هل أسبرين الأطفال آمن في منع الجلطات

ربما تكون قد لاحظت أثناء دخولك إلى الصيدلية أن هناك أسبرين منخفض الجرعة في عبوات ذات علامة قلب أحمر عليها ، بالإضافة إلى إعلانات تروج لنوع من الأسبرين مفيد للقلب ، وقد تتناول أسبرين الأطفال بعد نصيحة الطبيب أو حتى بدون وصفة طبية لأنه آمن ، ولكن قد تندهش عندما تعلم أن الجدل مازال جاريًا .
محتويات
هل تناول الأسبرين المخفف يمنع الجلطات
ولكن في الواقع تم إثبات أن الأسبرين المخفف علاج فعال للوقاية الثانوية ، أي لمنع تكرار إصابة الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بإزمة قلبية أو ذبحة صدرية في السابق ، وهذا هو الاستثناء الوحيد الذي سمحت فيه منظمة الغذاء والدواء للشركات المصنعة للأسبرين باستخدامه للقلب ، أما بالنسبة للأصحاء والذين لم يعانوا من أعراض أو تاريخ من الأمراض القلبية الوعائية ، فإن فائدة الأسبرين لهم ليست واضحة والبحوث بشأنها غير مؤكدة (الوقاية الأولية ).
إن الأسبرين يساعد على منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق خفض ميل الدم للتجلط ، وكل ما يتطلبه الأمر في المتوسط هو 81 ملليجرام (ربع قرص قياسي 320 ملليجرام ) في اليوم ، على الرغم من أن بعض الخبراء ينصحون بتناول 162 ملليغرام في اليوم أو 162 إلى 325 ملليغرام كل يوم .
أضرار تناول الأسبرين
ولكن للأسف حتى عند تناول جرعات منخفضة من الأسبرين ، فإنه يمكن أن يسبب نزيف المعدة والأمعاء والقرح ، كما أنه يزيد من خطر حدوث نزيف حاد لدى الرجال (وفي الواقع فإن جميع مسكنات الألم لها مخاطر) ولذلك فإنه لا يسمح بتداولها بدون وصفة طبية ، وقد يبدو لك نزيف المعدة ليس مخيفًا بالمقارنة بالنوبة القلبية ، ولكنه قد يؤدي لمضاعفات مميتة خاصة بين كبار السن .
والخدعة هنا تكمن في معرفة الأشخاص الذين تزيد احتمالات تعرضهم للمخاطر عند تناولهم الأسبرين عن فوائده ، ولكن الخبراء مازالوا يختلفون حول الأشخاص الأكثر عرضة للخطر .
توصيات فرقة الخدمات الوقائية
في عام 2009 قامت فرقة عمل معنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة -وهي لجنة خبراء عينتها الحكومة لتقييم الأبحاث الطبية – بإعطاء توصياتها بشأن أهمية الأسبرين للوقاية الأولية ، وقد أعطت اللجنة نصيحة مختلفة بالنسبة للرجال والنساء ، حيث أن الأمراض الوعائية القلبية تؤثر عليهم بشكل مختلف ، فالرجال أكثر عرضة للنوبة القلبية في أعمار صغيرة ، أما النساء فهن أكر عرضة لخطر السكتة الدماغية مدى الحياة .
وقد خلصت فرقة العمل إلى أن الأطباء يجب أن يشجعوا جرعة منخفضة من الأسبرين عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 79 للمساعدة في منع النوبات القلبية ، وفي النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 55 و 79 للمساعدة في منع السكتات الدماغية الإقفارية – ولكن فقط عندما تفوق الفوائد المحتملة خطر النزيف المعوي .
ولتقييم المخاطر والفوائد ، ينصح باستشارة الطبيب ، وكذلك باستخدام أداة تقييم مخاطر الأمراض القلبية الوعائية عبر الإنترنت ، وبسبب عدم كفاية الأدلة ، لم تقدم فرقة العمل أي نصيحة للأشخاص الذين يبلغ عمرهم 80 عامًا أو أكثر ، والذين تزيد فوائدهم عن المخاطر المحتملة .
ومن ناحية أخرى
استخلصت اللجنة نتائج من تسع دراسات وخلصوا إلى أن البيانات لا تدعم استخدام الأسبرين في الأشخاص الأصحاء ، حتى المعرضين لخطر الإصابة بالأزمة القلبية ، ومن بين من أيدوا هذه النتائج أعضاء في إدارة الأغذية والعقاقير وقد قرروا قبل بضع سنوات عدم الفوائد من الآثار السلبية. ومن بين المتشككين خبراء في ادارة الاغذية والعقاقير ، الذين قرروا قبل بضع سنوات عدم السماح بوضع علامات على الاسبرين لاستخدامه في الوقاية الأولية من الأمراض القلبية الوعائية .
الأسبرين ومرضى السكري
وهناك دراسات أخرى شملت مرضى السكري والذين يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالازمات القلبية ، ولذلك نصحت الجمعية الأمريكية للسكري وجمعية القلب الأمريكية منذ سنوات باستخدام الأسبرين للوقاية الأولية في معظم مرضى السكري ، ولكن الدراسات الجديدة أثارت تساؤلات حول هذه النصيحة .
وقد خلصت النتائج الأخيرة إلى أنها أوصت باستخدام الأسبرين في المقام الأول لمرضى السكري الذين هم أكبر من 50 عامًا في الرجال ، وأكبر من 60 عامًا في النساء ، إذا كانوا يملكون أي عوامل أخرى تهدد بإصابتهم بالأزمة القلبية ، وإذا كانوا غير مهددين بالتعرض لأي مخاطر أخرى بسبب النزيف .
نصيحة
إذا كنت بالفعل تتناول الأسبرين منخفض الجرعة ، فعليك أن تخبر طبيبك ، وأن تراجع هذا القرار بشكل دوري ، حيث تشير التقديرات إلى أن 30٪ من الأشخاص فوق سن الأربعين الذين ليس لديهم مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية كانوا يتناولون جرعة منخفضة من الأسبرين ، وهو أمر لا معنى له .