سيرة العالمة ماريا غوبرت ماير

ماريا غوبرت ماير هي عالمة رياضيات وفيزياء حازت على جائزة نوبل للفيزياء عام 1963م بسبب عملها على اكتشاف تركيب القشرة النووية .
محتويات
سيرتها الذاتية
ولدت ماريا غوبرت في عام 1906 في بولندا ، ثم انتقلت إلى ألمانيا حيث عمل والدها أستاذ لطب الأطفال في جامعة غوتنغن ، أما والدتها فكانت معلمة موسيقى .
وقد درست ماريا العلوم والرياضيات بدعم من والديها ، ولكن مدارس الفتيات العامة لم تكن تدرس هذه العلوم ، لذلك ألحقها أبويها بمدرسة خاصة ، ولكن بسبب الحرب العالمية الأولى تم إغلاق المدرسة التي كانت تدرس بها ، وبعد عام اجتازت جوبرت امتحان القبول بالجامعة وتخرجت في عام 1924 ، ثم عملت بالتدريس في الجامعة بدون راتب وكانت السيدة الوحيدة التي تدرس في الجامعة ثم حصلت على درجة الكتوراة في عام 1930م .
الزواج والهجرة
في عام 1930 تعرفت ماريا على طالب أمريكي يسمى جوزيف .إ.ماير وتزوجت منه ، وغيرت إسمها إلى غوبرت ماير ، وهاجرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد حصل زوجها جوزيف على وظيفة في جامعة جونز هوبكنز ببالتيمور ، ميريلاند ، ولكن بسبب وجود محاباة داخل الجامعة لم تتمكن ماريا من الحصول على وظيفة مدفوعة الأجر داخل الجامعة ، ولكنها أصبحت زميلة متطوعة في الجامعة ، ولكنها من خلال هذا المنصب استطاعت أن تجري أبحاثها داخل معامل الجامعة ، وأعطيت مكتبًا صغيرًا ، ثم حصلت على أجر زهيد .
ومن خلال عملها في الجامعة التقت بالعالم الألماني ماكس بورن الذي هاجر من ألمانيا إلى الولايات المتحدة عندما كانت ألمانيا تستعد للحرب .
وقد أنجبت ماريا طفلين هما ماريان وبيتر ، وفي وقت لاحق أصبحت ماريان عالمة فلك أما بيتر فقد أصبح أستاذًا مساعدًا في علم الاقتصاد .
أما جو ماير فقد استطاع أن يحصل على وظيفة في جامعة كولومبيا ، وخلال تلك الفترة ألف جو وماريا كتابًا في علم الإحصاء ، بينما فشلت ماريا مرة أخرى في الحصول على وظيفة مدفوعة الأجر بجامعة كولومبيا ، ولكنها قدمت بعض المحاضرات بشكل غير رسمي ، ثم قابلت إنريكي فيرمي ، وعملت معه في فريقه البحثي – بدون أجر أيضًا .
التدريس والأبحاث
عندما اشتركت الولايات المتحدة في الحرب عام 1941 حصلت ماريا على وظيفة مدفوعة الأجر ، ولكن بدوام جزئي في كلية سانت لورانس ، كما بدأت العمل بدوام جزئي في مشروع سري للغاية تابع لجامعة كولومبيا يسمى “سبيكة الخليط المعدني” ، وهو مشروع يعمل على فصل اليورانيوم لتزويد الأسلحة النووية الانشطارية بالوقود .
كما ذهبت عدة مرات في سرية تامة إلى مختبر لوس ألاموس في نيو مكسيكو ، حيث عملت مع إدوارد تيلر ونيلز بور وإنريكو فيرمي .
وبعد الحرب عرض على زوجها الأستاذية في جامعة شيكاغو ، وكان يعمل بها فيزيائيين نوويون آخرين ، ومرة أخرى عملت ماريا كأستاذة مساعدة متطوعة بدون أجر .
ولكن في غضون بضعة أشهر عرض على ماريا منصب في مختبر أراجون الوطني التابع لجامعة شيكاغو بدوام جزئي ، ثم تمت ترقيتها كباحث أول بأجر كامل ، ومن خلال عملها في المختبر استطاعت ماريا أن تكتشف سبب استقرار العناصر التي تحتوي على 2 و 8 و20 و28 و50 و82 و126 بروتون أو نيوترون ، وقد وضعت النظرية الأولية لتركيب القشرة النووية ، كما توصل باحث ألماني أخر (جي دي جينسن ) لنفس الاكتشاف ، وعلى مدار أربعة سنوات قامت ماريا وجي .دي.جينسن بتأليف كتاب عن اكتشافهما .
وفي عام 1959 حصل جوزيف وماريا ماير على وظيفة بدوام كامل في جامعة كاليفورنيا ، ولكن بعد فترة وجيزة أصيبت ماريا بسكتة دماغية وأصبحت غير قادرة على استخدام إحدى ذراعيها ، وعانت من مشاكل في القلب .
وفي عام 1963 حصلت ماريا وجنسين على جائزة نوبل في الفيزياء عن اكتشافهم ، وهكذا أصبحت ماريا غوبرت ماير ثاني امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء ، وأول سيدة تفوز بها في مجال الفيزياء النظرية .
وقد توفيت ماريا عام 1972 بعد أن دخلت في غيبوبة بعد إصابتها بنوبة قلبية في أواخر عام 1971 .