرب الماء إلى الشقوق الموجودة في الصخر ، وتتجمد المياه داخل الشقوق مما يؤدي إلى زيادة حجم الشقوق  ، مما يؤدي إلى تآكل أجزاء من الحجر في هذه العملية ، وخلال فترة وجيزة مع الأمطار الغزيرة يندفع الماء إلى أسفل الشقوق  مما يؤدي إلى تآكل المزيد من الصخور والحجارة ، وكلما انهارت الصخور وانخفضت ينمو الوادي على نطاق أوسع .

عندما تحدث هذه العملية في الصخور الناعمة  مثل الحجر الرملي ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلق الأودية ذات الفتحة الضيقة والعميقة جداً ، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون هذا الوادي الصغير أقل من متر في العرض ، ولكن عمقه يصل إلى مئات الأمتار ، هذه الأودية يُمكن أن تكون خطيرة ، فجوانبها عادة ما تكون سلسة جداً وصعبة في التسلق .

وقد تتطور بعض الأودية ذات الصخور الصلبة الكامنة إلى منحدرات وحواف بعد أن تضعف صخورها السطحية الرقيقة ، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تتطور حضارات كاملة حول هذه الحواف ، حيث اتخذت دول أمريكا الأصلية  مثل الهوبي ونافاجو هذه الحواف كمساكن تضم مئات الأشخاص ، وتُسمى الأودية الصخرية الصلبة التي تكون مفتوحة في أحد طرفيها الأودية المربعة ، وغالبًا ما استخدم شعب الهوبي ونافاجو هذه الأودية للأغنام والأبقار .

النشاط التكتوني

يتم تشكيل الوادي أيضا من خلال النشاط التكتوني ،حيث يؤدي النشاط التكتوني إلى ارتفاع مساحة قشرة الأرض أعلى من الأرض المحيطة وهذه العملية تسمى الارتقاء التكتوني الذي يؤدي إلى خلق الهضاب والجبال والأنهار التي تخترق هذه المناطق المرتفعة من الأرض وتخلق الأودية العميقة ، إن جراند كانيون (الأخدود العظيم) في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة هو نتاج النشاط التكتوني ، ويصل طوله إلى 447 كيلومترًا ويعتبر أكبر وادٍ في الولايات المتحدة .

الأهمية الكبيرة للوديان

الوديان عبارة عن مجلات صامتة من تاريخ المنطقة على مدى آلاف أو ملايين السنين ،  من خلال دراسة الطبقات المكشوفة من الصخر في جدار الوادي  يمكن للخبراء أن يتعلموا كيف تغير المناخ وأي نوع من الكائنات الحية كانوا في هذه المنطقة وفي أي وقت ، على سبيل المثال  اكتشف الجيولوجيون الذين درسوا طبقات من الصخور في ممر نهر كولومبيا في الولايات المتحدة في واشنطن أن أقدم الصخور هناك يبلغ عمرها 17 مليون سنة على الأقل ، ووجدوا أيضاً العديد من صخور البازلت السوداء الداكنة مما جعل الجيولوجيون يقروا أن هذه الصخور تشكلت عندما اندلعت البراكين وانسكبت حممها على الأرض .

كما تعتبر الأودية مهمة أيضًا في علم الحفريات ، أو دراسة الحفريات ، وغالباً ما يتم الحفاظ على الحفريات بشكل أفضل في المناطق الجافة والساخنة ، فبما أن الأودية عادة ما تتشكل تحت نفس الظروف ، فهي أماكن جيدة لفحص الحفريات .

الأودية البحرية

تقع العديد من أعمق الأودية تحت المحيط ، أيضاً تم نحت بعض الأودية بالأنهار التي تدفقت خلال الفترات التي كان مستوى سطح البحر فيها أقل ، فنجد أن وادي هدسون يمتد إلى 750 كيلومتراً في المحيط الأطلسي ، وتنمو أيضًا الأودية عندما تتجمع التيارات البحرية القوية التي قامت بنحت الأودية العميقة في قاع المحيط .

وتشكيل بعض الأودية البحرية لا يزال لغزاً ، مثل مونتيري كانيون وهو وادي بحري عميق يقع في ساحل ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، ويبلغ طوله 152 كيلومتراً و 3.2 كيلومتر في العمق ، ولكن ما زال علماء الجيولوجيا غير متأكدين من كيفية تشكل مونتيري كانيون ، إحدى النظريات تقول أن الوادي كان يتكون من منفذ قديم لنهر ساكرامنتو ، وهناك نظرية أخرى تقول أنها تشكلت من خلال النشاط التكتوني

عُمق الأودية التي تقع في قاع المحيطات يجعل من الصعب استكشافها ، لذلك يستخدم العلماء عادة المركبات التي تعمل عن بعد لإجراء الدراسات ، وفي بعض الأحيان يمكنهم استخدام الغواصات ، كما يستخدم معهد مونتيري باي لأبحاث الأحياء المائية سيارة تسمى فينتانا لاستكشاف مونتري كانيون ، والتي مكنت العلماء من اكتشاف أنواعًا جديدة من الكائنات الحية التي تعيش في الوادي .

المراجع:

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى