قصة فيلم Thugs of Hindostan والقصة الحقيقية لقطاع طرق الهند

يعتبر فيلم قطاع طرق الهند Thugs of Hindostan الذي صدر في 8 نوفمبر 2018 ، من أكثر الأفلام التي تم انتظارها في 2018 ، ليس فقط لأنه يجمع اثنين من أكبر نجوم بوليود المحبوبين وهما عامر خان وأميتاب باتشان ، ولكن لأن الفيلم يحكي قصة تاريخية لها أصول في المجتمع الهندي ، حيث يخترق العالم السري لمجموعة من قطاع الطرق الذين قاموا بسلب ونهب المسافرين لقرون ، وبالرغم من الجدل حول تاريخ ظهور وأهداف تلك العصابات ، حيث يعتقد البعض أنهم لجأوا لذلك العمل نتيجة للظلم الذي ارتكب في حقهم ، وأنهم كانوا أشرار من نوعية روبن هود في مجتمعهم ، ولكن في النهاية لا يزال وجودهم حقيقة موثقة تاريخيًا .
محتويات
طاقم عمل الفيلم
الفيلم من تأليف وإخراج فيجاي كريشنا أشاريا ، وبطولة أميتابتشان وعامر خان وكاترينا كيف وفاطمة سانا شيخ ، وهو يعتبر أغلى فيلم في تاريخ بوليود حتى الآن .
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم في عام 1795 ، ويحكي عن عصابة من اللصوص المحليين الذين ينهبون الشحنات البريطانية التي تصل إلى الهند لزعزة استقرارهم ومحاولة جعل بقائهم في شبه القارة الهندية أمر صعب ، ويقود العصابة “خوداباكش أزاد” ، وهو شخص شاعري ويطمح في الحرية .
يفكر القائد البريطاني جون كليف في طريقة للتغلب على عصابة أزاد ، فيقوم بإرسال فتى عصابات صغير من “أواداه” يسمى فيرانجي ملاح للانضمام إلى العصابة واختراقها .
ويلعب أميتابتشان في الفيلم دور أزاد المخيف الذي يقود مجموعة من الرجال والنساء ويمثل شوكة في حلق شركة الهند الشرقية ، والذي يفسد خططها للسيطرة على الهند .
أما عامر خان فيلعب دور فيرانجي ملاح فتى العصابات الذي يتجول بحماره ، وسرعان ما يتم رشوته للتسلل إلى عصابة أزاد مقابل مبلغ مالي صغير .
ويلعب الممثل البريطاني لويد أوين دور ضابط شركة الهند الشرقية جون كليف الذي يحاول القبض على أزاد ، أما كاترينا كيف فتلعب دور (سرايا) ، وفاطمة سانا شيخ في دور زافيرا .
من هم قطاع طرق الهند في التاريخ الهندي ؟
كان قطاع الطرق عبارة عن مجموعة من الخارجين عن القانون بالنسبة للقانون البريطاني في القرن التاسع عشر ، وكلمة thug مشتقة من الكلمة السينسيكرتية sthag والتي تعني خداع ، ويمكن أن نعثر على أقرب الحقائق التاريخية عن العصابات في كتابات الفيلسوف بهاسافاراجنا في القرن العاشر الميلادي .
وأيضًا تم الحديث عن قطاع الطرق في كتاب المفكر ضياء الدين باراني الشهير “طارق فيروز شاهي” والذي كتبه عام 1357 ، وقد وصفهم باراني بأنهم ليسوا لصوص عاديين ، ولكنهم كانوا يعملون بطريقة منظمة ومعقدة ، كما ذكرهم الشاعر البهاكتي سورداس في القرن السادس عشر .
كما أن الرحالة الفرنسي جان دي ثيفنوت والذي قضي ما يزيد من عام في رحلة عبر الإمبراطورية المغولية قد ذكرهم في كتاباته ، مشيرًا إلى أنهم قد استخدموا نوعًا خاصًا من المشانق من أجل خنق ضحاياهم ، وأيضًا قام الطبيب البريطاني والرحالة جون فراير بدعم هذه المعلومة .
ولكن ربما كانت الأعمال الأكثر تأثيراً التي شكلت الخيال الشعبي حول البلطجية هي ملاحظات الضابط البريطاني وليام هنري سليمان ، والتي تم تجميعها في ثلاثة نصوص ، ورواية فيليب ميدوز تايلور ” اعترافات سفاح (1839) ” .
وربما يكون الفيلم معتمد بشكل كبير على رواية اعترافات سفاح .
