الكولوسيوم

يقع إلى الشرق من المنتدى الروماني ، المدرج الحجري الضخم المعروف باسم الكولوسيوم الذي تم بنائه من قبل الإمبراطور فيسباسيان كهدية للشعب الروماني ، في عام 80 افتتح تيتوس ابن فيسباسيان الكولوسيوم والمعروف رسمياً باسم مدرج فلافيان ، تم فيه إقامة العديد من الألعاب بما في ذلك المصارعة ومعارك الحيوانات البرية ، بعد أربعة قرون من الاستخدام النشط سقطت الساحة الرائعة نتيجة الإهمال ، وظلت تستخدم حتى القرن الثامن عشر كمصدر لمواد البناء ، على الرغم من أن أكثر من نصف الكولوسيوم الأصلي قد تم تدميره بمرور الوقت إلا أن المدرج لا يزال مقصدًا سياحيًا شهيرًا ، بالإضافة إلى أنه رمزًا لروما وتاريخها الطويل .
محتويات
الأصول التاريخية للكولوسيوم
بعد أن استولى الإمبراطور الروماني نيرو على الحكم في عام 68 ، أدى سوء حكمه وتجاوزاته إلى نشوب سلسلة من الحروب الأهلية ، حيث قام ما لا يقل عن أربعة أباطرة باحتلال العرش في السنة المضطربة بعد وفاة نيرون ، حاول هؤلاء الأباطرة أن يخففوا من حدة تجاوزات المحكمة الرومانية واستعادة سلطة مجلس الشيوخ وتعزيز الرفاهية العامة ، فقام الإمبراطور فيسباسيان ببناء مدرج جديد حيث يمكن للجمهور التمتع بمصارعة المحاربين وأيضاً مصارعة الحيوانات وغيرها من أشكال الترفيه ، بعد ما يقرب من مرور عقد على بناء هذا المدرج ، قام الإمبراطور تيتوس بعمل مهرجان داخل الكولوسيوم يتضمن 100 يوم من الألعاب ، تم الانتهاء من المراحل النهائية من بناء الكولوسيوم تحت حكم شقيق تيتوس وخليفته الإمبراطور دوميتيان .
وصف تفصيلي للكولوسيوم
يبلغ حجم الكولوسيوم نحو 620 قدمًا أي 515 مترًا ، وكان الكولوسيوم أكبر مدرج في العالم الروماني ، على عكس العديد من المدرجات السابقة التي تم حفرها في سفوح التلال ، كان الكولوسيوم عبارة عن هيكل قائم بذاته مصنوع من الحجر والخرسانة ، كان للجزء الخارجي المميز ثلاثة طوابق من المداخل المدعومة بأعمدة شبه دائرية ، كل طابق مُميز بأعمدة مختلفة في شكلها وزخرفتها عن أعمدة الطوابق الأخرى ، يقع بالقرب من المدخل الرئيسي للكولوسيوم قوس قسطنطين ، الذي بُني في عام 315 تكريمًا لانتصار قسطنطين الأول .
في الداخل كان الكولوسيوم يتسع لأكثر من 50000 متفرج ، ربما تم ترتيبهم حسب ترتيب اجتماعي وطبقي ، تم رفع المظلات من المقصورة الرئيسية من أجل حماية الجمهور من الشمس الرومانية الساخنة أثناء مشاهدتهم لمعارك المصارعة والصيد ومعارك الحيوانات البرية ، كانت الغالبية العظمى من المقاتلين الذين حاربوا أمام جمهور الكولوسيوم في روما القديمة من الرجال ، على الرغم من وجود بعض المصارعات الإناث ، كان المصارعون عمومًا عبيدًا أو أسرى الحرب .
الكولوسيوم على مر القرون
كان الكولوسيوم شاهداً على حوالي أربعة قرون من الاستخدام النشط ، حتى نضالات الإمبراطورية الرومانية الغربية والتغيير التدريجي في الأذواق العامة وضع حداً لمناهج المصارعين وغيرها من وسائل الترفيه العامة الكبيرة ، بحلول القرن السادس الميلادي تدهور حال المدرج وأصابه التلف بسبب الظواهر الطبيعية مثل البرق والزلازل ، في القرون التالية تم التخلي عن الكولوسيوم بالكامل وتم استخدامه كمحجر للعديد من مشاريع البناء ، بما في ذلك كاتدرائيتي القديس بطرس والقديس يوحنا لاتران وتحصينات الدفاع على طول نهر التيبر ، ولكن في بداية القرن الثامن عشر سعى العديد من الباباوات إلى الحفاظ على الساحة كموقع مسيحي مقدس .
بحلول القرن العشرين ، دمر كلاً من الطقس والكوارث الطبيعية والإهمال والتخريب ما يقرب من ثلثي الكولوسيوم الأصلي بما في ذلك جميع المقاعد الرخامية في الساحة وعناصرها الزخرفية ، بدأت جهود الترميم في تسعينات القرن الماضي واستمرت على مرّ السنين حيث ما زال الكولوسيوم يُعد نقطة جذب رئيسية للسياح من جميع أنحاء العالم .