اللوحات السوداء لفرانسيسكو غويا

إذا قررت الذهاب لمتحف برادو في مدريد ، ونزلت إلى الطابق السفلي من المبنى ستجد غرفة بيضاوية واسعة تمتلئ ببعض أعمال الفنان الأكثر شهرة في إسبانيا فرانسيسكو غويا ، وهي اللوحات السوداء ، والتي سميت بهذا بسبب الألوان الداكنة المستخدمة فيها وهيمنة اللون الأسود عليها .
محتويات
فرانسيسكو جويا
كان فرانسيسكو جويا (1746 ) من الرسامين الأكثر شهرة في إسبانيا ، وقد عمل كرسام للعائلة المالكة في إسبانيا في عهد الملك كارلوس الثالث ، ثم الملك تشارلز الرابع ثم جوزيف بونابرت ، ولكنه بالرغم من ذلك عاش فترات من الاضطرابات السياسية والاجتماعية ، وشهد صعود عصر التنوير وغزو نابليون لإسبانيا ، ومحاكم التفتيش في عهد فرديناند السابع .
وفي عام 1792 أصيب جويا بمرض جعله يفقد السمع ، وقد أدى ذلك لانعزاله ، وقد استخدم الفن للتعبير عن عدم رضاه عن الوضع السياسي في إسبانيا ، وفي الفترة بين عامي (1820-1823) تقاعد جويا في بلدته الصغيرة في منزله الذي أطلق عليه اسم كينتا ديل سوردو أو منزل الرجل الأصم وكان يعاني من حالة اكتئاب في تلك الفترة .
الرسم على الجدران
خلال إقامة جويا في منزله (كينتا ديل سوردو) قام برسم مجموعة اللوحات السوداء ، وهي مجموعة تتكون من 14 لوحة ، وقد استخدم الطباشير والألوان الزيتية للرسم على الجدران مباشرة ، وقد بدأ بجدران غرفة الطعام ، وقد سمح ذلك المنزل للفنان جويا بالتعبير عن نفسه بحرية كبيرة ، ومن المعروف أن الفنان جويا لم يطلق أي أسماء على تلك اللوحات ولكن النقاد قاموا بإطلاق أسماء عليها بعد وفاته .
التشكيك في اللوحات
شكك بعض النقاد أن يكون جويا هو من رسم كل تلك اللوحات التي وجدت في منزله بنفسه ، وخاصة الموجودة في الطابق الثاني في غرفة الطعام ، ويقول المؤرخ Junquera أن خافير ابن جويا هو من رسم تلك اللوحات بعد وفاة والده ، وان الحفيد ماريانو قد وجد فرصة كبيرة ليتاجر بتلك اللوحات ويحقق مكاسب كبيرة عند بيع اللوحات باسم جده الفنان الشهير .
ولكن اثنين من كبار من درسوا أعمال جويا استبعدوا تلك الفرضية وأكدوا أن اللوحات السوداء من أعمال جويا نفسه .
اللوحات السوداء
لوحة زحل يأكل أبناؤه/ Saturn Devouring His Son, 1819-1823
تعتبر تلك اللوحة أشهر اللوحات السوداء ، وتظهر تلك اللوحة زحل (كان يعتبر إله الزمن ) وهو يأكل أحد أبناؤه ، لأنه سمع نبوءة تقول أن ابنه سوف يطفئه ، ولمنع حدوث ذلك كان يأكل زحل أولاده بمجرد ولادتهم ، وكما تقول الأسطورة أيضًا فإن أحد الأبناء استطاع أن يهرب بمساعدة والدته ، ومن خلال محاولة تجنب زحل تحقيق النبوءة ، أجبر ابنه على تنفيذها ووصل إلى نفس النتيجة التي كان يخشاها .