مذبحة “ساند كريك” أحد جرائم الأمريكيين ضد الهنود الحمر

إن التاريخ المؤسف للإساءة التي تعرض لها سكان أمريكا الأصليين على يد حكومة الولايات المتحدة تاريخ طويل وموثق جيدًا ، ومعظم الأمريكيين المعاصرين يعرفون تاريخ الأحداث الدموية فيدرب الدموع أو مذبحة ووندد ني (الركبة الجريحة) ، ولكن مذبحة “ساند كريك” والتي تعتبر واحدة من أسوأ المذابح في التاريخ الأمريكي قد تم نسيانها تمامًا .
محتويات
قبل المجزرة
تبدأ قصة المجزرة بنفس الطريقة التي بدأت بها كل المجازر الأخرى التي لا تحصى والتي حلت بقبائل السكان الأصليين ، بصراع على الأرض ثم معاهدة يتم نقضها فيما بعد .
كان بلاك كيتل قائد شعوب الشايان يبذل قصارى جهده لحفظ السلام ومنع العنف بين شعبه والمستوطنين الذين يعتدون على أراضي أجدادهم ، فقد واجهت قبائل شايان وأراباوه اللذان كانا يعيشان بولاية كولورادو الشرقية تدفق أعداد هائلة من المستوطنين البيض بعد اكتشاف الذهب في ولاية كاليفورنيا في عام 1848.
وقد حاول بلاك كيتل في البداية تحقيق السلام وضمان بعض حقوق القبائل في أراضيهم الخاصة ، فوافق على معاهدة عام 1851 التي اقترحها الحاكم الأمريكي جون إيفانز والتي خفضت بشكل كبير الأراضي الممنوحة للسكان الأصليين ، إلا أن زحف الباحثين عن الذهب كان أكبر من أن يتم إيقافه ، وفي أغسطس عام 1864 سمح إيفانز للمستوطنين بقتل وتدمير جميع الهنود المعادين (حسب تعبيره) .
مذبحة ساند كريك
كانت الولايات المتحدة في عام 1864 في خضم الحرب الأهلية بين الاتحاد والكونفدرالية ، ولكن إراقة الدماء لم تقتصر فقط على الولايات الشمالية والجنوبية ، فقد أرسل الاتحاد الكولونيل جون تشيفينغتون لمنع القوات الكونفدرالية من اجتياح الطرق التجارية ومناجم الذهب في أراضي كولورادو ، وكان تشيفينغتون يرغب بشدة في تنفيذ أمر إيفانز القاسي .
وفي صباح يوم المذبحة وبالتحديد يوم 29 نوفمبر 1864 هجم الكولونيل ومعه من 900 إلى 1000 محارب على قرية شايان ، وقد أدعى الكولونيل أن الطلقة الأولى أتت من جانب الهنود وأن أول رجل سقط كان رجل أبيض وأن الهنود لم يظهروا أي علامات للسلام ، ولكنهم اتجهوا بسرعة نحو البنادق التي جهزوها للقتال ، كما أشار أن اليوم الدموي انتهى بالقضاء على القبيلة بأكملها تقريبًا ، وقد تمت الإشادة به هو ورجاله لأنه أخضع العدو المعادي ببراعة .
ولكن الحقيقة أن بلاك كيتل وفي محاولة أخيرة للحفاظ على بعض العلاقات الودية مع البيض استمع إلى نصيحة الحاكم بإحضار شعبه إلى ساند جريك التي تقع على بعد 200 ميل تقريبًا خارج دنفر ، وكان الحاكم قد أسماهم” الأصدقاء الهنود ” ووعدهم أنهم سيظلون تحت حماية الحصن القريب ، وبينما كان رجال الشايان يصطادون هجم عليهم شيفينغتون ورجاله وبدأت المذبحة .
وكان من بين رجال شيفينغتون رجل يدعى الكابتن سيلاس سولي ، وقد كشف عن تفاصيل عن المذبحة بعد أن شعر بالفزع مما رأه ، فقد ذبح شيفينغتون 200 رجل وأمرأة وطفل بدم بارد ، كما أن رجاله قاموا بتشويه الجثث بتقطيع الآذان من أجل الحصول على الجوائز
بعد المذبحة
في عام 1865 أرسل سول تقرير عن المذبحة إلى الكونجرس ، ولكن شيفينغتون أصر أنه شارك في معركة شرعية مع عدو بدأ بالعدوان ، ولكن شهادات سول وآخرين أكدت على الحقيقة البشعة للمجزرة ، وقد أسفر التحقيق عن أن شيفينغتون خطط بشكل متعمد ونفذ مذبحة كريهة ، مما أسفر عن مقتل بلاك كيتل وقبيلته وهم يعتقدون أنهم تحت الحماية الأمريكية .
وسرعان ما تحولت الإشادة الأولية العامة لبطولات تشيفنجتون إلى غضب بشأن جرائمه ، ولكن للأسف جاء قرار اللجنة بوعد بالتعويضات ولكنه كان متأخرا جدًا .
وبالنسبة للسكان الأصليين كانت مذبحة ساند كريك دليل قاطع على أن الرجل الأبيض لا يمكن الوثوق به ، واستمرت مجازر الأمريكيين ضد الهنود الحمر ومنها مذبحة وندد ني عام 1890 .