كيف يبدو الليل والنهار على سطح القمر

تنبأ فيلم “تدمير كل الوحوش”وهو فيلم خيال علمي كلاسيكي أنتجته أستويوهات توهو اليابانية أن البشر سوف يستعمرون القمر بحلول عام 1999 ، وغني عن القول أن هذا لم يحدث بعد مرور كل تلك السنوات ، ولكن كانت هناك محادثات جادة حول بناء مستوطنة دائمة على القمر ، على سبيل المثال تم إصدار ورقة علمية في عام 2016 تقول أنه يمكن الانتهاء من بناء قاعدة صغيرة على القمر بتكلفة 10 مليارات دولار ويمكن أن ينتهي بناؤها بحلول عام 2022 .
ولكن تخيل كيف ستكون حياة المستوطنين هناك ، حيث أنه من بين الأمور التي يجب أن يتعودوا عليها هي الليالي الطويلة الباردة على سطح القمر ، لذلك إذا كنت تحلم بالسفر للعيش في تلك المستعمرة ، فسوف نعطيك دليل قصير عن طبيعة الليل والنهار على القمر .
محتويات
المراحل والوجوه
لا يوجد جانب مظلم بشكل دائم من سطح القمر ، ولكن يوجد جانب واحد فقط من أوجه القمر يواجه الأرض باستمرار ، حيث يستغرق القمر حوالي 27.32 يوم لإتمام دوره كاملة حول كوكب الأرض ، وهو تقريبًا نفس الوقت الذي يستغرقه القمر لإتمام دورة كاملة حول محوره ، وهذا يفسر لماذا يواجه جانب واحد من القمر الأرض دائمًا ، ولماذا يوجد حوالي 41% من القمر لا يمكن للفلكيين رؤيته .
وبغض النظر عن مكان القمر ومداره في أي لحظة ، فإن نصفه يتعرض لإضاءة الشمس بشكل كلي ، ويحدد موضع القمر بين الأرض والشمس ما يعرف بمراحل القمر .
فعندما يكون كلًا من القمر والشمس على خط واحد والقمر في المنتصف بين الشمس والأرض ، فإن الجانب القريب من القمر لا يصل إليه أي ضوء من الشمس ويبدو لنا في الأرض مظلم ، وهذه المرحلة تسمى “القمر الجديد ” .
أما البدر فيحدث عندما يكون القمر والشمس على جانبي الأرض ، فتستفيد الأرض من ضوء الشمس كاملًا دون عوائق وبالتالي يضيء جانب القمر المواجه للأرض بأكمله .
رحلة طويلة إلى الليل
إذا استخدمنا اليوم الأرضي لقياس الوقت الذي يستغرقه القمر لمواجهة الشمس بعد أن يكمل دورة كاملة حول الأرض ، فإن اليوم القمري يستمر لمدة 29.5 يوم من أيام الأرض ، وهذا يعني أنه – في كل مدار – يحصل القمر على ما يزيد قليلاً عن أسبوعين من ضوء النهار متبوعًا بكمية مساوية من الليل ، أو بعبارة أخرى ، فإن أي بقعة محددة على سطح القمر تشهد أسبوعين من ضوء النهار المتواصل يتبعها أسبوعان من الظلام المستمر .
وهناك استثناء مثير للاهتمام بالقرب من قطبي القمر ،حيث تميل زاوية دوران الأرض حول محورها بمقدار 23.5 ، ولكن القمر يميل بدرجة أقل تبلغ 1.6 درجة فقط ، وبالقرب من أقطاب القمر يوجد حفر عميقة لم ترى قاعدتها ضوء الشمس منذ أكثر من ملياري عام ، لذلك فإن هذه النقط حرفيًا هي “حيث لا تشرق الشمس” .
بدون وجود غلاف جوي للقمر يحافظ عليه من تقلبات درجات الحرارة ، نرى أن درجة الحرارة على القمر تتقلب بشكل جنوني خلال الانتقال من النهار إلى الليل ، فيمكن أن تصل درجات الحرارة على سطح القمر إلى 260 درجة فهرنهايت (127 درجة مئوية) أثناء فترة وصول ضوء الشمس إليه ، ولكن عندما يصبح مظلمًا فإن درجة الحرارة قد تنخفض إلى -280 درجة فهرنهايت(-173 درجة مئوية ) .
وبالرغم من وصول الرحلات إلى سطح القمر إلا أيًا من هذه البعثات لم يتحدث عن درجات الحرارة على القمر لأنهم كانوا يصلون هناك بعد الفجر القمري مباشرة ، أي عندما يكون القمر مضاء ولكن درجة الحرارة السطحية لم تصل إلى ذروتها بعد – فتوقيت هبوط الرحلات على القمر مهم .
ظاهرة الوميض
هناك نقطة أخرى يجب أن تعرفها أنه عندما تعيش على القمر وتنظر إلى النجوم ، فإنك لن تراها متلألئة مثلما نراها على سطح القمر ، وذلك لأن الوميض أو ما يسمى ب “التلألؤ الفلكي” هو ظاهرة وهمية تحدث بسبب الغلاف الجوي للأرض ، وبما أن القمر ليس له غلاف جوي فإن ظاهرة الوميض لا تحدث عليه .
ولكن من يعلم ؟ ربما يستقر المستوطنون قريبًا على سطح القمر ويستمتعون بليلة قمرية مليئة بالنجوم غير الوامضة ، فهم لا يريدون سوى حزم أمتعتهم والسفر للخارج !