المغامرة المذهلة لصحفية التحقيقات نيللي بلاي

تصدرت صحفية التحقيقات نيللي بلاي عناوين الصحف في ثمانينيات القرن التاسع عشر عندما أودعت بمصحة نفسية عن عمد حتى تتمكن من عمل تقرير عن الظروف من الداخل من وجهة نظر المرضى .
محتويات
دخول نيللي في مجال الصحافة
ولدت نيللي بلاي واسمها الحقيقى إليزابيث جين كوشران في ولاية بنسلفانيا عام 1864 ، وفي عام 1885 عندما كانت تبلغ من العمر 18 عامًا ، بدأت نيللي مسيرتها الصحفية عندما كتبت رداً شديد اللهجة على مقال في صحيفة يهاجم المرأة العاملة ويصفها بالمسخ ، وهو ما أبهر رئيس تحرير الصحيفة فطلب منها الحضور لمقابلته ، فذهبت نيلي إلى مكتبه وتم توظيفها على الفور ، وقررت أن تستخدم اسم نيللي بلاي كإسم مستعار ، حيث كان من غير اللائق آنذاك أن تعمل المرأة نظير أجرًا .
كانت نيلي من أشد المؤيدين لحقوق المرأة ، وبدأت حياتها المهنية بكتابة تقارير عن التعصب ضد المرأة ، كما قامت بالعديد من التحريات عن محن النساء العاملات في المصانع ، ومن الواضح أن كتاباتها أزعجت بعض المسؤليين حتى أجبرها رئيس التحرير في النهاية على الإبتعاد عن السياسة والكتابة حول قضايا المرأة التقليدية وأمور البستنة .
تظاهر نيللى بالجنون ودخولها مصحة نفسية
قدمت نيللي استقالتها ، وغادرت بيتسبرج وانتقلت إلى نيويورك ، ثم حصلت على وظيفة في صحيفة تدعى The World ، وقد أعجب رئيس التحرير بوجهة نظرها ، وتحداها أن تقدم له قصة من شأنها أن تثبت للجميع جديتها كصحفية ، فاقترحت نيلي الدخول متخفية في مصحة نفسية من خلال التظاهر بأنها مريضة عقليًا ، حتى تتمكن من الإبلاغ عن الظروف من الداخل ، وقد أيد محررها الفكرة وشجعها على تنفيذها .
بدأت نيللي في إرتداء ثيابا ممزقة ، وتوقفت عن تنظيف أسنانها وعن الاستحمام وبدأت تتجول وعلى وجهها نظرات ذاهلة وشاردة ، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تم تشخيص حالتها بالجنون وإيداعها فى مصحة .
وصلت نيللي إلى مصحة في جزيرة بلاكويل ، ولم يكن من قبيل الصدفة ، فقد كانت جزيرة بلاكويل معروفة في ذلك الوقت بسمعة مروعة ، فقد زار تشارلز ديكنز المكان في أربعينيات القرن التاسع عشر ووصف الحالة المزرية والبائسة للمرضى ، لذلك كانت لدى نيللي فكرة جيدة عما قد تلاقيه هناك .
المعاملة القاسية والظروف الصحية السيئة
قضت نيللي 10 أيام في جزيرة بلاكويل ، تعاني من الطعام المتعفن ، وسط القيود والظروف الصحية السيئة والعاملين القساة ، وقد ذكرت نيللي أنها عانت من التعذيب على أيدي الموظفين ، عندما ألقوا ثلاثة دلاء من الماء فوق فمها لجعلها تختبر الإحساس بالغرق .
ولاحظت نيللي أن الكثير من النساء هناك لم تكن مجنونات ، وكان معظمهن من المهاجرات اللواتي لا يستطعن التحدث باللغة الإنجليزية أو النساء المعدومات ، وقد ينتهي الأمر بجنونهن بعد أن أجبروا على تحمل الظروف القاسية في المصحة .
نجاح التجربة وإغلاق المصحة
بعد أن خرجت نيللي من الملجأ ، كتبت كتابًا عن تجاربها واسمته “عشرة أيام في منزل مجنون” ، وتم إجراء تحقيق حول ظروف المصحة ومع الخبراء هناك الذين خدعوا بسهولة من خلال حيلة نيللي ، وأدت تجربة نيللي إلى زيادة قدرها 1.000.000 دولار في ميزانية إدارة المؤسسات الخيرية العامة ، وإغلاق مصحة جزيرة بلاكويل نهائيًا في عام 1894 .
عاشت نيللي حياة طويلة ومثيرة للاهتمام ، فكانت ناشطة نسوية في وقت كانت النساء فيه يمتلكن القليل من الحقوق ، وطرحت الأسئلة التي لم يرغب أي شخص في طرحها ووقفت بجانب الضعفاء ، وعندما توفيت في عام 1922 كانت أفضل مراسلة صحفية في وقتها .