سيرة حياة الملكة شارلوت

الملكة شارلوت كانت ملكة إنجلترا من عام 1761 وحتى عام 1818 ، وقد عانى زوجها الملك جورج الثالث من مرض عقلي وقد تم تعيين شارلوت كوصية عليه حتى وفاتها ، كما تشتهر أنها أول ملكة إنجليزية متعددة الأعراق .
محتويات
حياتها المبكرة
ولدت صوفيا شارلوت في مكلنبورغ-ستريليتز بألمانيا في عام 1744 ، وهي الطفلة الثامنة للدوق تشارلز لويس فريدريك من مكلنبورغ وزوجته الأميرة إليزابيث ألبرتين من ساكسو هيلدبورغهاوزين ، وقد عاشت طفولتها في قلعة العائلة في ميرو بألمانيا ، ومثل غيرها من السيدات الشابات في زمنها ، فقد تعلمت شارلوت في المنزل بواسطة مدرسين خصوصيين .
وقد تعلمت شارلوت أساسيات اللغة والموسيقى والفن ، ولكن معظم تعليمها كان يركز على إدارة المنزل ، حتى يتم تجهيزها لتصبح زوجة وأم في المستقبل ، كما حصلت شارلوت مع أخواتها على تعليم ديني على يد كاهن كان يعيش مع العائلة .
عندما بلغت شارلوت الثامنة عشر من عمرها تم إرسالها إلى انجلترا لتتزوج من جورج الثالث الذي كان يكبرها بخمس سنوات ، والذي صعد للعرش بعد وفاة والده جورج الثاني وكان غير متزوج حتى ذلك الحين ، ولأنه كان يحتاج إلى وريث فقد تزوج من شارلوت لأنها كانت تبدو زوجة مثالية ، حيث أنها كانت تنتمي لدوقية ثانوية في شمال ألمانيا لذلك لم يكن لهم أي أطماع سياسية .
وصلت شارلوت إلى إنجلترا في 7 سبتمبر 1761 ، وفي اليوم التالي ، التقت مع عريسها للمرة الأولى ، تزوجت هي وجورج في ذلك المساء ، بعد ساعات قليلة من أول لقاء .
الملكة شارلوت
تعلمت شارلوت لغة بلدها الجديدة بسرعة ، ولكن لهجتها الألمانية الثقيلة وعلاقتها المضطربة مع الأميرة أوغوستا أم الملك جورج ، جعلت من الصعب عليها التكيف مع حياة البلاط الإنجليزي .
وقد حاولت شارلوت أن تتكيف من خلال توسيع دائرتها الاجتماعية ، ولكن أوجوستا كانت تتحداها في كل خطوة ، حتى أنها استبدلت الوصيفات الألمانيات لشارلوت بأخريات إنجليزيات .
أنجبت شارلوت خمسة عشر طفلًا ، وقد توفي منهم اثنان في مرحلة الطفولة ، وقد كانت حاملًا بانتظام ، ولكن ذلك لم يمنعها من إيجاد الوقت لتنظيم الحديقة وزخرفة النزل الموجود في حديقة وندسور ، والذي قضت فيه هي وعائلتها معظم أوقاتهم .
وقد علمت نفسها الأمور الدبلوماسية ومارست نفوذًا هادئًا وحكيمًا على الشئون السياسية ، وقد شاركت على وجه الخصوص في تنظيم العلاقات الإنجليزية الألمانية وربما كان لها بعض التأثير في التدخل البريطاني في بافاريا .
وكان كلًا شارلوت وجورج من الرواد في مجال الموسيقى ، وقد استضاف بلاطهما مجموعة من الملحنين الألمان ، وعروض لباخ وموتسارت والعديد من الآخرين ، وكان لها اهتمام خاص بعلم النبات مما جعلها توسع من حدائق النباتات الملكية .
جنون الملك جورج
عاني الملك جورج طوال حياته من نوبات متقطعة من الجنون ، وخلال النوبة الأولى بعد الزواج عام 1765 تمكنت الدة جورج من إخفاء الأمر عن شارلوت ، كما أخفت عنها مشروع قانون الوصاية ، والذي كان ينص على أنه في حالة عدم تمكن جورج من ممارسة مهامه تصبح تشارلوت هي الوصية عليه .
وبعد عقدين وبالتحديد 1788 أصيب جورج بنوبة أخرى أشد حدة ، وكانت شارلوت تلك المرة تدرك تمامًا ما هو قانون الوصاية ، وكانت على علم تام بأطماع أمير ويلز في الوصاية على الملك ، وعندما عاد الملك جورج إلى رشده بعد عام ، أرسلت رسالة لأمير ويلز ترفض فيها حضوره لحفلة أقيمت للاحتفال بعودة الملك إلى رشده ، ولكن شارلوت تصالحت مع الأمير مرة أخرى عام 1791 .
ولكن في السنوات القليلة التالية عاد الجنون للملك تدريجيًا حتى أصيب بجنون دائم ، وفي عام 1804 انتقلت تشارلوت لسكن منفصل وتجنبت زوجها بشكل كامل ، وفي عام 1811 أعلنت جنون جورج ووضع تحت وصايتها ، وظل كذلك حتى وفاة تشارلوت عام 1818 .
ملكة متعددة الأعراق
تم وصف شارلوت أنها “ذات مظهر أفريقي لا لبس فيه ” كما أكد المؤرخ ماريو دي فالديس واي كوكوم أنه بالرغم من أن تشارلوت كانت ألمانية إلا أن عائلتها كانت تنحدر من أصل أسود من القرن الثالث عشر ، وهناك مؤرخون آخرون يقولون أنه بعد مرور تسعة أجيال لا يمكن اعتبار أن أصول شارلوت متعددة الأعراق ، وربما تكون الأدلة على أن شارلوت متعددة الأعراق قد ضاعت مع التاريخ .