شرح مصطلح التلاعب العقلي

التلاعب العقلي “Gaslighting” هو أسلوب متقن وخبيث من الخداع والتلاعب النفسي ، وعادة ما يمارسه مخادع واحد ، أو “gaslighter” ، على ضحية واحدة على مدى فترة زمنية ممتدة ، ويتمثل أثره في تقليل ثقة الضحية تدريجيًا في قدرته على تمييز الحقيقة من الباطل ، أو الصح من الخطأ ، أو إدراك حقيقة الأمور ، مما يجعله معتمدًا بشكل مرضي في تفكيره أو مشاعره على الشخص المخادع “gaslighter” ، وكجزء من هذه العملية ، يتضرر احترام الذات لدى الضحية بشدة ، ويصبح بالإضافة معتمدًا على الشخص المخادع من أجل الدعم العاطفي والتحقق من صحة الأمور .
محتويات
الغرض وراء هذا السلوك
وفي بعض الحالات ، يكون الغرض المقصود من هذه التصرف هي حرمان الضحية من سلامة عقله ، وهذه الظاهرة معروفة في علم النفس السريري كشكل من أشكال الإساءة النرجسية ، التي يحاول فيها النرجسيين المتطرفين تلبية حاجتهم المرضية للتقدير والتأييد المستمر ( أي من أجل الدعم النرجسي) ، عن طريق تحويل الأفراد الضعفاء إلى عبيد فكريًا وعاطفيًا ، وبصورة متناقضة يحتقر النرجسيون خضوع ضحايهم ، ولأن المخادع هو نفسه مضطرب نفسيًا ، فهو غالبًا لا يدرك تمامًا ما يفعله أو لماذا يفعله .
متي ظهر هذا المصطلح ؟
اشتق هذا المصطلح من عنوان رواية مسرحية بريطانية عرضت عام 1938 بعنوان Gas Light ، والتي أنتجت فيما بعد كفيلم بنفس الاسم Gaslight في المملكة المتحدة عام 1940 ، ثم في الولايات المتحدة عام 1944 .
كيف يقوم المخادع بالتلاعب بعقل الضحية ؟
صورت هذه الأعمال الدرامية بشكل واضح ، وبسيط إلى حد ما ، بعض العناصر الأساسية لهذه التقنية من التلاعب العقلي ، والتي قد تشمل التصرفات التالية :
– محاولة إقناع الضحية بحقيقة شيء قد يبدو غريب أو مشين بالفطرة من خلال الإصرار بقوة عليه أو عن طريق تجميع أدلة سطحية وظاهرية .
– محاولة الإنكار بشكل قاطع أن أحدًا قد قال أو فعل شيئًا من الواضح أنه قد قاله أو فعله .
– رفض التصورات أو المشاعر المعارضة لدى الضحية واعتبارها غير مقبولة أو مرضية .
– التشكيك في المعرفة وإدانة دوافع الأشخاص الذين لديهم وجهة نظر تتناقض مع الشخص المخادع .
– عزل الضحية تدريجيًا عن مصادر مستقلة للمعلومات أو أي إمكانية للتحقق منها بما في ذلك الوصول لأشخاص آخرين .
– التلاعب بالبيئة المادية المحيطة لحث الضحية على الشك في صحة ذاكرته أو إدراكه .
وكما ظهر في المسرحية والأفلام ، على سبيل المثال ، يدفع الزوج المخادع زوجته إلى حافة الجنون من خلال إقناعها بأنها مصابة بالهلع ، وأنها فقط تتخيل سماع أصوات في العلية ، ورؤية ضوء خافت لمصباح غاز في منزلها ، وكان سبب هذه الضوضاء والضوء في الواقع هو قيام الزوج بالبحث عن جواهر عمتها المفقودة .