علماء أجروا أبحاثهم على أنفسهم

التجريب على النفس كان إجراء شائع بين الأطباء في الماضي حيث أنهم كانوا يريدون التأكد من نتائج تجاربهم في أسرع وقت ، إما لأنهم لا يرغبون في انتظار الإجراءات البيروقراطية الطويلة أو بسبب بعض القضايا الأخلاقية الني كانت تمنعهم من تعريض متطوعين للخطر ، ومن المعروف أن عدد من العلماء المتميزين قاموا بعمل التجارب على أنفسهم ، حتى أن بعضهم حصل على جائزة نوبل بسبب ذلك .
محتويات
ماكس جوزيف بيتينكوفر
في عام 1892 قام ماكس جوزيف فون بيتينكوفر بايتلاع حساء يحتوي على جرعة كبيرة من بكتريا الكوليرًا عمدًا ، وذلك لحض نظرية روبرت الكوخ التي تنص على أن البكتريا هي السبب الوحيد للمرض كما تناول بيتبيكوفر أيضًا بيكربونات الصوديوم لتحييد أحماض المعدة ، لأن كوخ قال أن أحماض المعدة يمكن أن تقتل البكتريا ، ولحسن الحظ عانى ماكس جوزيف من أعراض خفيفة للكوليرا فقط .
أطباء الجيش الأمريكي
في عام 1900 قام جيمس كارول وأريستيد أغرامونت وجيسي لازار وهم أطباء في الجيش الأمريكي ، بتعريض أنفسعم للدغات البعوض المسبب للحمى الصفراء لأنهم أرادوا أن يتأكدوا أن هذا البعوض هو المسئول عن نقل المرض ، حيث كان هؤلاء الأطباء جزء من فريق طبي بقيادة والتر ريد وهو الذي كان يتابع العمل الذي بدأه الباحث الكوبي كارلوس فينلاي في عام 1881 والذي اقترح فيه أن الحمى الصفراء تنتقل عن طريق البعوض وعلى الرغم من أن لازار توفى في نفس الشهر الذي تعرض فيه للدغ بسبب الصفراء ، كما توفى كارول بعد سبع سنوات بنفس المرض إلا أنهم ساهموا في إنقاذ عدد كبير من الأرواح .
إيفان أونيل
في عام 1921 كان إيفان أونيل في سن الستين ، وكان أول شخص يقوم بجراحة لنفسه لإزالة الزائدة الدودية ،كان أونيل جراحًا من بنسلفانيا وأراد أن يختبر كيف يشعر المريض إذا خضع لجراحة تحت تأثير التخدير الموضعي ، لأنه كان يعتقد أن التخدير العام خطر على بعض الناس ، وقد اشتهر أونيل بأنه قام بعمل 3 عمليات جراحية لنفسه ، أولهم عملية بتر إصبع عام 1919م والثانية كانت إزالة الزائدة بمساعدة المرايا ، على الرغم من أنها في ذلك الوقت كانت جراحة كبيرة وتحتاج لعمل شق كبير في البطن ، كما أجرى لنفسه عملية ثالثة لإصلاح فتقه الإربي تحت تأثير المخدر الموضعي وهو في السبعين من عمره .
الكسندر بوغدانوف
كان ألكسندر بوغدانوف طبيبًا روسيًا وناشطًا سياسيًا واقتصاديًا ، وكان أيضًا كاتب خيال علمي ، ولكن اهتماماته في مجال الطب كانت تتركز حول اكتشاف طريقة لإعادة شباب الإنسان من خلال عملية نقل الدم ، لذلك بدأ ينقل لنفسه دماء من أشخاص أصغر منه .
وكان يحصل على الدماء من متطوعين من بينهم ماريا أوليانوفا أخت فلاديمير لنين الصغرى ، وقام في وقت لاحق قام بتأسيس معهد أمراض الدم ، ولكن أحد عمليات نقل الدم كلفته حياته ، حيث نقل الدم من طالب يعاني من الملاريا والسل .
