شخصيات

بيرل مركام أول سيدة تقود طائرة فوق المحيط

كانت بيرل مركام  طيارة وكاتبة ومدربة خيول بريطانية-كينية ، وعلى الرغم من أنشطتها المختلفة إلا أنها اشتهرت بكونها أول امرأة تطير بدون توقف عبر المحيط الأطلسي من الشرق إلى الغرب ، وقد كتبت مذكراتها تحت عنوان ” إلى الغرب مع الليل ” وكانت من أكثر الكتب مبيعًا .

حياتها المبكرة

انتقلت بيريل  وهي في سن الرابعة مع والدها تشارلز كلاتيربوك إلى شرق إفريقيا البريطانية وبالتحديد إلى كينيا ، وكن والتدتها كلارا لم تسافر معهم وكذلك أخيها الأكبر ليبريل ريتشارد ، وكان تعليم بيريل في مرحلة الطفولة متقطعًا ولكنه أمضت وقتًا في الصيد واللعب مع الأطفال المحليين .

وكانت بيريل سعيدة لفترة وكان والدها يملك مزرعة لتربية خيول السباق ولذلك عملت بيريل في تدريب الخيول عندما كانت في السابعة عشر من عمرها ، ولكن والدها وقع في مشاكل كبيرة وفقد ثروته وهرب من كينيا إلى بيرو وترك بيريل خلفه .

ولكن بيريل لم تستسلم للمشاكل وبدأت مهنتها كمدربة خيول ، وفي عام 1920 وهي في سن الثامنة عشر ، أصبحت أول سيدة في كينيا تحصل على رخصة مدربة خيول السباق .

علاقاتها الرومانسية

كانت الشابة بيريل موضع اهتمام كبير وقد تزوجت كابتن جوك بيرفيز ، ولكنها انفصلت عنه بعد فترة وجيزة ، ثم تزوجت في عام 1926 من رجل ثري يسمى مانسفيلد مركام ، الذي أخذت منه لقبها الذي حملته لبقية حياتها ، وقد أنجبت منه ابن واحد هو جيرفاس ، ولكن علاقتها مع ابنها كانت معقدة وغالبًا ما كانت باردة طوال معظم حياتها .

التحقت بيريل بمجموعة تسمى “مجموعة الوادي السعيد” وظلت معهم معظم الوقت ، وهي مجموعة من المغامرين الإنجليز ومعظمهم من الأغنياء الذين استقروا في أفريقيا وتحديدًا في كينيا وأوغندا اليوم ، وكانت هذه المجموعة سيئة السمعة بسبب نمط حياتها المتدهور ، حيث إنهم كانوا يتناولون المخدرات ويتميزوا بالإسراف وغيرها من الأمور المشينة في تلك الفترة ، وعلى الرغم من أنها لم تكن غنية أو كانت تحمل ما يكفي لتكون جزءًا من المجموعة ، فقد أمضت بيريل وقتًا مع العديد من أعضائها وتأثرت بأسلوب حياتهم .

وفي عام 1929 ، بدأت علاقة بيريل مع الأمير هنري دوق غلوسستر والابن الثالث للملك جورج الخامس تشكل مسألة عامة ، حيث كانت هناك أيضا شائعات بأنها كانت متشابكة عاطفيا مع شقيقه الأكبر إدوارد الذي كان سيئ السمعة ، وربما كانت هذه الشائعات حول إدوارد وبيريل مؤشراً لأمور مقبلة ، فنزعة إدوارد للرومانسية أدت في النهاية إلى أزمة خلافة في المملكة المتحدة ، عندما اختار التنازل عن العرش للزواج من المطلقة الأمريكية واليس سيمبسون وعلى الرغم من أن هنري لم يكن سوى الابن الثالث للملك ، إلا أن العائلة المالكة البريطانية رفضت زواجه من بيريل ، وعلى الرغم من أن السبب وراء فراق بيرل وهنري في النهاية غير معروف ، فقد كان يعتقد على نطاق واسع أن عائلته فرقتهما  .

بعد ذلك تعرفت بيريل على دينيس فينش هاتون أحد النبلاء الإنجليز وقد كان صيادًا وطيارًا جريئًا وصل إلى أفريقيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وقد دعاها في عام 1930 للذهاب معه في رحلة جوية ، ولكنها رفضت الذهاب بعد أن نصحها مدرب الطيران توم كامبل بلاك بعدم الذهاب ، وقد أنقذت تلك النصيحة حياتها حيث تحطمت طائرة دينيس مما أدى إلى مقتله .

مهنة الطيران

بعد حادث دينيس انخرطت بيريل في دروس الطيران ، وعملت كطيارة إنقاذ كانت تتابع المستكشفين الذين يذهبون في رحلات السفاري إلى كينيا وتنقذهم إذا تعرضوا لأي أزمات ، ولكن كان أهم إنجاز لها هو رحلتها عبر الأطلسي في سبتمبر 1936 ، وقبل ذلك لم تكن أي امرأة قد قامت برحلة جوية بدون توقف من أوروبا إلى أمريكا الشمالية وبذلك تم تسجيلها كرائدة في مجال الطيران .

وفي ثلاثينيات القرن العشرين انتقلت إلى كاليفورنيا حيث التقت بزوجها الثالث الكاتب راؤؤل شوماخر ، وكتبت مذكراتها خلال فترة وجودها في الولايات المتحدة ، ولكنها في ذلك الوقت لم تلقى اهتمامًا .

حياتها اللاحقة

في النهاية ، عادت بيريل إلى كينيا ، التي كانت تعتبرها منزلها الحقيقي ، وبحلول أوائل الخمسينات من القرن العشرين ، عادت للعمل كمدرسة تدريب خيول بارزة ، وظلت تكافح من الناحية المالية ، ولم تكن سيرتها معروفة بعد ذلك حتى عام 1983  ، عندما أعيد نشر سيرتها الذاتية ، بواسطة صحفي من وكالة أسوشيتد برس وبحلول ذلك الوقت ، كانت بيريل مسنة وفقرية ، ولكن الدعاية والمبيعات حول إعادة إطلاق الكتاب كانت كافية لحصولها على أموال تضمن لها أسلوب حياة مريح حتى توفيت في نيروبي عن عمر 83 عام 1986 .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى