أحلامك قد تأتي من هذين الجينين

توصلت دراسة جديدة تم تنفيذها على الفئران إلى أن هذه “الجينات الحلمية” ضرورية لمرحلة النوم حيث أن هذه الجينات هي التي تجلب الرؤى و الأحلام المختلفة .
وبدون الجينات المسماة Chrm 1 و Chrm 3 ، لن تعيش الثدييات مرحلة نوم “حركة العين السريعة” (REM) أو المنطقة الخضراء مثلما يطلق عليها من قبل الخبراء ، حيث يكون الدماغ نشطًا أثناء فترة الحلم ولكن الجسم ساكن وثابت ، ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف مهم لأن قلة النوم والاضطرابات النفسية مرتبطة ببعضها البعض ، لذلك ، فإن دراسة ألية النوم بأكملها وكيف يتهيأ لها المخ يمكن أن تكون مفيدة من أجل الوصول إلى علاجات طبية لكل من مشاكل النوم والمشاكل النفسية ، كما قال زعيم الدراسة “هيروكي أويدا” من معهد الأبحاث الياباني “Riken“ .
وقال اويدا للعلوم الحية في رسالة بالبريد الالكتروني “النوم السليم ضروري لجودة الحياة البشرية ، في حين أن بعض الخلل في النوم قد يؤدي إلى عواقب مختلفة غير مرغوبة” ، غير أن “الآلية الجزئية للنوم لا تزال إلى حد كبير محل اكتشاف ، مما يعوق تطوير و اختراع علاجات للأمراض المرتبطة بالنوم”.
اكتشافات مفاجئة للنوم
محتويات
دورة غريبة
في كل ليلة ، يتنقل المخ البشرى خلال جزئيات النوم المختلفة مثل نوم حركة العين السريعة و النوم بدون حركة العين السريعة ، والتي يتم تحديدها من خلال أنماط مختلفة من نشاط الدماغ ، لا أحد يعرف السبب الدقيق لمراحل النوم المختلفة ، ولكن هناك بعض المشاكل المرتبطة بنوم حركة العين السريعة (rem) مثل الخرف ومرض باركنسون وغيره من الاضطرابات العصبية ، ويرتبط سوء النوم بشكل عام بزيادة مخاطر الانتحار .
اهتمام أويدا وزملاؤه بفهم أساسيات ألية عمل النوم
لهذه الأسباب السابقة يهتم أويدا وزملاؤه بفهم أساسيات ألية عمل النوم ، اكتشف العلماء بالفعل أن الانتقال من مرحلة النوم (non_rem) إلى مرحلة (rem_sleep) يعتمد على ناقل عصبي حيوي يسمى “أسيتيل كولين” ، ولكن هناك 16 نوع من المستقبلات الخلوية في الدماغ يمكن أن يرتبط بها الأستيل كولين ، أما عن توضيح موضوع ما هو ضروري وما هو غير ضروري لنوم حركة العين السريعة فكان مبهم وغير مفسر .
ما هي تقنية “كريسبر”
استخدم الباحثون تقنية “كريسبر” على الفئران لتدمير الجينات الخاصة بمستقبلات الأستيل كولين هذه ، واحدة تلو الأخرى ، وتستخدم هذه التقنية تسلسلاً جينيًا لتوجيه إنزيم معين إلى القسم المرغوب في الحمض النووى ، حيث يقوم الأنزيم باختراق التسلسل ، مما يمنع الجين الخاص بمستقبلات الاستيل كولين من الظهور والتعبير عن نفسه .
فقدان القدرة على النوم
أظهرت الدراسة على الفور أن عائلة واحدة من مستقبلات الأستيل كولين ، النيكوتين ، لم يكن لها علاقة كبيرة بالنوم ، نامت الفئران المحرومة من تلك المستقبلات مثل الفئران التي لم تحرم منها .
الأسرة الأخرى ، من مستقبلات الأستيل كولين ” الأسرة المسكارينية” ، تبين أنها أكثر إثارة للاهتمام ، على وجه التحديد ، وفقدان اثنين من المستقبلات يطلق عليهم Chrm1 و Chrm3 عملت على تقصير فترة نوم الفئران إلى ما يقرب من 3 ساعات في اليوم ، ففقدان أحد المستقبلين يقلل من النوم (rem) ، ومن النوم (non_rem) ، والفئران التي لم تفقد أي من المستقبلات لا تعاني من النوم (rem) على الإطلاق .
ما وجه الغرابة في هذه الدراسة
من الغريب ، أن هذه الفئران التي لم تتعرض لمرحلة حركة العين السريعة نجت وعاشت بدون هذه الحالة الحالمة ، على الرغم من النظريات التي أقرت بضرورة هذا الجزء من النوم للبقاء على قيد الحياة ، ويقول أويدا إن هذا هو الطريق المثير للاهتمام لإجراء مزيد من الأبحاث .
وقال اويدا للعلوم الحية ” إن الفئران المتحولة يمكنها البقاء في حالة مخبرية مع الكثير من الطعام وبدون أي “أعداء” وبدون أيضا مرحلة نوم حركة العين السريعة ، ” أما في البيئة البرية ، تكون هذه الجينات الممنوعة من قبل البيئة الاصطناعية للمعامل مهمة لبقاء الكائنات الحية .”
فائدة فهم المستقبلات المحددة التي تتحكم في النوم
وقال اويدا إن فهم المستقبلات المحددة التي تتحكم في النوم يمكن أن يساعد على معرفة العلاجات الجديدة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والذي غالبا ما يتسم بالكوابيس الحية ، ووجد الباحثون اختلافات طفيفة في طريقة عمل Chrm1 و Chrm 3 ، لذا فإن الفريق مهتم بإلقاء نظرة فاحصة ودقيقة على ما يحدث عندما يتم تفعيل هذه المستقبلات ، ولأن الأبحاث أجريت على الفئران ، هناك حاجة إلى المزيد من العمل لدراسة كيفية عمل هذه الجينات عند البشر .