فيرنر فورسمان
في عام 1929 قام الطبيب الألماني فيرنر فورسمان بإجراء جراحة قسطرة القلب لنفسه ، وهو بذلك تجاهل أوامر رئيسه في القسم ، كما قام بخداع ممرضة القسم وأقنعها أنه سيقوم بإجراء الجراحة له ، وأعطاها مخدر موضعي ووضعها على طاولة الجراحة وقام بعمل جرح في يدها بينما هو في الواقع يقوم بعمل قسطرة لنفسه .
قام فورسمان بإدخال قسطرة بولية في الوريد الخاص به وعندما أدركت الممرضة ما يحدث ساروا سويصا إلى قسم الأشعة في الطابق السفلي وأدخل القسطرة في تجويف بطينه الأيمن ، وتم طرد فورسمان من المستشفى بسبب ذلك ، ولكنه حصل على جائزة نوبل فيما بعد .
آلان بلير
ان آلان بلير أستاذًا في كلية الطب جامعة ألاباما ، وكان يريد ن يثبت أن عنكبوت الأرملة السوداء سام للبشر ، لذلك في عام 1933 ترك عنكبوت الأرملة السوداء يلدغه عن عمد ، لإثبات أنها سامة وليختبر أيضًا إذا كان سم العنكبوت يسبب حصانة للضحايا ، وكانت العضة مؤلمة للغاية ولكن بلير قام بتسجيل تأثير السم على نفسه لمدة ساعتين ثم أصبح الألم لا يحتمل ، فدخل المستشفى وبقي فيها لمدة يومين حتى تعافى من أثر اللدغة .
ليو ستيرنباخ
في خمسينيات القرن العشرين اكتشف الكيميائي البولندي ليو ستيرنباخ فئة من المهدئات تسمى البنزوديازيبينات ، وكان غالبًا ما يختبرها على نفسه ، ومن بين المهدئات التي اكتشفها ستيرنباخ مهديء الفاليوم الذي أصبح لاقى شعبية كبيرة وأصبح يباع على نطاق واسع فيما بعد .
جون ستاب
كان جون ستاب عالمًا بيوفيزيائيًا وطبيبًا في سلاح الجو الأمريكي ، وكانت مهمته الأولى هي اختبار أنظمة الأكسجين في الطائرات غير المضغوطة ، واستطاع ستاب حل العديد من المشاكل وقام بالكثير من البحث أثناء العمل هناك مما سمح باختراع طائرات جديدة عالية الارتفاع ، وفي عام 1954 قام ستاب بربط نفسه حول متباطيء السرعة في قاعدة هوومان الجوية لأنه أراد دراسة أثر التسارع والتباطؤ على البشر ، وتم تسجيل ستاب كأسرع رجل على وجه الأرض .
باري مارشال
قام الطبيب الاسترالي باري مارشال في عام 1984 بتناول مرق يحتوي على بكتريا هيليكوباكتر بيلوري (الملوية البوابية )، ليثبت أن البكتريا هي سبب قرحة المعدة وليس الطعام الحار لأن العلماء كانوا يعتقدون بشدة أن البكتريا لا يمكن أن تتحمل أحماض المعدة ، وفي خلال ثلاثة أيام أصب بالغثيان ورائحة الفم الكريهة وفي خلال خمسة أيام بدأ يتقيأ أكاليل هيدريك ، وأصبحت معدته ملتهبة بشدة ، ثم تناول الضادات الحيوية وتعافى من المرض .
كيفن وارويك
كان وارويك باث بريطاني هتم بدراسة الروابط بين الكمبيوتر والجهاز العصبي البشري بالإضافة إلى أبحاثه في مجال الذكاء الاصطناعي والهندسة الطبية ، وكانت أشهر أبحاثه هو مشروع سايبورغ الذي جعله يحصل على لقب كابتن سايبورغ ، لأنه قام بزع جهاز إرسال تحت جلده ، جعله قادر على التحكم في الأضواء والأبواب وأجهزة التسخين وغيرها من الأجهزة التي تم ربطها بالكمبيوتر ، وفي المرحلة الثانية من المشروع استطاع أن يتحكم في ذراع روبوت موجود في جامعة ريدينج .