أسطورة القديس جالجانو والسيف في الصخرة

اكتسبت القصة الأسطورية للملك آرثر وسيفه الشهير الذي سحبه من صخرة لإثبات حقه الشرعي في اعتلاء العرش شهرة واسعة ، لكن ما كان خياليًا للبريطانيين ، كان حقيقي للإيطاليين ؛ حيث يوجد في دير توسكان في مونتيسيبي سيف يخترق صخرة صلبة ، ولا يظهر منه سوى المقبض وبضع بوصات من النصل .
محتويات
مكان السيف الحقيقي
يتم الإحتفاظ بالسيف حاليا في دير سان جالجانو في بلدة مونتيسيبي على بعد 30 كم من مدينة سيينا ، وتقول الأسطورة ، أن السيف دفع إلى الصخرة بواسطة جالجانو جويدوتي ، أحد نبلاء توسكان في القرن الثاني عشر ، والذي تخلى عن حياة العنف والشهوات بعد أن شاهد رؤية في منامه ، وتحول بعدها لشخص صالح محبًا ، ثم أصبح قديس .
أسطورة القديس جالجانو
ولد جالجانو في بلدة شيوسدينو الصغيرة في عام 1148 ، وقد عاش حياة قاسية في سنواته الأولى ، وعلى الرغم من أنه أصبح فارسًا وتلقى تدريبًا في فن الحرب ، فقد قيل إنه متعجرف وعاش يبحث عن الملذات ، حتى ظهر كبير الملائكة ميخائيل أمامه وأظهر له الطريق إلى الخلاص ، وفي رؤيته تبع جالجانو الملاك إلى تل مونتيسيبي ، وبعد الرؤية رفض حصان جالجانو إطاعة أوامره ثم قاده إلى التل حيث حدثت رؤيته ، ونظرًا لإقتناعه بأن هذه كانت علامة ، قرر جالجانو آنذاك أن يتخلى عن حياته الخسيسة .
ثم سمع هاتف يدعوه للتخلي عن كل الأشياء المادية ، وأجابه جالجانو أن هذا الأمر سيكون صعبًا كمحاولة فلق صخرة ، ولإثبات وجهة نظره ، أستل جالجانو سيفه وغرسه في الأرض الصخرية ، ولدهشته لانت الصخرة مثل الزبدة ومر النصل خلالها ، وبعد أن فهم جالجانو الرسالة ، أتخذ مكان للإقامة الدائمة على ذلك التل كناسك متواضع ، ولم يترك التل أبداً ، وعاش حياة زاهدة في صحبة الحيوانات البرية ، وكان يزوره القرويون والرهبان أحياناً .
وفقا لنسخة أخرى من القصة ، أراد جالجانو أن يصنع صليبًا على التل ، ولكن مع عدم توافر الخشب بالمكان ، قرر أن يزرع سيفه في الأرض ، ويقال أن السيف قد أصبح على الفور قطعة واحدة مع الأرض بحيث لا يمكن لأحد إزالته .
دراسة حديثة حول السيف
وقد افُترض لقرون أن هذا السيف مزيف ، ولكن بعد دراسة تركيبة المعدن ، ذكر الباحثون إن شكل السيف متوافقاً مع عصر الأسطورة ، وكشف تحليل الرادار المخترق للأرض أيضا أن المنطقة تحت السيف تحوي تجويف بطول حوالي مترين وعرض متر ، والتي يعتقد أن تكون مكان للدفن ، وربما تحتوي على جثمان الفارس .
وقد قيل أن أسطورة القديس جالجانو شكلت مصدر إلهام لأساطير العصور الوسطى حول الملك آرثر والسيف داخل الصخرة ، خاصة أن قصة جالجانو من النوع الذي يسهل انتشاره في جميع أنحاء أوروبا ، وقد ظهرت أول قصة عن أرثر وسحب السيف من الصخرة في العقود التالية ، بعد أن ذكرت قصة جالجانو في أحد القصائد التي كتبها الشاعر روبرت دي بورون .