شخصيات

تشارلز بونزي أشهر محتال في التاريخ

هل سمعت من قبل عن مخطط بونزي أو سلسلة بونزي ، ولكن حتى تعلم عنها يجب أولًا أن تعرف قليلًا عن تشارلز بونزي .

يمكن لأي شخص عمل خدعة بسيطة ، ولكن يجب أن تكون نوعًا خاصًا من الرجال حتى يرتبط اسمك ب”الاحتيال” ، ولكن بونزي فعل ذلك ، فقد وصل بونزي إلى الولايات المتحدة عام 1903 قادمًا من إيطاليا ، وعمل في مجموعة من الوظائف غير الماهرة ، وقد واجه مشاكل في عمله بسبب السرقة وغش العملاء ، وبعد بضع سنوات انتقل إلى كندا ، وهناك دخل السجن بتهمة كتابة شيك مزور ، وعندما عاد مجددًا إلى الولايات المتحدة بدأ يفكر في طريقة لتحقيق أرباح سريعة .

كسب المال عبر البريد

في النهاية وجد بونزي طريقة الثراء السريع التي كان يبحث عنها باستخدام النظام البريدي ، ففي ذلك الوقت كان من الشائع أن تحتوي رسائل البريد الواردة من الخارج على قسيمة رد دولية ، وهذه القسيمة يمكن استبدالها من البريد بأموال تعادل ثمن طابع بريدي للدولة التي تم إرسال الرسالة منها ، وهكذا إذا أرسلت رسالة إلى صديق في فرنسا فإنك ترسل له أيضًا قسيمة ليشتري بها طابع يضعه على الرسالة التي سيرد بها عليك .

ومع اختلاف أسعار الطوابع من دولة لأخرى كان هناك فرصة لتحقيق بعض الربح ، فقد كانت بعض الدول تبيع هذه الطوابع بثمن بخس ، أما الولايات المتحدة فكان سعر الطوابع فيها أعلى ، وكان كل ما عليك فعله لتكسب هو شراء الطوابع من أي بلد تبيع بسعر رخيص واستبدالها ن الولايات المتحدة بسعر أعلى وهو إجراء قانوني تمامًا ، ولكنه كان يحتاج بعض الذكاء ، وقد بدأ بونزي بتعيين وكلاء في مسقط رأسه إيطاليا لشراء الطوابع وإرسالها له في الولايات المتحدة ، واستطاع أن يحقق مكاسب جيدة .

ولكن جشع بونزي جعله يسرق أموال من أرباب عمله ويرسل شيكات لشراء الطوابع ، كما بدأ في استقطاب مستثمرين إلى نظامه ووعدهم بأرباح تعادل 50% في عدة أيام فقط ، وكان الجميع سعداء بالنتائج ، وبدأ أخبار هذا المستثمر المالي الإيطالي تنتشر ، وفي خلال عامين فقط كان لديه موظفين في جميع أنحاء البلاد ، ليقوموا بتوظيف موظفين جدد لهذه الإستراتيجية الاستثمارية المضمونة .

أصبح بونزي يجني الملايين ، وعاش حياة مترفة خارج بوسطن ، وكانت أرباحه تصل إلى 250 ألف دولار في اليوم الواحد وأصبح يشتري جميع الكماليات الرفاهية مثل العصى المطلية بالذهب .

  المخطط

لماذا تم وضع مخطط لبونزي في نهاية الأمر ؟ لقد كان عمل بونزي الأساسي هو استبدال القسائم البريدية ، ولكن هذا العمل لم يكن سليم كما زعم ، لأن الأموال كانت تتدفق بكثرة على بونزي من مستثمرين جدد ، لذلك كان بإمكانه سداد عوائد الأموال القديمة من الأموال الجديدة ، ولم يكن بونزي حتى في حاجة لدفع مستحقات المستثمرين القدامى ، لأن معظمهم كان يريد استثمار العوائد مرة أخرى في هذه التجارة الرائعة ، وكان بونزي ناجح في طمأنة المستثمرين القلقين وبدا أن خداعه لا حدود له .

كشف الخدعة

في نهاية المطاف بدأ بعض المستثمرين الأكثر ذكاء في النظر لأعمال بونزي ، ومنهم كلارنس بارون ، مالك صحيفة وول ستريت وصاحب مجلة مالية تحمل نفس اسمه ، أدرك كلارنس أن بونزي يجب أن يكون محتال ، لأنه إذا كان بونزي يجني من تداول القسائم البريدية فإن عليه أن ينقل 160 مليون قسيمة لجمع الأموال التي يحتاجها لسداد أموال العملاء ، بينما كانت جميع القسائم البريدية التي يتم تداولها في الرسائل على مستوى العالم تساوي 27 ألف قسيمة فقط ، ومع ذلك لم يتم كشف بونزي إلا عندما أعلنت خدمة البريد أنه لا يوجد تدفق هائل للقسائم يتم تداولها من بلد لأخر .

كما لاحظ بارون أن بونزي ذكر للصحف أنه يستثمر أمواله الخاصة في العقارات والأسهم والسندات مثل أي مستثمر عادي ، فإ1ذا كان يملك وسيلة تحقق له 50% عوائد بكل سهولة فلماذا يستثمر أمواله في الوسائل التقليدية القديمة التي تحقق أرباح بسيطة .

نشر بارون ملاحظاته في الصفحة الأولى لصحيفة بوسطن بوست في يوليو 1920 ، وفي الحقيقة كان بونزي يتمتع بقوة جاذبة هائلة ، حيث اختار البعض عدم تصديق أن بطلهم محتال في الحقيقة ، كما اصطف مئات المستثمرين خارج مكتبه في نفس اليوم الذي نشر فيه التقرير لمنح بونزي المزيد من الأموال لاستثمارها .

الانهيار

بعد تقرير بارون حاول بونزي استرضاء عملائه ، ولكن كان عليه أن يدرك أن فرصة أصبحت قليلة ، فقام باسئجار صحفي دعائي وهو وليام ماكماسترز ، ولكن رجل العلاقات العامة أدرك أن بونزي محتال فتخلى عنه أمام الصحافة ، حيث ذكر ماكماستر أن بونزي مجرد أحمق مالي ، ولا يجيد سوى الجلوس ورفع قدميه على مكتبه ، وهو يدخن سيجاره في الحامل الماسي ويثرثر عن القسائم البريدية !

وفي الشهر التالي داهمت الجهات التنظيمية مكتب بونزي واكتشفت أنه لا يملك عدد هائل من قسائم الرد البريدي ، وقد واجه تهم الاحتيال وجلبت الحكومة 86 تهمة ضده في قضيتين منفصلتين ، وقد اعترف بونزي بالذنب في أحد تلك القضايا مقابل الحصول على حكم مخفف بالسجن 5 سنوات .

وقد أمضى حوالي ثلاثة سنوات ونصف ثم حصل على الإفراج ليواجه بعدها اتهامات دولية ، وحصل على عقوبة جديدة بالسجن 9 سنوات ، ولكنه خرج بكفالة وحاول أن يبدأ عمليات احتيال أخرى في فلوريدا وتكساس ، ولكنه لم ينجح هذه المرة ، فقد تم القبض عليه ونفذ كل عقوبته .

عند إطلاق سراحه ، تم ترحيل بونزي إلى إيطاليا وقضى بقية حياته في الفقر قبل أن يموت في عام 1949 في ريو دي جانيرو ، حيث دفن هناك في قبر فقير .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى