خرافات اعتبرها العلماء حقائق علمية لقرون

أصبحت معرفتنا بهذا العالم تتزايد بسرعة فائقة ، والآن أصبحنا نأخذ الحقائق العلمية كأمر مسلم به ، ولكن في الواقع هذه الحقائق قد استغرقت قرون من التفسيرات والتجارب ، وخلال قرون سابقة اعتمد العلماء والأطباء على نظرياتهم والتي كانت في الواقع تعتمد على مجرد معتقدات وليست براهين علمية ، وسوف نستعرض أكثر المعتقدات الخاطئة التي اعتاد العلماء على تصديقها .
محتويات
المرض ينتشر عن طريق الهواء السام
لقرون طويلة حاول العلماء معرفة أسباب بعض الأمراض مثل الكلاميديا أو الكوليرا أو الموت الأسود ، وكانت واحدة من النظريات الأكثر قبولًا هي نظرية “المياسما” ، ووفقًا لهذه النظرية فإن الأمراض تحدث بسبب المياس وهو الهواء السيء الذي يأتي نتيجة لتآكل المواد العضوية المتعفنة في المستنقعات الراكدة والمقابر وتحملها الرياح .
ومنذ العصور القديمة تم قبول نظرية المياسما في أوروبا والصين وجنوب شرق آسيا ، ولكن خلال خمسينيات القرن التاسع عشر تم تحدي تلك النظرية من الأطباء مثل جون سنو ، وقد تم وضع حد لتلك النظرية عام 1876 عندما أثبت روبرت كوخ أن بكتريا باسيلليث أنثراسيز هي التي تسبب الجمرة الخبيثة ، ثم بدأت نظرية الجراثيم في الانتشار .
غسل الأيدي قبل الذهاب للمرضى
قبل ستينيات القرن التاسع لم يكن الأطباء يغسلون أيديهم قبل فحص المرضى أو تشريح الجثث ولم يتم غسل بياضات الآسرة والمعاطف المخبرية حتى ، وكانت الأدوات الجراحية يتم تنظيفها فقط قبل وضعها في المخازن ، لأن نظرية الجراثيم لم تكن معروفة في ذلك الوقت ، ولأنهم كانوا يعتقدون أن يد الرجل النبيل نظيفة دائمًا ، ولأن الأطباء كانوا من النبلاء فقد امتنعوا عن غسل أيديهم .
عندما اقترح الطبيب المجري إجناز فيليب سيملويس أن الأطباء يجب أن يغسلوا أيديهم تعرض لسخرية لاذعة حتى أصيب بانهيار عصبي واحتجز في ملجأ ، ولكن بعد ظهور نظرية الجراثيم تم غسل الأيدي وتطهير الأدوات الجراحية على نطاق واسع .
جسور عملاقة تربط بين القارات
يتفق علماء الجيولوجيا لآن على أن سطح الأرض ليس كتلة صلبة واحدة ، بل إنه يتكون من العديد من الصفائح التي تسكن وتنزلق فوق القشرة الأرضية ، ولكن قبل ظهور نظرية الصفائح التكتونية كان هناك اعتقاد أن القارات انضمت لبعضها عبر جسور برية ، وهي الآن مغمورة تحت سطح الماء .
وقد ظهرت نظريات الجسور بعد أن لاحظ العلماء أن بعض الحفريات وأيضًا السمات الجيولوجية لقارة تتطابق مع خصائص قارة أخرى على الرغم من وجود محيطات شاسعة تفصل بينهما .
كان الزئبق يستخدم كمطهر
اليوم ندرك تمامًا أن الزئبق مادة سامة للغاية وملوث للبيئة ، ولكن في الماضي استخدم العلماء والأطباء وحتى الناس العاديون هذه الفضة السائلة ، لأنهم كانوا يعتقدون أنها مادة خارقة قادرة على القضاء على معظم الأمراض ، ومن الشائع أيضًا أنه في عام 210 قبل الميلاد أراد الإمبراطور الصيني تشين شي هوانج دي أن يصبح خالدًا ، فأعطاه طبيبه حبوب تحتوي على الزئبق مما أدى إلى وفاته .
