اختبار جديد للدم يكشف عن التوقيت الدقيق لساعة الجسم الداخلية

سيتمكن الأطباء من قياس الإيقاع اليومي الخاص بكل مريض وتحديد ما إذا كانت ساعتهم الداخلية متزامنة مع الوقت الخارجي ، فجميعنا اختبر هذا الشعور بالخمول عندما تشير الساعة إلى منتصف الظهيرة ، في حين تخبرنا أجسامنا بأننا في منتصف الليل ، وقد اتضح أن الأمر لا يتعلق بأدمغتنا فقط ، فقد طور أطباء باحثون في جامعة نورث وسترن اختبارًا جديدًا للدم يمكنه تحديد الوقت الدقيق لساعة الجسم الداخلية .
محتويات
أهمية تحديد الساعة البيولوجية في علاج المرضى
يساعد اختبار الدم الجديد الأطباء والعاملين بالمستشفى على التأكد من إعطاء جرعات العقاقير وفقًا لتوقيت جسم المريض ، وليست الساعة الخارجية للوقت ، وقد نشرت التفاصيل حول هذه التكنولوجيا الطبية التي تنتظر الحصول على براءة الاختراع في عدد 10 سبتمبر 2018 من مجلة PNAS .
وقد صرح الدكتور “فيليس زي” الطبيب المساعد في الدراسة وطبيب الأعصاب في كلية طب نورث ويسترن في بيان له ، أن هذه التكنولوجيا الطبية هي في الواقع جزء لا يتجزأ من الطب الشخصي ، فالكثير من الأدوية لها أوقات مثالية لأخذ الجرعات لكى تصبح أكثر فاعلية ، ويعد معرفة الوقت الداخلى لجسم المريض أمر بالغ الأهمية لتحقيق أفضل الفوائد العلاجية ، حيث يختلف أفضل وقت ممكن لتناول دواء ضغط الدم أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي من شخص لآخر .
كيف يتم إجراء اختبار الدم الجديد ؟
يقيس الاختبار 40 علامة مختلفة للتعبير الجيني في الدم ، ويمكن إجراءه في أي وقت من اليوم ، وقد أوضحت الطبيبة القائمة بالدراسة “روزماري براون” ، أستاذ مساعد الطب الوقائي في جامعة نورث وسترن ، أن هذا الاختبار هو الأكثر دقة وتطورًا ومن شأنه تحديد ما إذا كنت تنشط في الصباح مثل طائر القبرة أو أثناء الليل مثل طيور البوم ، حيث يمكن تقييم الساعة البيولوجية لأي شخص بواسطة هذا الاختبار في غضون ساعة ونصف .
وبينما كانت الطرق السابقة لقراءة الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم تتطلب اختبارات دم متعددة والتي يتم إجراؤها كل ساعة على مدار اليوم ، فإن هذه الطريقة الجديدة تستخدم برامج الكمبيوتر والخوارزميات الرياضية للحصول على قراءة من خلال سحب عينتين متتاليتين من الدم .
تعميم التكنولوجيا الطبية
حسب تصريحات الأطباء فإن التوقيت الداخلي للجسم يشكل عامل خطورة قابل للتعديل من أجل تحسين الصحة العقلية والمعرفية ، ولكن إذا لم يتمكن الطبيب من قياسه ، فمن الصعب معرفة ما إذا كان قد قام بالتشخيص الصحيح ، أما الآن فيمكن قياس التوقيت الداخلى للجسم بسهولة تمامًا مثلما يتم قياس مستوى الدهون .
وسيتم توفير البرمجيات والخوارزمية للباحثين الآخرين من أجل مزيد من التطوير ، كما ستمكنهم من فحص تأثير الساعة البيولوجية الغير منتظمة على مجموعة من الأمراض بسهولة ، بما في ذلك مرض السكري ومرض الزهايمر .