إيدوين دريك أول من حفر بئر بترول في العالم

تحول النشاط النفطي إلى تجارة في عام 1859 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية ، وذلك بفضل إدوين .ل.دريك الذي كان يعمل موظف قطع تذاكر في السكة الحديد .
وقبل أن يقوم دريك بحفر بئره الأول كان الناس من جميع أنحاء العالم وعلى مدار قرون يعتمدون على “التسريبات ” ، أي ارتفاع النفط بشكل طبيعي إلى سطح القشرة الأرضية ، وكانت مشكلة هذه الطريقة أنه حتى أكثر المناطق إنتاجًا كانت تنتج كميات قليلة جدًا من النفط .
وفي خمسينيات القرن التاسع عشر ظهرت الكثير من الآلات الجديدة التي كانت تحتاج للتشحيم باستخدام النفط ، وكانت المصادر الرئيسية للحصول على النفط في تلك الأيام هي صيد الحيتان والتسريبات من باطن الأرض ، وهذه المصادر ببساطة لم تستطيع تلبية الطلبات المتزايدة على النفط ، وقد أدى نجاح بئر دريك إلى خلق صناعة جديدة ، وأدى أيضًا لظهور رجال مثل جون دي روكفلر والذي صنع ثروات هائلة من قطاع النفط .
محتويات
دريك وشركة النفط
ولد إدوين دريك في عام 1819 بولاية نيويورك ، وقد عمل وهو شاب في وظائف مختلفة ، قبل حصول على وظيفة في السكة الحديدية عام 1850 كقاطع للتذاكر ، وبعد حوالي سبع سنوات من العمل تقاعد بسبب اعتلال صحته .
ثم حصل دريك على فرصة جديدة للعمل مع اثنين من رجال الأعمال اللذان يمتلكان شركة للبحث عن النفط تسمى سينيكا أويل ، حيث كان الرجلان جورج هـ.بيسل و جوناثان جي.إيفليت المديران التنفيذيان للشركة ويبحثان عن شخص يسافر ذهابًا وإيابًا إلى بنسلفانيا لتفقد أعمالهما في جمع تسريبات النفط .
وقد بدا أن دريك الذي كان يبحث بالفعل عن عمل مرشح مناسب ، لأنه وبفضل عمله في السكة الحديد كان قادر على ركوب جميع القطارات مجانًا .
دريك فولي
وعندما بدأ دريك في العمل داخل مجال النفط ، أصبح يفكر في طريقة لزيادة إنتاج النفط ، وكانت الطريقة المتبعة في ذلك الوقت هو امتصاص تسريبات النفط باستخدام البطانيات ، وهذا بالطبع كان يؤدي لإنتاج كميات قليلة جدًا ، وكان الحل الواضح أمام دريك هو الحفر بطريقة ما في الأرض للوصول إلى النفط ، وبدأ دريك في حفر منجم ، ولكن منجم دريك غمره المياه وباءت محاولته الأولى بالفشل .
فكر دريك أن يستخدم نفس الطريقة التي تستخدم لاستخراج الملح من تحت الأرض ، عن طريق دفع أنابيب حديدية إلى داخل الأرض حتى تصل إلى المناطق التي يوجد بها النفط ، وقد جرب ذلك .
وقد أطلق السكان المحليين على أول بئر نفط يكتشفها دريك اسم “دريك فولي ” أو “حماقة دريك” لأنهم شكوا في نجاحه ، ولكن دريك أصر على استكمال فكرته واستعان بمساعدة حداد محلي يسمى ويليام سميث أو العم بيلي لاستكمال فكرته ، وفي البداية كان التقدم بطيئًا للغاية ، حيث كان الأنبوب يدق 3 أقدام كل يوم ، وبحلول 27 أغسطس 1859 كان الأنبوب قد وصل لعمق 69 قدم .
وفي الصباح التالي حين وصل سميث إلى الموقع لاستئناف العمل اكتشف أن النفط قد ارتفع من خلال الأنبوبة ، وبالفعل نجحت فكرة دريك وبسرعة بدأ بئر دريك ينتج إمدادات ثابتة من النفط .
أول بئر نفطي دائم
بدأ بئر دريك ينتج حوالي 400 جالون من النفط كل 4 ساعة ، وهي كمية كبيرة بالمقارنة بالكمية التي كان يتم الحصول عليها من التسريبات ، وتم إنشاء أبار أخرى ، ولأن دريك لم يسجل براءة اختراع لطريقته ، فقد كان بإمكان أي شخص أن يستخدم تلك الطريقة.
وبعد عامين تم إغلاق بئر دريك الأصلي بسبب الطفرة التي حدثت في مجال إنتاج النفط في بنسلفانيا ، فقد أصبحت الآبار الأخرى تنتج النفط بمعدلات أعلى منه ، وقد امتلأ غرب بنسلفانيا بالآبار التي كانت تنتج آلاف البراميل يوميًا ، وقد انخفضت أسعار النفط بشكل كبير بسبب زيادة الإنتاج مما جعل دريك وأرباب عمله يخرجوا من مجال التنقيب عن النفط ، ولكن دريك أثبت أن جهوده للتنقيب عن النفط كانت عملية .
وبالرغم من أن دريك كان رائد عملية التنقيب عن النفط إلا أنه قد استطاع حفر بئرين آخرين فقط ، قبل أن يترك مجال النفط ككل ، وقد قضى معظم حياته المتبقية في فقر .
وفي عام 1870 ونظرا لجهود دريك في اكتشاف فكرة التنقيب عن النفط ، صوتت الهيئة التشريعية في ولاية بنسلفانيا لمنح دريك معاش ، وقد عاش في بنسلفانيا حتى وفاته عام 1880 .