السفر السريع يسبب الاختناق
هل تستطيع أن تتخيل السفر بدون وجود سكك حديدية ، بالطبع لا فهي واحدة من أرخص وسائل النقل البري التي يتم استخدامها بشكل كبير ، ولكن قبل اختراع السكك الحديدية كان الناس لديهم فكرة سلبية جدًا عن أي شيء يسافر بسرعة ، فقد كانوا يعتقدون أنهم عند السفر بسرعة أكبر من 30 ميلًا في الساعة سوف يختنقون ، وعندما ظهرت السكك الحديدة كانوا يرون أن استخدامها يضر بالدماغ ، وأن الحركة المتقطعة للقطار يمكن أن تدفع الشخص العادي للجنون ، وأن ضوضاء القطار تحطم الأعصاب .
وخلال ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر تناولت وسائل الإعلام عدة أخبار عن “مجانين السكك الحديدية ” وأصبحت أخبار الأشخاص الذين يسلكون سلوك غريب أثناء التنقل بالقطار شائعة ، حتى أن علماء النفس كتبوا عن تلك الظاهرة ، وفي النهاية تلاشت تلك الظاهرة كما ظهرت بشكل غير مفهوم .
اعتقد العلماء أنه لا يوجد مساحة فارغة في الكون
قبل أن يظهر مفهوم الفضاء كان علماء العصور القديمة والوسطى يعتقدون في وجود مادة تملأ الفراغ الموجود فوق الغلاف الجوي تعرف باسم الأثير ، وتعمل كأنها وسط لانتشار الضوء ، وحتى القرن التاسع عشر ، أجرى العديد من الفيزيائيين الكثير من التجارب للعثور على دليل مادي على وجود الأثير دون جدوى ، ثم جاءت النظرية النسبية لأينشتاين وحلت مشكلة الأثير ، حيث تم اعتباره غير موجود .
استخدام البنزين كمرطب بعد الحلاقة
في العصور السابقة لم يعرف العلماء أن البنزين مادة مسرطنة ، لذلك تم استخدامها بطرق مختلفة منها كملطف بعد الحلاقة ، وتم استخدامها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لأنهم كانوا يجدوا أن رائحته جيدة ، وفي عام 1903 أصبح استخدام البنزين شائع في معظم الصناعات حتى تم استخدامه لتخفيف الكافيين من القهوة ، وكان يستخدم كمذيب صناعي ، وحتى استخدمه الكيميائيين لغسل أيديهم ، ولكن عندما أصبحت سميته واضحة توقف استخدامه بالتدريج .
ألية عمل اللسان
حتى وقت قريب كان العلماء يعتقدون أن كل جزء من اللسان يستجيب فقط لطعم معين ، وكان العلماء قد أعدوا ما يعرف بخريطة الذوق لتميز مناطق اللسان بألوان مختلفة ، وفي الواقع كان هذا المخطط غير صحيح ، وبالرغم من ذلك لا تزال تلك الخريطة تدرس في بعض المدارس .
الحبوب يمكن أن تلد فئران
حتى منتصف القرن التاسع كان المزارعون يعتقدون أنهم إذا وضعوا ملابس متسخة على دلو به قمح سوف تلد فئران ، فقد لاحظ المزارعون أن الحظائر عندما يتم تخزين الفئران فيها تصبح ممتلئة بالفئران ، لذلك اعتقدوا أن الفئران تولد من الحبوب ، كما ظهرت ملاحظات مماثلة عن اللحوم الفاسدة التي تلد ديدان وذباب وأن التربة الموحلة تلد ضفادع وخنافس .
وظلت نظرية الجيل العفوي منتشرة بشدة حتى القرن الثامن عشر ، بعد ذلك أجرى العديد من العلماء تجارب أكدت أن الكائنات الحية لا يمكن إنتاجها من مواد غير حية ، وأنه حتى الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتريا يمكن أن تتكاثر
قبل اكتشاف الأكسجين كان هناك “فلوجستين”
منذ أكثر من 100 عام قبل اكتشاف الأكسجين كان العلماء يعتقدون أن النار هي أحد العناصر ، وأن جميع العناصر القابلة للاشتعال تحتوي عنصر يشبه النار وهو ينطلق في الغلاف الجوي عند اشتعال العناصر وهذا العنصر يسمى فلوجستين ، وهذه النظرية ظهرت لأول مرة عام 1667 بواسطة يوهان يواخيم بيشر ، وقد تم استخدام هذه النظرية لتفسير عمليات مثل الصدأ والاحتراق ، وقد انتشرت النظرية على نطاق واسع ، حتى تم اكتشاف الأكسجين عام 1774 اختفت نظرية الفلوجستين .