هل الباراسيتامول آمن على الأطفال ؟

إذا كان لديك أطفال فبالتأكيد لديك باراسيتامول في خزانة الأدوية الخاصة بك ، فهذا الدواء الشائع يستخدم لعلاج العديد من أمراض الطفولة ، وفي الواقع ، فإن عدد قليل من الآباء لم يستخدموا هذا الدواء الشائع لتخفيف حمى الطفل أو تخفيف عدم الشعور بألم التسنين أو نزلات البرد والأنفلونزا أو آلام الأذن .
محتويات
ولكن ما مدى آمان هذا الدواء ومتى يجب أن نعطيه للطفل ؟
في حين أن الباراسيتامول دواء آمن للغاية على الأطفال إذا تم إعطاؤه بشكل صحيح ، ولكن إذا تم إعطاؤه للطفل بجرعات كبيرة فقد يكون خطيرًا ، وفي حالات نادرة قد يسبب الوفاة .
فقد وجدت دراسة حديثة أن الباراسيتامول هو السبب الرئيسي للفشل الكبدي لدى الأطفال في أستراليا ونيوزيلندا ، فقد وجد الباحثون 54 حالة من حالات فشل الكبد في مستشفيين للأطفال بين عامي 2002 و 2012 ، وكانت 14 من هذه الحالات مرتبطة بتناول جرعة زائدة من الباراسيتامول ، و 12 من تلك الحالات في الأطفال دون سن الخامسة ، وفي حين أن إجمالي من تعرضوا لأضرار في الكبد بسبب الباراسيتامول يعتبر منخفض ، إلا أن الباحثون يطالبون بمراجعة ممارسات السلامة الخاصة باستخدام الباراسيتامول .
قامت الأستاذ المساعد مادلين غزاريان ، وهي استشاري في علم الأدوية السريري وعلم العلاج الخاص للأطفال ، وأستاذ فخري مشارك في جامعة نيو ساوث ويلز ، بإجراء بحث مستفيض حول الاستخدام الآمن للأدوية الخاصة بالأطفال ، بما في ذلك استخدام الباراسيتامول .
وتقول إن الأضرار العرضية الناجمة عن تناول الباراسيتامول هي بصفة عامة نتيجة لما يلي :
إعطاء الطفل جرعة زائدة كبيرة واحدة .
إعطاء الطفل عدد من الجرعات التي تكون عالية جدًا .
وتضيف مادلين : “إن أول ما يحتاجه الآباء والأمهات ومقدمو الرعاية هو معرفة ما إذا كان من المناسب استخدام الباراسيتامول للطفل أم لا ، ومتى نستخدمه ومتى يجب أن نطلب المشورة الطبية للطفل المريض ” .
كما تقول يجب على الآباء التأكد من الجرعة والصيغة والقوة المناسبة ومدة استخدامها للطفل ، كما يجب أن يتأكدوا أيضًا من سلامة التخزين .
وتجيب مادلين على بعض الأسئلة التي يسألها الوالدين فيما يتعلق بعلاج الحمى .
هل يمكن أن تؤذي الحمى الطفل ؟
إن الحمى في حد ذاتها ليست ضارة بالنسبة لطفل يتمتع بصحة جيدة ، ولكن الحمى تعتبر أحد الأعراض الشائعة لكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال وهي زء من استجابة الجسم الطبيعية للمساعدة في مقاومة العدوى ، لذلك يجب مراقبة العلامات الإضافية المصاحبة للحمى .
وفي حين أن كثير من الآباء يخشون من أن الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الطفل يدخله في تشنجات حموية ، ولكن لا يوجد أي دليل على أن خفض درجة حرارة الطفل سوف يمنع تلك التشنجات .
متى يجب إعطاء دواء خافض للحرارة ؟
إن الهدف من الدواء ليس تقليل درجة الحرارة على ميزان الحرارة ، ولكن الهدف هو تحسين راحة الطفل بشكل عام ، وليس بالضرورة محاولة إعادة درجة الحرارة إلى وضعها الطبيعي .
ومعظم الأطفال يتحملون الحمى المنخفضة التي تصل إلى 38.5 ولا يحتاجون عادة إلى دواء لعلاجها ، وبعض الأطفال الذين يعانون من مرض فيروسي قد تصل حرارتهم إلى 39 درجة ويظلوا يركضوا وهم سعداء .
وتوصي الدكتورة ماريان بإعطاء الطفل باراسيتامول لعلاج الحمى إذا كانت درجة حرارة الطفل التي تقاس عبر الإبط أكثر من 38.5 درجة مئوية ، وكان الطفل يشعر بعدم الراحة مثل إذا كان لديه صداع أو يشعر بالهزال .
هل الأيبوبروفين أفضل أم الباراسيتامول ؟
في حين أن الإيبروفين جيد لعلاج الحمى بنفس درجة الباراسيتامول ، ولكن الباراسيتامول هو الخيار الأول ، لأنه يستخدم منذ فترة طويلة ، وهناك بيانات واضحة حول مدى فاعليته ، ولا يزال هناك خلاف حول أضرار الإيبروفين العامة على الأطفال .
كذلك ، فإن الأضرار المحتملة لاستخدام الإيبوبروفين لعلاج الحمى تختلف عن تلك الموجودة في الباراسيتامول ، ففي حين أن الباراسيتامول معروف بأنه يسبب تلف الكبد إذا تم إعطاؤه بجرعات كبيرة ، فإن الإيبوبروفين مثل العقاقير الأخرى غير الستيرويدية المضادة للالتهاب يمكن أن يسبب مشاكل في القناة الهضمية وتلف كلوي في بعض الأطفال ، حتى عندما يتم إعطاؤه بالجرعة الموصى بها .
كما أن الأطفال الذين يعانون من الجفاف أو يعانون من أمراض طبية معقدة يكونوا أكثر عرضة لمشاكل الكلى عند تناول الإيبوبروفين .
لذلك لا تعطي :
ايبوبروفين للأطفال دون سن 6 أشهر من العمر .
الباراسيتامول للأطفال دون سن 3 أشهر من العمر .
في حين يوصي بعض الأطباء المحترفين بالتناوب مع الباراسيتامول والايبوبروفين عند علاج الحمى ، إلا أن الدكتورة ماريان لا توافق على ذلك ، وتقول أنه من غير المعروف ما إذا كان هذا مفيدًا للأطفال ، وقد يتسبب في حدوث ارتباك وأخطاء في إعطاء الأطفال جرعات دقيقة من كلا الدوائيين .
ما الذي يمكنني فعله أيضًا لعلاج الحمى ؟
إذا كان الطفل يعاني من الحمى فشجعه على الراحة ، واجعله يرتدي ملابس خفيفة ، ولكن تأكد أن الطفل لا يشعر بالبرد أو يرتجف .
يجب إعطاء الطفل الكثير من السوائل حتى لا يصاب بالجفاف .
ولا ينصح بإغراق الطفل بالماء ، لأن ذلك قد يجعله يرتجف وقد تزيد درجة حرارته .