نظرة عامة على مجتمع قطاع طرق الهند الحقيقي ؟
تشير كل السجلات التاريخية إلى أنهم كانوا مجموعة من البلطجية الذين عملوا بشكل سري منظم في صورة تشبه الأخوية وكانوا يستخدمون أسماء بديلة ، وكانوا يستهدفون المسافرين لسرقة أمتعتهم وقتلهم .
وكانت طريقة عملهم هي التسلل إلى القوافل واحدًا تلو الأخر وكانوا يتظاهرون أنهم لا يعرفون بعضهم البعض من أجل اكتساب ثقة الجميع ، وفي مكان محدد على الطريق يقوموا بمهاجمة بعض المسافرين وقتلهم سرقتهم ثم الهرب .
وكانت الهجمات تتم عادة أثناء الليل أو أثناء فترات الراحة ، ولتسهيل عملية السرقة كانوا يستخدمون نوع من السم لجعل الضحايا تشعر بالنعاس ، وكان أحد اللصوص يمسك يد الضحية والآخر يمسك قدميه والثالث يخنقه حتى الموت .
ويعتقد أن هؤلاء اللصوص قد استقروا على طريقة الخنق لقتل ضحاياهم للالتفاف حول القانون المغولي القديم ، والذي كان يقر أنه حتى يلقى القاتل عقوبة الإعدام عن القتل يجب أن يسفك دماء ضحيته ، ولكن عند خنق الضحية يمكن أن يحكم عليهم عند القبض عليهم بالسجن أو الأشغال الشاقة فقط وليس الإعدام .
وربما أيضًا يكونوا قد استخدموا الخنق لأنه طريقة نظيفة لارتكاب الجريمة ، لن تلفت نظر باقي المسافرين ، ولن يستطيع الضحايا تحذير باقي المسافرين ، كما أنهم بمجرد التخلص من الجسد لن يتبقى أي دليل على الجريمة .
ولكن وفقًا للمؤرخ البلجيكي مايك داش أن قطاع الطرق كانوا يشوهون جثث الضحايا بعد قتلهم ، عن طريق قطع المفاصل والعمود الفقري ، من أجل جعل إخفاء الجثث أسهل سواء بإلقائهم في الآبار وحتى حفر قبور لهم .
وبحسب رواية الميجور البريطاني السير ويليام هنري سليمان ، وهو المسئول البريطاني المعروف بأنه قمع تلك العصابات ، فإنه قد تمكن من القبض على أحد هؤلاء البلطجية وهو سيد أمير علي (والمعروف باسم فيرانجي التي تستند إليه رواية اعترافات سفاح ) وجعله شاهد ضد البقية ، وقد أرشد سيد أمير علي على مكان دفنوا فيه أكثر من 100 من ضحاياهم ، كما اعترف بطريقة قتلهم وشركاؤه في الجرائم .
كما تم القبض على أحد كبار رجال العصابة وهو بهبرام والمعروف أيضًا باسم جيمادار وهو معروف بأنه واحد من أكبر القتلة في العالم ، حيث يعتقد أنه قتل حوالي 931 شخص .
ويعتقد أن السير سليمان خلال فترة ولايته قام بالقبض على أكثر من 1400 فرد من قطاع الطرق وقام إما بنفيهم أو إعدامهم .
أصول هذه العصابات
يعتقد المؤرخون أن هؤلاء البلطجية ينتمون إلى سبع قبائل قاموا بالهرب واعتبروا خارجين عن القانون بعد أن قتلوا عبد مفضل لدى الإمبراطور المغولي الأكبر ، ويقول آخرون أنهم كانوا من سكان قرى الغابات الهندية ، وقد استولى البريطانيون على سبل عيشهم ومساكنهم فلجئوا للجريمة بالرغم من ذكرهم في التاريخ القديم للهند ، ولكن ربما لم يكونوا منظمين في الماضي .
ويعتقد البعض أن هؤلاء القتلة ظهروا كنتيجة مباشرة لسياسات شركة الهند الشرقية ، وكانوا جنود قبل استيلاء الشركة على الممالك الهندية ولم توفر لهم الشركة أي سبل للمعيشة ، فوجد هؤلاء الجنود أنفسهم بدون عمل فتحولوا للجريمة ليضمنوا لأنفسهم حياة كريمة وأطلق عليهم اسم قطاع الطرق ، ولم يكن هؤلاء الجنود ينتمون لدين واحد أو قبيلة واحدة .